مواهب مصرية / في عالم يحيط به الموت
| البشري العدلي محمد |
في عالم يحيط به الموت
يتباكى في حماه التائهون
يسير الموت في جنبات الحياة
فيحيل آمالنا آلاما
أيها الموت كم انت جبار
تدع النفوس حائرة
تسحقها... تواريها
تتوالى في أحشائك
صرخات المنكوبين
زفرات المعذبين
يا موت! يا وحش الحياة المفترس
غيبت صديقي عن عالمنا
وقد سكن الليل الطويل عيوني
انصت لوقع صدى الانات من حولي
وأحلامنا القابعة خلف أستار الغيوب
تداعب عيوننا
تؤرق صدورنا
تقلق مضاجعنا
وتمضي الليالي الى قبورها
وتمشي الحياة في دروبها
هنالك حيث الموت القابع
في دروب خطواتنا
والأقدار تضحك هازئات
من أحلامنا البائسة
وحيث الذهول الغريب
يودع روح صديقي
مات صديقي
ماتت آماله وكفنتها الدموع
خلف العيون المتحجرة
هنا كان يجلس بجواري
تحدثني أحلامه
بيت جميل تزينه حديقة غناء
كرسي يمدد رجليه المرهقتين عليه
وابتسامات بريئة
من أطفال صغار
وحضن يراه ملاذا من قسوة الأيام
مات صديقي
مات قبل ان ينسج احلامه
ويزيح عن كاهله عبء السنين
وعن جسده الواهي
أمراض الغربة اللعينة
لكنه الموت يحيا في دموعنا
يقتات حقول صمتنا
والحزن مختبئ في عيوننا
يخبرنا ان الصوت يبكي فراقه
مات صديقي
قبل ان يضم تحت جناحيه
عيون أهله وأبنائه
هذا الجناح طار أياما
شهورا... سنين
طار عمرا طويلا
وقبل ان يفتر ثغر الصبح
عن عرس اللقاء
مات صديقي
هذا قلمه... أدواته
يتساءلان... أين صاحبنا؟
قلت والحسرة تفزعني :
مات مات مات
وقلمه الذي يئن لضغط اصبعيه
كان يخط أحلامه
أحلام سحقتها غربة الأيام
وكم نادى في أيام سهده ولياليه
أيا أبي... أيا أمي
أيا زوجتي... أيا أبنائي
ضموني كي تأتلف أضلاعي
وتسكن رياح خوفي وحيرتي
طفل يبكي فراقه يتساءل...
لماذا... لماذا...؟
وزوجة تصرخ في ذعر
ها قد انطفأت شمعة الأمل الأخيرة
وخيم الظلام بيتي وقلبي
وهذه الأماني تذروها رياح القدر
تبعثر ما قبضته الحياة في رحلة السفر
مات صديقي... مات صديقي
* معلم بوزارة التربية في الكويت عضو رابطة الأدباء المصريين
في عالم يحيط به الموت
يتباكى في حماه التائهون
يسير الموت في جنبات الحياة
فيحيل آمالنا آلاما
أيها الموت كم انت جبار
تدع النفوس حائرة
تسحقها... تواريها
تتوالى في أحشائك
صرخات المنكوبين
زفرات المعذبين
يا موت! يا وحش الحياة المفترس
غيبت صديقي عن عالمنا
وقد سكن الليل الطويل عيوني
انصت لوقع صدى الانات من حولي
وأحلامنا القابعة خلف أستار الغيوب
تداعب عيوننا
تؤرق صدورنا
تقلق مضاجعنا
وتمضي الليالي الى قبورها
وتمشي الحياة في دروبها
هنالك حيث الموت القابع
في دروب خطواتنا
والأقدار تضحك هازئات
من أحلامنا البائسة
وحيث الذهول الغريب
يودع روح صديقي
مات صديقي
ماتت آماله وكفنتها الدموع
خلف العيون المتحجرة
هنا كان يجلس بجواري
تحدثني أحلامه
بيت جميل تزينه حديقة غناء
كرسي يمدد رجليه المرهقتين عليه
وابتسامات بريئة
من أطفال صغار
وحضن يراه ملاذا من قسوة الأيام
مات صديقي
مات قبل ان ينسج احلامه
ويزيح عن كاهله عبء السنين
وعن جسده الواهي
أمراض الغربة اللعينة
لكنه الموت يحيا في دموعنا
يقتات حقول صمتنا
والحزن مختبئ في عيوننا
يخبرنا ان الصوت يبكي فراقه
مات صديقي
قبل ان يضم تحت جناحيه
عيون أهله وأبنائه
هذا الجناح طار أياما
شهورا... سنين
طار عمرا طويلا
وقبل ان يفتر ثغر الصبح
عن عرس اللقاء
مات صديقي
هذا قلمه... أدواته
يتساءلان... أين صاحبنا؟
قلت والحسرة تفزعني :
مات مات مات
وقلمه الذي يئن لضغط اصبعيه
كان يخط أحلامه
أحلام سحقتها غربة الأيام
وكم نادى في أيام سهده ولياليه
أيا أبي... أيا أمي
أيا زوجتي... أيا أبنائي
ضموني كي تأتلف أضلاعي
وتسكن رياح خوفي وحيرتي
طفل يبكي فراقه يتساءل...
لماذا... لماذا...؟
وزوجة تصرخ في ذعر
ها قد انطفأت شمعة الأمل الأخيرة
وخيم الظلام بيتي وقلبي
وهذه الأماني تذروها رياح القدر
تبعثر ما قبضته الحياة في رحلة السفر
مات صديقي... مات صديقي
* معلم بوزارة التربية في الكويت عضو رابطة الأدباء المصريين