عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / الحكومة ما لها صاحب

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

حادثة بعد أخرى تثبت أن الحكومة تتلاعب ببعض الكتل السياسية حسب مصلحتها، فاليوم حبايب وغدا خصوم، اليوم هذا التكتل من المقربين، وغدا من أكثر المبعدين، ولعل من أقرب المواقف ما جرى في انتخابات مكتب مجلس الأمة خـــصوصا انتخاب الرئيس ونائبه.

ففي الرئاسة أعطت الحكومة صفعة محترمة للتجمع السلفي بدعمها لعلي الراشد، وتخلت عن التجمع الذي وقف معها وأصدر الفتاوى في طاعة ولي الأمر ووجوب المشاركة في التصويت، وحشد لذلك الكثير من المؤيدين والمناصرين، وخوّف الناس من عقوبة المقاطعة وجعلها من الذنوب التي قد تورد صاحبها النار، وكان النائب علي العمير حكوميا أكثر من الحكومة في المجالس السابقة، ومع ذلك خابت آمال (أبو عاصم) في منصب الرئاسة أو الوزارة.

الكتلة الشيعية باختلاف تياراتها ومجاميعها هي الأخرى أخذت علقة مشابهة وإن كان أثرها عليهم أكبر من التجمع السلفي، فهم في هذا المجلس يملكون 17 نائبا، وجيّشوا طاقاتهم وكوادرهم من أجل الدفع إلى مشاركة أكبر في مجلس (أبو صوت) واحد، ورفعت نسبة المشاركة، وكان طموحها كبيرا في الحصول على منصب نائب الرئيس وهي فرصة لن تتاح لها مرة أخرى، لكن الحكومة كعادتها ليس لها صاحب، فقد آثرت بدعمها لمبارك الخرينج أن تتخلى عن النواب الشيعة وتتحالف مع نواب قبيلة الرشايدة، حيث إن هذه القبيلة هي من أكبر القبائل المشاركة في الانتخابات بخلاف كثير من القبائل التي آثرت الوقوف مع المعارضة وعدم المشاركة في مجلس تعتقد الغالبية أنه مختطف ولا يمثل غالبية الشعب والذي وصلت المقاطعة فيه إلى أكثر من ستين في المائة.

أقول أما آن للتجمع السلفي والكتل الشيعية أن يراجعوا أنفسهم بعد هذا الموقف الذي لم تحترمهم فيه الحكومة، وأحرجتهم فيه مع قواعدهم، فيتركوا المصالح الشخصية والفئوية، ويلتفتوا إلى مصلحة الوطن ويضعوا أيديهم مع بقية الكتل والتجمعات لإنقاذ الوطن من الانحدار الخطير الذي يهوي فيه.



Twitter : @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي