فهد توفيق الهندال / فاصلة / للحياة نفجر المعنى

تصغير
تكبير
| فهد توفيق الهندال |

بهذه الجملة يدشن نادي بوم الثقافي مبادرته المعنوية الغنية بالحياة عبر أنشطة ثقافية اجتماعية في مضمون ندوات ودورات وورش عمل وأمسيات أدبية وموسيقية ومعارض تشكيلية يقوم عليها مجمـوع من الشباب الكويتي المتحمس للعمل كمتطوعين بمختلف الفئات العمرية وكلا الجنسين، تحت إشراف الهيئة العامة للشباب والرياضة، ولا شك أن كل نشاط شبابي جديد يشعل أملا في الطريق إلى المستقبل المشرق حتما بهذه العناصر الواعدة الطموحة الباحثة عن خيط تجربة ما يتلمسون بها فرصة تحقيق أحلامهم بعيدا عن روتين وجمود الحياة الرتيبة والضائعة بين هموم وشجون تزيد العمر كمدا وشكوى. فالإبداع غاية لا يبرر ويمرر وسيلتها سوى المبدع نفسه في ثقته بأنه قادر على تغيير واقعه النفسي لما هو أجمل، فلا يعرف اليأس منفذا إلى نفسه، ولا يعرف غير التميز عنوانا لحضوره. ولعل مبادرات الشباب التي نقرأ عنها هذه الأيام دليل على الاهتمام بهذا الوعي المتنامي لديهم، وأهمية رعايتهم وتمكين الثقة في قدراتهم، وتذليل كل الصعاب التي قد تعترضهم.

عندما كنا في فترة الدراسة الجامعية، سألني أحد مقدمي البرامج التلفزيونية عن أهم طموح لديّ؟ فأجبته بعد تفكير قصير وربما لم أختلف فيه عن بقية أقراني : خدمة المجتمع بتحصيلي العلمي!

كم كانت تلك اللحظة ساكنة بتلك المعاني العفوية التي أزاحها الواقع اليوم عن مخيلته، لتسيّد سياسة النفعية على حساب مصلحة المجتمع وتقدمه، فباتت مشاريع التنمية متوجسة بالقلق بعدم استمرارها أو باستغلالها من قبل بضعة متسلقين إلى أعلى هرم المصالح، فيكون الشباب كالعادة أغصانا غضة يكسرها تسلق هؤلاء.

ليبقى السؤال حائرا في دائرته :

هل فعلا ضاعت معاني سنوات تحصيلنا العلمي هباء نتيجة واقع وظيفي إداري مرير، وفقر مهني تخطيطي لما قادم في المستقبل؟

هل سيشهد الوطن هجرة عقوله الشابة بعدما أرخى الفساد ستاره الداكن ليسحق كل منابت الإبداع والابتكار إذا لم يكونوا حطبا تحرقها نيران صراع المصالح؟

هل سيفكر الشاب والشابة كثيرا قبل أن يفكرا في تكملة تحصيلهما العلمي، ماذا سيكون بعد ذلك، هل سيحققا ما يريدانه ويعنيانه هما أم يستمرا أسيرين لما يريده الآخرون؟

أسئلة كثيرة أفكر بها وأنا أراجع خطوات ومعاني حياتي العلمية والمهنية، وأراقب مستقبل أبنائي والوطن!

ومع ذلك كله.. نحن متفائلون بالحياة.

فاصلة أخيرة

في نشاطه الأخير، نظم نادي بوم الثقافي أمسية خاصة بمناسبة مرور ذكرى وفاة الشاعر الكبير محمد الفايز صاحب القصائد الخالدة التي ناقشت كفاح الإنسان في هذه الحياة، وأعني الإنسان الواقف على باب الرزق والأمل، الذي لا يملك في دنياه غير قوت يومه من أجل عياله، لنستذكر ونعتبر جميعا ما قاله الشاعر الراحل في (مذكرات بحار ) :

يا أيها الفجر المشع ويا أصائل يا ليال

الشمس في الآفاق كالايمان في قاع النفوس

ومن القلوب المؤمنات

بالأرض والانسان تنبثِقُ الحقيقة والحياة

زرقاء صافية كعين حبيبتي عند اللقاء

كالفجر كالأمواج حين تنام كالأفق المضاء

وكما يشع النجم في كبد الظلام

يأتي الربيع من الشتاء

والعاقبة لمن يعقل ويتدبر.

 

Kwt1972@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي