عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / جبهة الخراب «الإنقاذ» والنمل الأبيض

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

عندما تقرأ عن عالم النمل تتمنى لو أن لدى كثير من البشر بعض أخلاق وسلوكيات مملكة النمل، ويكفي هذا المخلوق فخرا أن سميت سورة من سور القرآن الكريم باسمه.

النملة تحب الخير لبني جنسها ولذلك لما اقترب سيدنا سليمان عليه السلام وجنوده من مساكن النمل وانتبهت إحداها للخطر نادت في أمتها «يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده»، ولو تأملنا حال بعض البشر فلن تراه يحمل سوى هم نفسه، ولو كان هناك خطر أو تعارض مصالح، لقال أنا وما بعدي الطوفان.

ومن أخلاق تلك النملة التي حرصت على نجاة قومها، أنها كانت تحسن الظن في الآخرين، ويدل على ذلك قولها عن سليمان وجنوده «وهم لا يشعرون»، فالتمست لهم العذر، ولو تلفتنا حولنا ورأينا طريقة تعامل الناس من حولنا فسنجد إلا من رحم الله بأن الكثير من الناس يقدم سوء الظن على حسنه.

فكم أُدين مظلوم، وكم هدمت من بيوت وتمزق شمل أسر، وأُريقت دماء، وسُجن مظلومون، والسبب هو سوء الظن، وأقول يكفي أن تنظر إلى تعامل بعض الحكومات مع بعض التيارات الإسلامية في بلادها، لتتحقق من هذه القضية.

النمل يعرف لأهل الفضل فضلهم ولا يجحد معروفهم، ودليل ذلك ما صح في الحديث من أن النمل في جحوره يدعو لمعلم الناس الخير، وكم نشهد في حياتنا من صور الجحود ونكران الجميل، نلمس ذلك في عقوق الوالدين أو تخلي أحد الزوجين عن الآخر في حال ضعفه أو فقره، أو وضع العلماء والدعاة والمصلحين في السجون والمعتقلات وهم الذين نشروا الخير ودعوا إلى الفضيلة وحاربوا الرذيلة في مجتمعاتهم، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

النملة مثال رائع للعمل والصبر وعدم اليأس، فهي تحمل أضعاف وزنها، وتكرر المحاولة عند الفشل حتى تنجح في مهمتها، وكأنها تطبق وصية الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يقول «استعن بالله ولا تعجز».

ومن جميل صفات النمل أنها تتعاون وخاصة عند تعرضها للخطر فإذا جاء سيل قامت بعمل جسر من أجساد بعضها البعض حتى تتمكن من الانتقال إلى الطرف الآخر، وبإمكانها أن تهجم على ثعبان حتى تقضي عليه، وما أحوجنا في الكويت والخليج ومصر وسائر بلاد المسلمين إلى أن نتكاتف ونتعاون فيما بيننا لدفع المخاطر الداخلية والخارجية التي تحيط بأوطاننا وأمتنا.

من المهم ونحن نتحدث عن النمل أن نشير إلى أحد أنواعها، وهو النمل الأبيض، وهذا النمل نستطيع أن نسميه بمجتمع تخريب، فهو لا يعمل إلا في الظلام، ويبني جحوره على مسافات بعيدة تصل إلى عمق 45 مترا تحت الأرض، ويقال إن النملة التي أكلت عصا سليمان عليه السلام والتي ظل متكئا عليها فترة موته حتى خر على الأرض واكتشف الجن أنه ميت، ان هذه النملة هي من ذلك الصنف.

ولو تأملنا في حال مجتمعاتنا لوجدنا أمثال هذا النمل ممن يعملون في الخفاء ويتآمرون على الأوطان، ولعل أوضح مثال ما تقوم به جبهة الخراب في مصر والتي تسمي نفسها زورا وبهتانا بجبهة الإنقاذ، فجبهة تعطل كل محاولة للتوافق والحوار، وتضع يدها مع المفسدين وتدعم المخربين، لا يمكن أن نشببها إلا بذلك النمل الأبيض.

وأقول إنه كما يجوز استخدام المبيدات للتخلص من خطر النمل الأبيض، فأتمنى أن يقوم الرئيس مرسي بتحجيم هؤلاء المخربين وبالطرق القانونية المشروعة حتى تأمن مصر من شرورهم وتخريبهم، وإنا لمثل هذه الساعة لمرتقبون.

 

Twitter : @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي