ضمن أنشطة وفعاليات «ليالي مسرحية»

«البوشية»... صراع قديم بين الحب والطبقات الاجتماعية

تصغير
تكبير
| متابعة - علاء محمود |

استهلت فرقة مسرح «الخليج العربي» أولى أنشطة وفعاليات «ليالي مسرحية» - التي ينظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب - بتقديم عرضها «البوشية» من تأليف الإماراتي إسماعيل عبد الله وإخراج عبد الله العابر، ومن بطولة كل من أحلام حسن، وعبد المحسن العمر الى جانب مجموعة من الممثلين.

ويعني اسم المسرحية رداء كانت المرأة الخليجية تغطّي به وجهها في الماضي، وقد سبق أن تغنّى المطرب الراحل محمود الكويتي بأغنية صاغها الشاعر فهد بورسلي وحملت اسم «البوشية»، لكن مخرج المسرحية جعل من هذا الرداء النسائي غطاءً للرجل أيضاً يخفي تحته ماضيه خوفاً من المواجهة.

وتدور أحداث المسرحية حول قصة حب رومانسية قديمة جمعت بين شاب من الطبقة الغنيّة يدعى غانم حمود بن غانم جسّد دوره عبد الله البدر وفتاة فقيرة راقصة تدعى جواهر جسدت دورها أحلام حسن ينتميان الى طبقتين مختلفتين حاولا الارتباط والزواج، فيمنحها وعداً أنه سيحاول إقناع والده غانم التاجر الكبير بمدى تعلقه وحبه لها رغم معرفته أن الجواب سيكون بالرفض، لكن والده يستعجل الاحداث ويكتشف هذا الحب بينهما من خلال زيارته منزل الراقصة، وهنا يقوم بتهديدها بالابتعاد عن ولده لانها ليست من مستواهم الاجتماعي، ثم يطلب منها ان ترقص له محاولاً اذلالها أمام ابنه المختبئ. وهنا تنفجر جواهر لتكشف سراً مهما ألا وهو ان والدته لولوة بنت جاسم «المتوفاة» كانت هي الأخرى «راقصة»، وأنها كانت تأخذه معها إلى جدته غنيمة وتجعله يرتدي «البخنق» كي لا تعرفه النساء محاولة بذلك الرّد على غانم التاجر الكبير صاحب النسب والأصول وأخباره ان مستواه الاجتماعي يشابه مستواها مذكّرة اياه بأن جدتها أم الخير كانت معروفة بين النساء بالفضيلة والمهابة على عكس أمه، وأن ما تقوم به مجرد مهنة لا أكثر. ومع زيادة وتيرة الاعتراف يخرج شبح الأم من «البثر» فيسقط غانم على الأرض منهاراً ثم يقوم ويرتدي «البوشية» ليرقص بها. لكن رغم هذا كله ينصاع الشاب لوالده في عدم الزواج من حبيبته.

المخرج وقف أمام نص شعري اعتمد فيه بالدرجة الاولى على فن «القادري» عندما وظّف «الزهيرية» و «النهمة» في مشهد السفينة، وفن «السامري» من خلال أغنية تراثية ثديمة للشاعر فهد بورسلي تحمل عنوان «البوشية» وتغنّى بها محمود الكويتي، وعلى صوت أحلام الشجي التي صدحت بها طوال العرض المسرحي، فتوّجه في رؤيته الاخراجية الى التجريد التشكيلي من خلال الديكور الذي استعان فيه مثل الأحبال المتدلية التي ترمز إلى سجن الأفكار والحريات و «البئر» التي استخدمها في دفن الأسرار والماضي، ومستعيناً أيضاً بالأزياء التقليدية للزي الخليجي ومنها «البوشية» وهو الرداء الذي ترتديه المرأة، لكنه استطاع توظيفه كحاجز بين الأفراد، ومن خلال هذا كله استطاع ايصال فكر الكاتب واحياء قضية موجودة منذ الأزل وتعتبر شائكة وهي الحب الطبقي.

وفيما يخص أداء الممثلين، فقد كان متوازناً مقنعاً من خلال الانفعالات الدرامية، وهذا ما لمسناه لدى كلٍ من احلام حسن، وكذلك عبدالمحسن العمر وعبدالله البدر. وربما تكرار عرض المسرحية في أكثر من فعالية مسرحية سابقة محققة جوائز عديدة، منح الممثلين الثقة بالنفس أكثر وفهماً اوسع وأعمق للشخصيات التي يتقمصونها، مع الأعتزاز بما يقدمونه فوق خشبة المسرح.

الجدير بالذكر، أن «البوشيه» سبق وأن شاركت في اكثر من فعالية مسرحية محلّية منها «مهرجان الكويت المسرحي» و«صيفي ثقافي»، إضافة لفعاليات خليجية مثل «مهرجان المسرح الخليجي»، محققة جوائز عديدة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي