| عبدالعزيز صباح الفضلي |
لا يزال الناس يتداولون الحديث عن حقيقة مقتل البوطي ومن له المصلحة في ذلك وما مصيره بعد موته؟ والناس بين مدافع عنه أو مهاجم له أو ساكت عن التعليق.
ومما لا يختلف عليه اثنان أن البوطي قبل مقتله كان أحد أبواق السلطان ممن يدبّجون له الفتاوى ويبيحون له قتل المعارضين حتى يكون ذلك الذبح موافقا للشريعة الإسلامية.
البعض يدافع عن البوطي بحجة أنه مكره ومن يقرأ ويتابع تاريخ البوطي يعلم أنه ممن ساند الأسد الأب، وبكى عليه عند موته وأثناء الصلاة على جنازته.
بفتاوى البوطي قُتلت أنفس وأُزهقت أرواح وانتُهكت أعراض، كانت تلك الفتاوى عونا للطاغية للاستمرار في بغيه وظلمه، لا نلوم الناس أن أساؤوا له أو لم يترحموا عليه، لا نُشنع على من فرحوا لمقتله وخاصة من ذاقوا ويلات النظام، فبرحيله أُزيح أحد منابر الدفاع عن الطغيان، ولعله من أخطرها لأنها كانت مُُغلفة بغطاء الدين.
مصير البوطي لا يعلمه إلا الله، وليس لأحد أن يحكم عليه بجنة أو نار، لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُخبر الناس أنه سيحاسبهم على ما ظهر منهم من أعمال سواء في الخير أو الشر، وأما مقاصدهم ونيّاتهم فعلمها وجزاؤهم عند الله.
أتذكر أن النبي عليه الصلاة والسلام تحدث عن جيش يغزو الكعبة فيخسف الله بهم، فسألت عائشة عن الذين كانوا مع الجيش من الخدم وغيرهم من غير المقاتلين، فأشار عليه الصلاة والسلام أن العقوبة نزلت بالجميع وأن هؤلاء سيُبعثون يوم القيامة كل بحسب نيته.
الغريب في موضوع مقتل البوطي أن هناك من استنكروا وقوفه مع النظام الباغي وشنّعوا عليه، لكنهم في الوقت نفسه يقفون مدافعين وباسم الدين أيضاً عن أنظمة أخرى تمارس الظلم على شعوبها، وهناك بوطيون آخرون يبيحون قتل وسحل وسجن المعارضين بحجة حماية الدولة ورعاية مصالحها.
إذا لا تخلو طائفة أو مجموعة من وجود البوطيين فيها إلا ما رحم ربي، فلا ندعي النزاهة والبراءة وأيدينا ملطخة بدماء الأبرياء.
القمة العربية
من أكثر ما شدّني في القمة العربية هي الكلمة الصريحة والواضحة لرئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب، والتي كشف من خلالها حقيقة الوضع السوري، وعدم كفاية الدعم العربي للثورة السورية وأنه ما زال دون المستوى المطلوب.
ولقد كانت كلمة جريئة منه حين دعا الزعماء العرب إلى تحقيق العدالة بين شعوبهم، وإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين يقبعون في سجونهم من المعارضين، وهذه شجاعة من الخطيب، فبرغم شدة حاجة الشعب والثورة والائتلاف السوري لدعم الزعماء العرب إلا أن ذلك لم يكن حائلا دون أن يقدم نصيحته لقادة الدول العربية.
شيء مخزٍ
من المؤسف أن نجد هذه الأيام من يقول عما يجري على أرض سورية انها حرب أهلية، وهذه صورة من صور التخذيل عن دعم الثورة السورية، ونقولها صراحة ما يجري على أرض سورية هو جهاد بل من أعظم صور الجهاد، وكما جاء في الحديث أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، وهل هناك أعظم جورا وظلما في وقتنا الحالي من النظام السوري؟
Twitter: @abdulaziz2002