| عبدالعزيز صباح الفضلي |
البعض يكذب الكذبة ويصدقها، والبعض الآخر بيته من زجاج ويرمي الناس بالحجر، وأقول لهؤلاء خلوا في وجوهكم دم.
من هؤلاء من كذبوا كذبة ورود أسماء لبعض المنتمين لفكر الإخوان في الكويت في دعم خلية إرهابية مزعومة في دولة عربية، وأسندوا الخبر إلى رئيس الوزراء، والذي قام بدوره بنفي ذلك لأحد رموز «حدس»، وأكد أنه لم يذكر الإخوان، بل ولم تصل من تلك الدولة أي أسماء أو أرقام. ولذلك تتعجب من البعض كيف يكذبون الكذبة ثم يصدقونها!!
وتتعجب من الذين يتهمون إخوان الكويت بدعم خلايا ارهابية مزعومة، في الوقت الذي يتعاطفون به مع بعض الدول التي لها تاريخ أسود مع الكويت وبلاد الحرمين والخليج العربي.
فأيهما أولى أن يتهم بالإرهاب والتخريب من فجّر في موكب الأمير الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد رحمه الله أم الإخوان؟ من الذي فجر في المقاهي الشعبية؟ من الذي خطف طائرة الجابرية؟ من الذي له شبكات تجسسية؟ من الذي يريد تصدير الثورة؟ من ومن؟ لذلك إن بيوتكم من زجاج فاحذروا رمي الناس بالحجر.
من الذين نزع ماء الحياء من وجوههم من يتهمون الرئيس المصري والإخوان بأنهم يسعون للتقارب مع إيران على حساب الدول العربية الأخرى، ونقول لهؤلاء لماذا تغمضون أعينكم وتصمّون آذانكم عن الحقيقة؟ من الذي أقام مؤتمر نصرة شعب الأحواز؟ من الذي ترضى على أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام في عقر إيران؟ من الذي رفض زيارة مرشد الثورة عندما زار إيران برغم أن ذلك بروتوكول معروف عند الإيرانيين؟ أليس من قام بذلك هو الرئيس المصري محمد مرسي المنتمي للإخوان؟
من غرائب الأمور أنه في الوقت الذي تُرحب فيه الشعوب العربية بكل موقف أو حدث يقارب ويزيد الترابط بينها، تجد هناك من يُعارض ويستنكر، أتعجب من موقف العلمانيين والليبراليين في السعودية ومصر من زيارة الشيخ (محمد العريفي ) لمصر، والذي تم استقباله فيها استقبال الأبطال والمحبين، واحتشد لمحاضراته وخطبه مئات الألوف، واستطاع تغيير نظرة الشعب المصري لشيوخ الدين السعوديين، ففكر الشيخ وطرحه وأسلوبه وابتسامته جعل محبة المملكة وعلمائها ودعاتها وشعبها تزداد في قلوب المصريين، وتمكن الشيخ العريفي من إذابة الجليد في العلاقة بين الشعبين، وخفف من حدّة التشنج الموجودة لدى الشعب المصري تجاه بعض القرارات التي اتخذتها المملكة تجاه المصريين.
لذلك كان ينبغي على هؤلاء أن يشكروا الشيخ لا أن يجحدوا فضله، وأن يثنوا عليه بدلا من أن يذموه، لذلك نقول لهم صمتكم خير من كلامكم.
من الأمور العجيبة ما تناقلته وسائل الإعلام عن قيام إحدى الدول العربية بتوجيه اتهام لبعض النساء من مواطنيها، بالمشاركة والتخطيط لقلب النظام، وهي تهمة لم تستطع الدولة أن تأتي بدليل عليها عندما اتهمت رجالهم، فكيف الحال والتهمة الآن توجه إلى النساء ممن ليس لهن أي نشاط سياسي أصلا، لقد صار من المخزي امتهان المرأة وإلصاق التهم بها من أجل الضغط على أسرهم والتي يطالب بعض أبنائها بإجراء إصلاحات سياسية، ولقد أعجبتني تغريدة كتبها أخونا وزميلنا الشيخ محمد العوضي عبر حسابه في «تويتر» حين قال: أخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي يُتهم فيه أطفال حضانة عربية بتدبير انقلاب على بعض حكومات العرب.
أخيرا أقول لكل من تسابق لدعم ومساندة أميركا والغرب في كوارثهم وتخاذل عن مأساة الشعب السوري، خلوا في وجوهكم دم، فمحنة الشعب السوري في الداخل والخارج لم تعد تخفى على أحد وهؤلاء أولى بالدعم والعون والمناصرة، إن كنتم بالفعل تؤمنون بتوجيهات القرآن والتي منها وصفه للمؤمنين بأنهم (أشداء على الكفار رحماء بينهم).
Twitter : @abdulaziz2002