| عبدالعزيز صباح الفضلي |
كم كانت الصدمة للكثير من المواطنين وهم يتناقلون صور ولقطات الدق والرقص الذي تم داخل مجلس الأمة، بعد حفلات الطرب التي أقيمت فيه، وبحضور رئيس المجلس وبعض الممثلين على الأمة وليسوا ممثلي الأمة.
بالفعل هو مجلس رَقَصَ على آهات وآلام وتطلعات الشعب، مجلس كل يوم يخرج بمصيبة جديدة تصدم من شاركوا في وصول نوابه قبل أن يصدم المعارضين لوجوده.
مجلس يقر قانونا يضيق على حرية الإعلام، ويصوت على قانون تدفع فيه الدولة فوائد المقترضين للبنوك، فتتم معاقبة الملتزم والمنظم لحياته وميزانيته ويكافأ المتسيب والمقترض.
لقد أسقط هذا المجلس برئيسه ونوابه هيبة مجلس الأمة، فبعد أن كان منبرا للأحرار، أصبح اليوم مزارا للفرق الموسيقية لتقدم وصلاتها وعروضها الاستعراضية، ولا نعلم ما هي المفاجآت الجديدة لهذا المجلس؟
الشريعة أم الحكومة المنتخبة؟
أمنية لكل مخلص أن يتم تطبيق كلا الأمرين في الكويت تطبيق الشريعة والوصول إلى الحكومة المنتخبة، ولكن اليوم هناك من النواب من لا يقرأ الساحة والواقع جيدا، من خلال الإصرار على جعل المطالبة بتطبيق الشريعة كأساس للمشاركة في ائتلاف المعارضة أو ندوات الأغلبية، مع العلم أنه مع الوضع الحالي ومن التجارب السابقة في التعامل مع الحكومة لم تُجدِ هذه المطالبات، وخاصة مع وجود مجلس تملك الحكومة فيه غالبية، فالحكومة التي ردت قانون الإساءة إلى الذات الإلهية هل تراها ستقبل بتطبيق الشريعة؟
إن سعادة الأمة إنما تكون بتطبيق شريعة ربها، لكن التدرج في الوسائل للوصول إلى الغاية هو المنهج الذي سار عليه النبي عليه الصلاة والسلام، فلكل مرحلة ظروفها.
وأتعجب ممن يطعن بالنواب السابقين ممن يدعون إلى التروي والمحافظة على وحدة الأغلبية واجتماعها وترتيب أولوياتها أن يتم اتهامهم بالتخاذل عن نصرة الشريعة، بالرغم أنهم من أكثر المطالبين بأسلمة القوانين، والمعارضين لكل ما يخالف الشريعة الإسلامية، فأين الإنصاف؟
***
دولة الخلافة في سورية
كلمة زعيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري والتي دعا فيها أنصارها في سورية إلى إقامة دولة إسلامية من أجل إعادة الخلافة، هو تصريح في اعتقادي أضر بالثورة أكثر مما نفعها، فالثورة التي تعاني كثيرا من التآمر عليها والتخلي عن نصرتها من كثير من الأطراف العربية والغربية بسبب الصبغة الإسلامية الغالبة عليها، ستتعرض لمزيد من التضييق وستفقد بعض مناصريها في حال الإعلان الواضح عن جعل سورية الجديدة ولاية إسلامية، فالوضع السوري الحالي والذي تتقاطع فيه مصالح دول عدة، تعلم أن أيام نظام الأسد باتت معدودة، فهي تريد أن توجد لها موضع قدم في أي قيادة أو حكومة جديدة، لذلك لن تقبل بأي حال من الأحوال أن تترك الساحة للون واحد من أطياف الشعب السوري وخاصة أصحاب التوجهات الإسلامية، لذلك كان من الحكمة دراسة الواقع وكيفية التعامل معه عند أي مطالبات هي محل تنازع بين الأطراف المختلفة.
أقول للإخوة المتحمسين لإعلان الخلافة، لقد كانت أفغانستان تحت حكم «طالبان» وكان لدى أسامة بن لادن، كل الإمكانيات على أرَض أفغانستان ومع ذلك عندما أعلنت أميركا حربها ضد أفغانستان والقاعدة وطلبت من الدول تحديد مواقفها إما مع أو ضد، وجدنا تخلي الدول العربية قبل الغربية عن نصرة الشعب الأفغاني حتى تمكنت أميركا من احتلال أفغانستان، وقتل بن لادن.
لذلك كان التدرج في تحقيق الغايات مطلوبا، وللكون سنن لابد أن نحسن التعامل معها لا أن نخالفها، ليقيننا بأن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
Twitter : @abdulaziz2002