| فهد توفيق الهندال |
أن يتم إنشاء وزارة جديدة خاصة بالشباب فهو إنجاز يحسب، وأن تكون مقرونة مع وزارة الإعلام فهو تحد جديد.
على امتداد سنوات الكتابة الصحافية، ونحن نركز في عدد كبير من مقالاتنا على أهمية الدور الإعلامي وضرورة حضوره بصفة أساسية في برنامج عمل الحكومة، لما للإعلام من فلسفة عميقة يحسن إدراك منابعها ورصد تطلعاتها المهني الخبير والعارف لمدارك ووظائف أركان الرسالة الإعلامية التي تعتمد على مسارين، الأول فني وتقني ويضم: الخطاب والوسيلة من جهة، والثاني مهارات وثقافة إنسانية وتضم المرسل والمتلقي من جهة ثانية. وكلا المسارين إن لم يلتقيا في التخطيط والتدريب، فلا فائدة من أي جهود أو محاولات تسعى إلى سبيل إصلاح المسار الإعلامي، وهو ما ذكرته سابقا في مقالات عديدة، اشترطنا فيها تفكيك عقلية الإعلام الآني قبل التفكير للتحوّل إلى فكر مؤسساتي بحت قادر على مجاراة التنافس الإعلامي الجديد، وأعني الإعلام الاجتماعي.
فالتحدي الإعلامي اليوم لم يعد حصرا على فضائيات وإذاعات موجهة ومنافسة للإعلام المحلي فقط، بقدر ما أصبح مقترنا بالشباب وإعلامهم الخاص بهم، وفكرهم القائد لهم، وطموحهم المتوقد ليلا ونهارا على حطب هموم مزمنة.
ولعل الشباب لهـم قصب السبـق اليوم في معـرفة أسرار وخبايا التكنولوجيا المتطورة، إلى جانب الثقافة العولمية، ولعل الحراك الاجتماعي العربي كان ثمرة هذه المعرفة الحديثة التي حوّلت الثقافة إلى ثروة رقمية تحتوي ثورة فكرية على مستوى فكر الشباب. وهو ما يتطلب إعادة النظر في الكثير من المشاريع التنموية الحالية لتضم الشباب كشركاء فاعلين مسؤولين، وليس فقط احتواءهم بصورة موقتة، فالإدارة الشابة وحدها القادرة على فهم عقلية الشباب وطموحاتهم وهمومهم اليومية.
لنحيي هنا خطوة الديوان الأميري في تأسيس المشروع الوطني للشباب والذي انطلقت مبادرته من النطق السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه في افتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الأمة حيث جاء في النطق السامي: «أدعوكم للتركيز على رعـــاية الشباب، وتوفير فرص العمل وأسبـــــــاب الحياة الكريمة لهم، وتفعيل مشاركتهم الايجابية ودورهم البناء في خدمة المجتمع وتنميته، فهم مبعث الرجاء ومعقد الأمل، ولهذا فقد وجهت الديوان الأميري لعقد مؤتمر وطني للشباب يتوج مساعي الشباب وهم يعدون وثيقة وطنية لتمكينهم من تسخير طاقاتهم الخلاقة والاستفادة منها في خدمة وطنهم».
آملين أن يتم تعميم هذه المبادرة السامية على مختلف قطاعات الدولة الرسمية والخاصة، والأخذ بها لبوصلـة حقيقية في الهياكـل التنظيمية والتخطيطية المقبلة لها، نحو تحقيق الاصلاح المنشود.
فاصلة أخيرة
نبارك لإذاعـة دولـة الكويـت حصد الجائزة الثانية الفضـية عن برنامج ( الكويت تسمع ) في مسابقات البرامج الإذاعية عن فئة الشباب، ما يؤكد على أهمية الرسالة السامية التي انطلقت منها فكرة البرنامج ولكونه أحد البرامج الإعلامية الداعمة للمشروع الوطني للشباب.
والعاقبة لمن يعقل ويتدبر.
Kwt1972@gmail.com