محمد صالح السبتي / واضح / «آمنهم من خوف»

تصغير
تكبير
| محمد صالح السبتي |

عندما أراد الله عز وجل أن يمتن على قريش بنعمه قال في كتابه «الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» وقال تعالى ممتنا عليها ايضا بوافر عطائه «أولم يروا أنا جعلنا حرما اّمنا ويتخطف الناس من حولهم»... امتن عليهم بنعمة الامن والامان وتوفير سبل المعيشة لهم لما في الامان والاستقرار من عظيم نعمه ووافر فضله... والامن هو اول ما تتمناه المجتمعات والدول بل وكل البشر.. اذ ان به تتحقق كل الاماني والطموحات ومن دونه لا يمكن تحقيق شيء ولا ضمان بقاء ماهو موجود اصلا!!... ولذا تنتهج الدساتير والقوانين في كل الدول والانظمة على ان المحافظة على الامن مقدم على كل شيء.. ومن اجله قد تتخذ هذه الدول من التدابير الاستثنائية ما يضمن تحقيقه.

سياسيونا اليوم تغيب عنهم هذه المسألة المهمة تماما لقصر نظرهم السياسي... تقع الكويت في بؤرة ملتهبة من العالم.. ملتهبة بحروب اهلية طاحنة في العراق وتفجيرات يومية واعمال عنف لا تبعد عنها الا اقل من 100كم!! ملتهبة بحرب ابادة تقع في سورية لا احد الى الان يعرف حقيقة ضحاياها وعددهم ومن شرد منهم ومن قتل ومن جرح!! فضلا عن كل الحروب السياسية التي تقع في بعض الدول العربية او حتى الحروب التي تكاد تكون مسلحة ومن كل التوتر السياسي في كثير من الدول... كل هذا يقع يوميا وبعنف... كل هؤلاء الفرقاء... من يقتل ومن يموت... من يثور ومن يُثار عليه... من ينتصر في معاركه الانتخابية ومن يهزم... كلهم يزعمون ارادة الصلاح لبلادهم... كلهم يدعي الرغبة في الحريات ومحاربة

الفساد... كلهم يطمحون - بادعائهم - الافضل لبلادهم!!

لا يعي سياسيونا كيف غاب الامن عن هذه المجتمعات بسبب تحرك سياسي في البداية لكن غاب عن المتحركين انهم يعبثون بأمن الوطن والمجتمع... ولم ولن يجني هؤلاء جميعا الا ويلات ستستمر لسنوات عديدة بسبب غياب الامن والاستقرار...

إن العنف الذي تمارسه الاحزاب والجماعات السياسية في الكويت حتى وان كان لفظيا في بداياته وانتقل الآن الى شيء من العنف... مؤداه بلا اي شك الى عنف اكبر بحسب طبيعة الامور... ستفلت الامور من يد من يقود هذا الحراك لينتقل الى من اقتنع بمبررات الحراك وتضخمت لديه الامور ولعله لا يعي محظوراته وخطورة زيادة جرعاته كما يعيها قادة الحراك - ذاك ان كانوا يعوون - الا يفهم هؤلاء ان امن البلاد واستقرار الاوضاع فيها اهم من كل مطالباتهم المزعومة...

علينا فعلا ان نلتفت حولنا لنرى كيف تعيش بعض المجتمعات وكيف يعانون لنعرف مدى نعمة الله علينا بالامن والاستقرار ولنحافظ عليه.

 

lawyermodalsbti

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي