| عبدالعزيز صباح الفضلي |
تمر مصر هذه الأيام بأزمة مالية من أبرز صورها انخفاض قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار الأميركي، ولعل من أسباب هذه الأزمة الصراعات السياسية، التي جعلت البعض يقدم مصلحته وحزبه على استقرار بلده وفي مقدمة هؤلاء المنتمون لما يسمى بجبهة الإنقاذ الوطني.
ثم إن إيقاف بعض الدول عن الوفاء بالمنح التي وعدت بها أو تأخير دفعها يعتبر سببا آخر، كما أن سحب البعض لأمواله وتحويل بعضها للخارج نكاية في الحكومة الحالية، أثّر بما لا يدع مجالا للشك في الأزمة الحالية.
كما ذكرت في مقالات سابقة أن مصر تتعرض لتآمرين محلي وداخلي ضد الرئيس والحكومة الحالية، والتي لا تتوافق مع توجهات أميركا وأذنابها في المنطقة، وهو أمر ليس بجديد فلقد تآمروا على حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني (إسماعيل هنية) لأنها ذات مرجعية اسلامية ولأن لها أهدافا لا تتناسب مع الحكومة الصهيونية والداعمين لها، وحين سيطرت حماس على قطاع غزة، تم تطبيق أبشع صور التضييق والإيذاء من خلال الحصار الظالم، والذي ساهم فيه الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
اليوم مصر تتعرض لمثل هذا التآمر وأقول إنها بإذن الله ستتجاوز هذه الأزمة لأسباب عدة، منها أن مصر تملك من العقول والطاقات البشرية ما يساعدها على طرح العديد من الخيارات والتي من الممكن تطبيقها.
والأمر الثاني أن هناك دولا عربية وإسلامية لها مواقف مشرفة وواضحة في دعم الرئيس والحكومة المصرية الجديدة وفي مقدمتها قطر والتي وعدت بإيداع ملياري دولار في البنك المركزي المصري وبالفعل تم إيداع 500 مليون دولار قبل أيام وهي الدفعة الأخيرة.
كما لا ننسى دور تركيا والتي منحت مصر قرضا بمليار دولار تم دفع نصفه قبل شهور والجزء الثاني سيدفع خلال الشهر الجاري.
هناك مفاوضات جارية ما بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي لمنح مصر قرضا يقارب الـ5 مليارات دولار، وقد اشترط البنك الاستقرار السياسي من أجل منحه، وأعتقد أنه بعد التصويت على الدستور، وتشكيل مجلس الشورى الموقت وإعلان بعض أطراف المعارضة الموافقة على المشاركة في الحوار الوطني، وإعلانها عن تشكيل أحزاب وتحالفات لخوض الانتخابات المقبلة فإن البلد بإذن الله متجه نحو التهدئة والاستقرار.
من الأسباب التي تجعلنا نتفاءل أن مصر وقفت مع أهل غزة، ونصرة المظلومين في الثورة السورية، ومن سنن الله التي لا تتبدل أن الجزاء من جنس العمل، وكما نصرت الحكومة المصرية إخوانها فلن يتخلى الله عنها وسيُرسل من يدعمها ويساندها.
هناك أمر مهم لا بد من الإشارة إليه وهي قيمة التحويلات الخارجية من المصريين في الخارج إلى داخل مصر، فوفق تقديرات البنك الدولي أن قيمة التحويلات الخارجية بلغت 9 مليارات دولار عام 2008، وارتفعت إلى 18 مليارا عام 2012، ومن هنا فإننا ندعو الأخوة المصريين خاصة ومن باب الواجب الشرعي والوطني والأخلاقي أن يساهموا في دعم اقتصاد بلادهم من خلال جعل التحويلات إلى داخل مصر بالدولار الأميركي.
كما أدعو كل عربي ومسلم وكل مناصر للحق أن يفتح حسابا في المصارف الإسلامية بمصر بالدولار الأميركي، وهي أموال ستبقى مودعة لصاحبها لكنها ستساهم في دعم السيولة المالية بالدولار الأميركي، لذا فلنساهم ولو بالقليل، والقليل عند الله كثير.
ختاما ستنتصر مصر رغم أنف الأعداء والمتآمرين، فعاصمة مصر القاهرة ولكل شيء من اسمه نصيب.
Twitter : @abdulaziz2002