| محمد صالح السبتي |
قال تعالى «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله».
اولا وقبل كل شيء ليس بالمقصود بالقتال هنا بالضرورة قتالا بالسلاح بل قد يعني قتالا فكريا احيانا، ولا نكون بعيدين عن الحقيقة ان قلنا ان القتال الفكري الثقافي مقصود بالآية اكثر من القتال المسلح او باستعمال القوة!! ونحن على هذا لا نعني ابدا بما سنذكر القتال بمعناه البسيط او استعمال القوة بل نعني القتال والجهاد الفكري الثقافي.
- لاحظ أن الله تعالى سمّى الفريقين المختلفين... مؤمنين!! ثم سمّى فريقا منهم بالبغاة!! وبعد هذا أمرنا بقتال الفريق الباغي!! هذا يعني بالضرورة انه قد يكون الشخص مؤمنا لكنه باغٍ!! وقد يقاتل المؤمن المؤمن بأمر الله وحفاظا على الحق واستقرار المجتمع ومنعا للفتنة!! هذه المعاني الدقيقة قد تغيب عن ذهن بعض الاشخاص وتختلط لديهم مثل هذه المفاهيم!!
- اليوم نحن نعاني هذا الخلط بالمفاهيم ونجني آثاره السيئة، من الواجب علينا جميعا - بأمر الله - ان نقول للمخطئ أنت مخطئ، ان ننكر عليه خطأه، او نشد عليه بالإنكار، ان نقاتل الباطل بالحق، من بغى فكرياً وان كان يريد الصلاح كان قتاله لازماً دون مراعاة لنيته الصالحة ولا لرغباته، الامر متعلق بالمنهج والفعل لا دخل له بالرغبات والنوايا!!!
قتال الفئة التي بغى فكرها عسير وصعب على كثير من الناس، يصعب على هؤلاء القتال الفكري مع اشخاص يتعايشون معهم في المجتمع، بعضهم مثقف، بعضهم سياسي بارز، بعضهم اقرباء، بعضهم يشار له بالبنان في المجتمع. كلهم او اغلبهم نواياه حسنة مع ضلال فكرة... هذا القتال مكلف ومكلف جدا مثله مثل اي قتال!!
ولذا ولهذه الكلفة العالية الثمن لا يجرؤ على دخول هذا المعترك الا القليل. ينزوي كثير من المثقفين واصحاب الرأي ويجمحون للسكوت المشين خشية من آثار هذه الحرب الفكرية، مثلهم مثل الجنود العسكريين الذين يتركون ارض المعركة ويهربون لحجج واهية، ويطلبون من بقية المجتمع غير المدرب على القتال ان يواجهه مصيره!! المثقف او صاحب الرأي الذي يعتزل اليوم ولا يبدي رأيه في ما يحدث... تماما كالعسكري الذي يهرب وقت القتال!!
- «قاتلوا التي تبغي» أيها المثقفون... لا تتركوهم يعبثون بالمجتمع...
lawyermodalsbti@