الروائي المصري حذر من مصادمات بين المثقفين والتيارات المتطرفة
حوار / منتصر القفاش لـ «الراي»: «الإخوان» أكثر تهديداً لـ «الإبداع» ... و«أخونة» الأدب «نكتة»
منتصر القفاش
| القاهرة - من محمد سرساوي |
قال الكاتب المصري منتصر القفاش، انه يعود بعد 13 عاما على صدور مجموعته القصصية «شخص غير مقصود» إلى القصة بمجموعة جديدة صدرت** عن دار التنوير بعنوان «في مستوى النظر».
وذكر القفاش، في حوار مع «الراي» أنه يفضل العناوين المعتادة والشائعة، وقرر تغيير عنوان مجموعته من «الدور الأرضي» إلى «في مستوى النظر» بعد أن وجد أن العنوان الجديد يحمل مستوى آخر من الدلالات، نافيا أن تكون إحدى قصص المجموعة التي تتحدث عن سجن طرة لها علاقة برموز النظام السابق، وقال: «أنا ضد إقحام السياسة في الكتابة».
وهذا نص ما دار معه من حوار:
• لماذا اخترت عنوان «في مستوى النظر» اسما لمجموعتك رغم أنه ليس عنوانا لإحدى قصصها كما هو معتاد؟
- كنت سأطلق على المجموعة اسم «الدور الأرضي»، فقد كان الدور الأرضي هو المحور الرئيسي لأغلب القصص، وليس المحور الرئيسي للكتاب، ثم فكرت في تغيير العنوان واخترت «في مستوى النظر» لأنني أُحب العناوين التي تبدو شائعة ومعتادة، وفي الوقت نفسه وجدت أن العنوان يحمل مستوى آخر من الدلالات، ومستوى نظر يعطي أبعاداً للخيال، ويمنح تجارب تكون متاحة أمام أعيننا، ويطرح تساؤلات وتأملات في مدى ما يمكن أن نراه في أشياء تحيط بنا نراها بشكل واضح، ومستويات أخرى صعبة يمكن أن تتكشف في إعادة النظر في «مستوى النظر».
• ما الذي قصدته باختيارك الراوي طفلا؟
- بداية الكتاب لم يكن يخطر في بالي، لأنني كنت بصدد إعداد كتاب آخر من ثلاث قصص، وظهرت قصة «اللعب» - إحدى قصص المجموعة -، فشعرت أن هذه القصة بعيدة عن الجو العام للكتاب، وكانت المفاجأة، فهذا النص الصغيرة فتح بابا ظهرت من خلاله القصص وتدفقت على الورق.
وكانت تساؤلاتي هل الكتاب سيكتمل؟ وكأنني أتعرف عليه أثناء كتابته، وقد كنت أتحدث في «اللعب» عن علاقة الطفل مع الدور الأرضي والعجائز، واستطيع القول إن شخصيات الطفل في القصص أعطت الفرصة للبحث في فكرة اللعب وعلاقتها بالدور الأرضي و الشارع، وأعطت الفرصة للتأمل في الأشياء الصغيرة، ودائما ما تكون رؤية الأطفال للعالم مختلفة عن رؤية الكبار.
• هل جاءت المجموعة لتعلم القارئ اللعب مع الحياة أم انه اختبار لمستوى خيال القارئ؟
- من رهانات الكتابة في هذه المجموعة أن الأشياء المألوفة دائما تكون خادعة، وأن الحدود التي نرى من خلالها الأشياء والشخصيات تضعف أو تقلل من قدرتنا على النظر فيها باكتشاف أو إطلاق الخيال، فمحاولة الكشف عن هذه الكلمات «المألوف» و«المتاح» و«القريب» التي تخفي وراءها إمكانات أخرى، هي اللعب مع المألوف لكشف إمكاناته، وأن يكون بين الأشياء تفاعل بالكتابة، وينتج أشياء ليست غرائبية ولا أشياء تبدو خارج الزمان والمكان أو قصصاً عجائبية.
وهذه المنطقة لا تشدني لأن إمكانات الخيال والكتابة تكون في أشياء عادية، ولكنها تخفي أشياء كثيرة وتحتاج أن نكون أحرارا في النظر إليها كي نراها بشكل أعمق.
• إحدى قصص المجموعة دارت في شقة بجوار سجن طرة، ألم تقلق من أن يربط القارئ أحداث القصة بشخصيات النظام القديم الذين يقضون عقوبتهم في هذا السجن؟
- القصة وجزء كبير من المجموعة كتبت قبل أحداث ثورة 25 يناير عام 2011، وقد فكرت في هذه القصة ووجدت أن القارئ سوف يربط أحداثها بسجن طرة الذي أصبح سجنا للرؤساء، لكنني حسمت هذا التردد لأن القصص تُطرح بين البيوت المجاورة للسجن، وكان يشغلني سؤال العلاقة بين البيوت التي تطل على هذا السجن وتولدت لدىّ رغبة في كتابة قصة عن العلاقة بين الاثنين العمارات السكنية والسجن.
• هل فكرت أن تحول المجموعة إلى نص روائي؟
- أثناء الكتابة طالعتني هذه الفكرة لكنني حسمت القرار بصورة مباشرة، وقررت أن تظل كتابا قصصيا والسبب أنني لو حاولت أن أغير العمل إلى رواية سأشعر أن مقاطع من النصوص سيفقدها الكتاب، وأنا أحب أن أصغي إلى التجربة في بداية ظهورها، وقد وجدت تفكيري كله متجها نحو القصص القصيرة لكي أعثر على المتعة والحرية في الكتابة.
• لماذا تختار شكل اليوميات في الكتابة؟
- كنت من محبي كتابة اليوميات، وكانت بالنسبة لي البداية هي رصد أحداث اليوم، وبالتدريج أصبحت أتأمل في عمل أدبي، وهي كتابة حرة، وقد دخلت مقاطع اليوميات في أعمالي مثل «أن ترى الآن» و«مسألة وقت» و«في مستوى النظر»، ولا أقصد بذلك أنني أخذت مقاطع من يومياتي وأضفتها إلى عملي.
• تبدو أعمالك دائما خالية من السياسة، لماذا؟
- أُحب الكتابة التي لا تتناول السياسة بشكل مباشر، لكنني قد أتناول شخصية لها شكل سياسي خفي متضمن وسط أحداث النص، ومرتبط بعلاقات بين الشخصيات، فأنا ضد إقحام السياسة في الكتابة، وتناول الأحداث السياسية الواضحة.
• كيف ترى أحوال المثقفين في النظام الجديد؟
- أرى أن نظام الحكم في مصر الآن هو امتداد لحكم مبارك، بل أسوأ بكثير لارتدائه قناع الدين، وبذلك تكون الحرب أكثر شراسة، والمواجهة تحتاج لنفس طويل، لكنني أكاد أُجزم أن هذه فترة موقتة وسوف تزول، لأن أفعال الإخوان ضد طبيعة مصر والشعب المصري الذي يصعب أن يخدعه أحد مهما كان بشعارات دينية، وأعتقد أن الإخوان هم الأكثر تهديدا لحرية الإبداع، وأتوقع حدوث مصادمات ومواجهات بين المثقفين والتيارات المتطرفة التي لا تؤمن بحرية الإبداع.
• كيف تنظر للحديث من جانب البعض عن «أخونة الأدب»؟
- هذه نكتة، فلا يمكن للأدب والإبداع أن يرتدي جلبابا أو تكون له زبيبة ولحية، وإذا حدث هذا فسوف يكون شيئا مضحكا للغاية.
قال الكاتب المصري منتصر القفاش، انه يعود بعد 13 عاما على صدور مجموعته القصصية «شخص غير مقصود» إلى القصة بمجموعة جديدة صدرت** عن دار التنوير بعنوان «في مستوى النظر».
وذكر القفاش، في حوار مع «الراي» أنه يفضل العناوين المعتادة والشائعة، وقرر تغيير عنوان مجموعته من «الدور الأرضي» إلى «في مستوى النظر» بعد أن وجد أن العنوان الجديد يحمل مستوى آخر من الدلالات، نافيا أن تكون إحدى قصص المجموعة التي تتحدث عن سجن طرة لها علاقة برموز النظام السابق، وقال: «أنا ضد إقحام السياسة في الكتابة».
وهذا نص ما دار معه من حوار:
• لماذا اخترت عنوان «في مستوى النظر» اسما لمجموعتك رغم أنه ليس عنوانا لإحدى قصصها كما هو معتاد؟
- كنت سأطلق على المجموعة اسم «الدور الأرضي»، فقد كان الدور الأرضي هو المحور الرئيسي لأغلب القصص، وليس المحور الرئيسي للكتاب، ثم فكرت في تغيير العنوان واخترت «في مستوى النظر» لأنني أُحب العناوين التي تبدو شائعة ومعتادة، وفي الوقت نفسه وجدت أن العنوان يحمل مستوى آخر من الدلالات، ومستوى نظر يعطي أبعاداً للخيال، ويمنح تجارب تكون متاحة أمام أعيننا، ويطرح تساؤلات وتأملات في مدى ما يمكن أن نراه في أشياء تحيط بنا نراها بشكل واضح، ومستويات أخرى صعبة يمكن أن تتكشف في إعادة النظر في «مستوى النظر».
• ما الذي قصدته باختيارك الراوي طفلا؟
- بداية الكتاب لم يكن يخطر في بالي، لأنني كنت بصدد إعداد كتاب آخر من ثلاث قصص، وظهرت قصة «اللعب» - إحدى قصص المجموعة -، فشعرت أن هذه القصة بعيدة عن الجو العام للكتاب، وكانت المفاجأة، فهذا النص الصغيرة فتح بابا ظهرت من خلاله القصص وتدفقت على الورق.
وكانت تساؤلاتي هل الكتاب سيكتمل؟ وكأنني أتعرف عليه أثناء كتابته، وقد كنت أتحدث في «اللعب» عن علاقة الطفل مع الدور الأرضي والعجائز، واستطيع القول إن شخصيات الطفل في القصص أعطت الفرصة للبحث في فكرة اللعب وعلاقتها بالدور الأرضي و الشارع، وأعطت الفرصة للتأمل في الأشياء الصغيرة، ودائما ما تكون رؤية الأطفال للعالم مختلفة عن رؤية الكبار.
• هل جاءت المجموعة لتعلم القارئ اللعب مع الحياة أم انه اختبار لمستوى خيال القارئ؟
- من رهانات الكتابة في هذه المجموعة أن الأشياء المألوفة دائما تكون خادعة، وأن الحدود التي نرى من خلالها الأشياء والشخصيات تضعف أو تقلل من قدرتنا على النظر فيها باكتشاف أو إطلاق الخيال، فمحاولة الكشف عن هذه الكلمات «المألوف» و«المتاح» و«القريب» التي تخفي وراءها إمكانات أخرى، هي اللعب مع المألوف لكشف إمكاناته، وأن يكون بين الأشياء تفاعل بالكتابة، وينتج أشياء ليست غرائبية ولا أشياء تبدو خارج الزمان والمكان أو قصصاً عجائبية.
وهذه المنطقة لا تشدني لأن إمكانات الخيال والكتابة تكون في أشياء عادية، ولكنها تخفي أشياء كثيرة وتحتاج أن نكون أحرارا في النظر إليها كي نراها بشكل أعمق.
• إحدى قصص المجموعة دارت في شقة بجوار سجن طرة، ألم تقلق من أن يربط القارئ أحداث القصة بشخصيات النظام القديم الذين يقضون عقوبتهم في هذا السجن؟
- القصة وجزء كبير من المجموعة كتبت قبل أحداث ثورة 25 يناير عام 2011، وقد فكرت في هذه القصة ووجدت أن القارئ سوف يربط أحداثها بسجن طرة الذي أصبح سجنا للرؤساء، لكنني حسمت هذا التردد لأن القصص تُطرح بين البيوت المجاورة للسجن، وكان يشغلني سؤال العلاقة بين البيوت التي تطل على هذا السجن وتولدت لدىّ رغبة في كتابة قصة عن العلاقة بين الاثنين العمارات السكنية والسجن.
• هل فكرت أن تحول المجموعة إلى نص روائي؟
- أثناء الكتابة طالعتني هذه الفكرة لكنني حسمت القرار بصورة مباشرة، وقررت أن تظل كتابا قصصيا والسبب أنني لو حاولت أن أغير العمل إلى رواية سأشعر أن مقاطع من النصوص سيفقدها الكتاب، وأنا أحب أن أصغي إلى التجربة في بداية ظهورها، وقد وجدت تفكيري كله متجها نحو القصص القصيرة لكي أعثر على المتعة والحرية في الكتابة.
• لماذا تختار شكل اليوميات في الكتابة؟
- كنت من محبي كتابة اليوميات، وكانت بالنسبة لي البداية هي رصد أحداث اليوم، وبالتدريج أصبحت أتأمل في عمل أدبي، وهي كتابة حرة، وقد دخلت مقاطع اليوميات في أعمالي مثل «أن ترى الآن» و«مسألة وقت» و«في مستوى النظر»، ولا أقصد بذلك أنني أخذت مقاطع من يومياتي وأضفتها إلى عملي.
• تبدو أعمالك دائما خالية من السياسة، لماذا؟
- أُحب الكتابة التي لا تتناول السياسة بشكل مباشر، لكنني قد أتناول شخصية لها شكل سياسي خفي متضمن وسط أحداث النص، ومرتبط بعلاقات بين الشخصيات، فأنا ضد إقحام السياسة في الكتابة، وتناول الأحداث السياسية الواضحة.
• كيف ترى أحوال المثقفين في النظام الجديد؟
- أرى أن نظام الحكم في مصر الآن هو امتداد لحكم مبارك، بل أسوأ بكثير لارتدائه قناع الدين، وبذلك تكون الحرب أكثر شراسة، والمواجهة تحتاج لنفس طويل، لكنني أكاد أُجزم أن هذه فترة موقتة وسوف تزول، لأن أفعال الإخوان ضد طبيعة مصر والشعب المصري الذي يصعب أن يخدعه أحد مهما كان بشعارات دينية، وأعتقد أن الإخوان هم الأكثر تهديدا لحرية الإبداع، وأتوقع حدوث مصادمات ومواجهات بين المثقفين والتيارات المتطرفة التي لا تؤمن بحرية الإبداع.
• كيف تنظر للحديث من جانب البعض عن «أخونة الأدب»؟
- هذه نكتة، فلا يمكن للأدب والإبداع أن يرتدي جلبابا أو تكون له زبيبة ولحية، وإذا حدث هذا فسوف يكون شيئا مضحكا للغاية.