بولون يوكتي يهبط من الفضاء الخارجي على رأس جيش لينفذ السيناريو المحتوم لكوكب الأرض
... غداً نهاية «العالم الخامس» وفقا لتقويم «حجر الشمس» !
«الأفعوان ذو الريش» (هيرنان كورتيز) كما تخيله أصحاب تقويم «حجر الشمس» قبل 4500 من غزوه لبلادهم
نقش صخري أثري يصور شخصية بولون يوكتي كما تخيلها المتنبئون بنهاية العالم على يديه
لوحة زيتية للقائد العسكري الإسباني هيرنان كورتيز الذي تتحقق على يديه نبوءة غزو بلاد المايا في العام 1519
«حجر الشمس» الذي تشتمل نقوشه على نبوءة نهاية العالم بتاريخ 21 ديسمبر 2012 حسب معتقدات حضارة المايا
| إعداد عبدالعليم الحجار |
«المايا» قالوا كلمتهم قبل 5 آلاف سنة... ان نهايتنا، نهاية العالم ستكون غدا، وهل سيكون تاريخ 21 ديسمبر 2012 هو آخر يوم في عمر كوكب الأرض؟ هل ينبغي أن نستعد جميعا للرحيل النهائي والأخير؟
من المفترض أن الإجابة عن هذه التساؤلات هي «نعم» وفقا لأسطورة قديمة منقوشة على تقويم «حجر الشمس» الأثري الذي يعود تاريخه الى بدايات ازدهار حضارة المايا التي نشأت قبل نحو 5 آلاف سنة في جنوب المكسيك ثم انتشرت لاحقا في مناطق واسعة في اميركا الوسطى والجنوبية وصولا إلى ما يعرف حاليا بغواتيمالا والسلفادور وهندوراس.
و«حجر الشمس» هو عبارة عن منحوتة دائرية عملاقة على هيئة ساعة مصنوعة من صخر البازلت وتزن نحو 24 طنا ومحفور عليها نقوش معقدة منضودة في دوائر متداخلة، وهي النقوش التي يعتقد أبناء حضارة المايا انها تنذر بأن نهاية الزمن والعالم آتية لا محالة في يوم محدد يتزامن مع تاريخ 21 ديسمبر 2012 وأن تلك النهاية ستكون دراماتيكية ومروعة.
ويقول المؤرخ فرانك جوزيف إن «حجر الشمس» كان بالنسبة الى أهل حضارة المايا الأوائل بمثابة «ساعة عد تنازلي» في اتجاه نهاية العالم ككل، ومن هنا فإنه كان يمثل أيقونة لتذكير رعايا امبراطورية المايا بضرورة الاستعداد لمواجهة تلك النهاية المشؤومة المحتومة.
المنحوتة الصخرية ترسم خريطة تقويم يبدأ بالعام 3113 قبل الميلاد (أي قبل أكثر من 5 آلاف سنة). ومنذ أن تم وضع ذلك التقويم في القرن الثالث أو الرابع قبل الميلاد، تواترت روايات وشواهد تاريخية موثقة مفادها أن عددا من التوقعات التي تكهنت بها النقوش المحفورة على «حجر الشمس» قد تحققت فعليا على أرض الواقع، وهو الأمر الذي يوحي ضمنيا بأن لذلك التقويم قدرا من المصداقية!
فعلى سبيل المثال، كانت نقوش تقويم «حجر الشمس» قد توقعت بأن العام 1519 سيشهد تعرض بلاد المايا الى غزو شرس من جانب ملك جبار سيأتي من جهة الشرق وهو الملك الذي وصف بأنه سيشبه «الأفعوان ذو الريش». وقد تحقق ذلك على أرض الواقع في العام ذاته (1519) عندما غزا القائد العسكري الأسباني «هيرنان كورتيز» مناطق واسعة كانت تسكنها شعوب المايا والأزتيك. وكان لافتا أن «كورتيز» كان يشبه الأفعوان الى درجة كبيرة كما أنه كان يعتمر خوذة حربية مزينة بالريش كما كان الريش يزين ملابسه. بل وذهبت بعض الروايات الى التأكيد على أن «كورتيز» لم يكن إنسانا في واقع الأمر بل كان ثمرة تزاوج مهجن بين أفعى وطائر جارح.
ومما لا شك فيه أنه «كذب المنجمون ولو صدقوا»، لكن هناك كثيرين في الغرب ممن يستشهدون بتحقق توقعات «الأفعوان ذو الريش» للتأكيد على أنه ينبغي على سكان كوكب الأرض أن يأخذوا توقعات نهاية العالم في 21 ديسمبر 2012 على محمل الجد وأن يسعوا الى أخذ كل التدابير الوقائية اللازمة للنجاة مما وصف بأنه سيكون «نهاية العالم الخامس» وفقا لتقويم «حجر الشمس».
ووفقا لذلك التقويم، بدأ «العالم الخامس» (الذي ما زلنا نعيش فيه حتى يومنا هذا) بتاريخ 11 أغسطس من العام 3114 قبل الميلاد، وتحديدا بعد انحسار الطوفان العظيم الذي أغرق ودمر العالم في عصر النبي نوح عليه السلام. واستنادا الى حسابات ذلك التقويم فإن إجمالي عدد أيام «العالم الخامس» هو مليون و 872 ألف يوم لينتهي بتاريخ 31 ديسمبر 2012 (حسب التقويم الميلادي).
فهل ستتحقق التوقعات بنهاية العالم الخامس مثلما تحققت قبل ذلك التوقعات بهجوم «الأفعوان ذو الريش»؟ وإذا حصل ذلك فكيف سيكون شكل تلك النهاية وفقا لما وصفته المايا قبل نحو 24 قرنا؟
في مدينة «تشياباس» المكسيكية يوجد أثر تاريخي قديم عليه كتابات تصف أحداث تلك النهاية المتوقعة، وهي الكتابات التي تشير إلى أن ما سيحصل في تاريخ 21 ديسمبر 2012 هو أن ملكا (أو ربما ملاكا) يدعى «بولون يوكتي» سيهبط من الفضاء الخارجي على رأس جيش ضخم لينفذ سيناريو النهاية المحتومة لكوكب الأرض. وتشير تلك الكتابات القديمة الى أن ثمة «حدثا رهيبا» سيحيق بكوكب الأرض عندما يهبط عليها «بولون يوكتي».
وحسب أساطير حضارة المايا فإن «بولون يوكتي» كان له دور أيضا قبل أكثر من 5 آلاف سنة في اتمام عملية الانتقال من العالم الرابع (ماقبل طوفان نوح عليه السلام) الى العالم الخامس (ما بعد الطوفان). وتصف تلك الأساطير «بولون يوكتي» بأنه يقوم بأدوار متعددة من بينها دور الملاك الحارس لبوابة إعادة الخلق ودور المهلك المدمر عندما تأتيه أوامر عليا بذلك.
لكن هناك أيضا تيار حديث من علماء آثار حضارة المايا لا يعتبر «بولون يوكتي» ملاكا يأتي من السماء بل يعتبره كائنا مرتبطا بالعالم السفلي ولديه نزعة متأصلة نحو الصراع والحرب والدمار.
وأيا يكن الأمر فإن أساطير المايا المدونة على نقوش صخرية تشير إلى أنه في يوم 21 ديسمبر 2012 سيتوازى خط الانقلاب الشمسي الشتوي مع خط استواء المجرة وهو الخط المركزي الذي يمر عبر مجرة درب التبانة التي يوجد فيها كوكب الأرض. ووفقا للنبوءة فإن هذا التوازي سيتسبب في احداث صدع (شق) هائل في مركز المجرة، وهو الصدع الذي سيتشكل نتيجة لنشوء منطقة مظلمة بسبب سحب من الغبار الكوني الأسود.
ويقول مؤيدو نظرية نهاية العالم حسب هذا السيناريو على أن المثير للدهشة هو أن أبناء حضارة المايا القدماء لم يكن لديهم علم بوجود الغبار الكوني عندما توصلوا الى تلك التوقعات قبل 2400 سنة، إذ انه لم يتم اكتشاف وجود ذلك الغبار إلا لاحقا في منتصف القرن العشرين تقريبا.
وتواصل أساطير المايا وصف أحداث نهاية العالم قائلة إن ذلك الصدع الكوني سيتزامن مع تعرض كوكب الأرض إلى غزو كاسح من جانب جيوش من «العفاريت والشياطين» الآتية من الشمس لتعيث فسادا في الأرض وتدميرا.
والمثير للدهشة هو أن ذلك الوصف يتشابه إلى حد كبير مع توقعات نهاية العالم التي وردت في أسفار العهد الجديد (الإنجيل)، ولا سيما في سفر الرؤيا، وهي الأسفار التي جاءت بعد أكثر من 400 سنة من ظهور تقويم «حجر الشمس». والمدهش أيضا هو أن تقويم حضارة المايا كان قد ابتكر نظاما دقيقا معقدا لحساب تحركات الكواكب والنجوم، وهو النظام الذي توصلت وكالة ناسا الأميركية أخيرا إلى التأكد من دقته المتناهية إلى درجة أنه كان توقع بدقة جميع حالات الكسوف والخسوف المتوقعة حتى نهاية العالم.
وحسب ترجمة الرموز المنقوشة على الدائرة الداخلية الأخيرة على «حجر الشمس»، فإنه من المفترض أن رحلة نهاية عالمنا الحالي ستبدأ بـ «رجفة عنيفة ستضرب كوكب الأرض». وبطبيعة الحال، فإن تلك الرجفة تعني بالضرورة حدوث زلازل مدمرة تهلك الأرض بما عليها. لكن هناك ترجمة اخرى لتلك الرموز تشير الى أن المعنى المقصود ليس «رجفة عنيفة ستضرب كوكب الأرض» بل «ثورة عنيفة ستنتشر في كوكب الأرض». وبالطبع فإن هذه الترجمة الأخيرة تفتح الباب أمام تفسيرات واحتمالات مختلفة لسيناريو نهاية العالم حسب حضارة المايا قبل آلاف السنين.
فهل ستكون نهاية العالم غدا كما تنبأ أسلاف حضارة المايا أم أن الأمر لن يتجاوز حدود الترجمة الثانية التي تشير الى «ثورة عنيفة ستنتشر في كوكب الأرض»، وهو الأمر القائم فعليا في ظل ما نراه حاليا من ثورات واضطرابات وصراعات تدور رحاها بين البشر في كل أرجاء الكرة الأرضية؟
أفضل اجابة عن هذا السؤال هي مقولة «إن غدا لناظره قريب».
بعضها اعتبر حرب تحرير الكويت بداية لمعركة الأرماغيدون
توقعات نهاية العالم... بين النبوءات السماوية والتكهنات البشرية
منذ فجر التاريخ البشري، تواترت توقعات ونبوءات كثيرة حول نهاية العالم من خلال تصورات وسيناريوهات متنوعة وفقا لمعتقدات بعضها سماوي وبعضها وضعي.
وفي التالي نستعرض تسلسلا زمنيا لتلك النبوءات والتوقعات منذ القرن الاول الميلادي وحتى زماننا المعاصر.
في القرن الاول (خلال فترة حياة النبي عيسى عليه السلام) ظهرت نبوءة نهاية العالم بعد المجيء الثاني للسيد المسيح في نهاية الزمان واندلاع معركة الأرماغيدون بين الخير والشر. لكن لم يحدد الانجيل تاريخا بعينه لتحقق هذه النبوءة.
في القرن السابع ظهرت النبوءة الاسلامية التي تحدث عنها القرآن الكريم والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وهي النبوءة التي اشارت الى نهاية العالم بأسماء كثيرة من بينها «يوم القيامة» و«يوم الحشر» و«يوم الحساب» وغيرها. وبشكل عام، تتفق النبوءة الاسلامية مع نبوءات المسيحية واليهوية على ان ذلك اليوم سيشهد بعث (إعادة إحياء) الموتى وجمعهم أمام الخالق كي يحاسبهم على أعمالهم الدنيوية ويعاملهم بمبدأ الثواب والعقاب.
في القرن السادس عشر، وتحديدا في العام 1504، بدأ الرسام الايطالي ساندرو بوتيتشيلي في الترويج لفكرة مفادها ان العالم كان يعيش آنذاك ايامه الاخيرة استعدادا للزوال. ولقيت تلك الفكرة رواجا واسعا آنذاك الى درجة ان الناس بدأوا في تجهيز أنفسهم للرحيل الى «العالم الآخر».
في القرن الثامن عشر ساد اعتقاد بأن مذنبا عملاقا يدعى «جاكوب بيرنولي» كان قد ظهر في العام 1680 سيعود ليرتطم بكوكب الارض ويدمره تماما. وظل ذلك الاعتقاد قائما طوال القرن الثامن عشر الا ان ذلك المذنب لم يعاود الظهور منذ ظهوره الاول في العام 1680.
وشهد القرن العشرين اكبر عدد من نبوءات نهاية العالم، وهي النبوءات التي لم يتحقق اي منها بطبيعة الحال، فلقد أعلنت طائفة أتباع يهوه اليهودية المسيحية عن نهاية العالم في الاعوام 1914 و1915 و1918 و1920 و1925 و1941 و1975.
وفي منتصف سبعينات القرن العشرين، ساد اعتقاد بأن الكساد الاقتصادي العظيم الذي اجتاح العالم آنذاك كان بمثابة مقدمة لنهاية العالم.
وفي العام 1977 اعلن عالم المصريات الاميركي آدم روذرفورد ان نهاية العالم ستتزامن مع نهاية الالفية الميلادية الثانية، وتحديدا بتاريخ 31 ديسمبر 2000.
وفي العام 1991 رأى الزعيم الروحي الاسلامي الأميركي لويس فاراخان ان حرب الخليج (حرب تحرير الكويت) هي في واقع الامر معركة الأرماغيدون الفاصلة التي تنبأ بها السيد المسيح (عليه السلام). وأكد فاراخان آنذاك على ان تلك الحرب ستسفر عن انتصار قوى الخير على قوى الشر ثم ينتهي العالم ليبدأ عالم جديد يعيش فيه الاخيار في نعيم بينما يعيش الاشرار في النار.
وعاود أتباع طائفة «يهوه» هوايتهم في التحذير من نهاية العالم واقتراب معركة الأرماغيدون في العامين 1994 و1997.
وفي العام 1998 بدأ أتباع كنيسة تطلق على نفسها اسم «سابجينيوس» في ترويج معتقد مفاده ان نهاية العالم ستكون بتاريخ الخامس من يوليو من ذلك العام. وعندما لم يتحقق ذلك الامر، عاد مسؤولو الكنيسة ليؤكدوا ان نهاية العالم ستكون بتاريخ 5 يوليو من اي سنة في المستقبل.
وعندما بدأت عملية غزو العراق في العام 2003، رأى كثيرون ممن يؤمنون بنظرية الأرماغيدون ان تلك الحرب هي المعركة النهائية الفاصلة بين الخير والشر وانها ستمهد لنهاية العالم ومجيء المسيح في نهاية المطاف. والغريب ان هذا الاعتقاد مازال قائما حتى يومنا هذا بين بعض الطوائف المسيحية واليهودية المتطرفة التي تؤمن بأن القوات الأميركية (ومعها قوات الناتو) في مناطق مثل أفغانستان والعراق وغيرهما هو جزء لا يتجزأ من معركة الأرماغيدون.
وختاما فإن توقعات نهاية العالم لم تغب عن عالم السياسة الأميركية. ففي العام 2008، أثارت المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأميركي آنذاك الدهشة عندما ذكرت في احد تصريحاتها انها تؤمن بأن العالم يعيش سنواته الأخيرة وأنها على يقين من أنها ستشهد نهاية العالم قبل ان تموت.
«المايا» قالوا كلمتهم قبل 5 آلاف سنة... ان نهايتنا، نهاية العالم ستكون غدا، وهل سيكون تاريخ 21 ديسمبر 2012 هو آخر يوم في عمر كوكب الأرض؟ هل ينبغي أن نستعد جميعا للرحيل النهائي والأخير؟
من المفترض أن الإجابة عن هذه التساؤلات هي «نعم» وفقا لأسطورة قديمة منقوشة على تقويم «حجر الشمس» الأثري الذي يعود تاريخه الى بدايات ازدهار حضارة المايا التي نشأت قبل نحو 5 آلاف سنة في جنوب المكسيك ثم انتشرت لاحقا في مناطق واسعة في اميركا الوسطى والجنوبية وصولا إلى ما يعرف حاليا بغواتيمالا والسلفادور وهندوراس.
و«حجر الشمس» هو عبارة عن منحوتة دائرية عملاقة على هيئة ساعة مصنوعة من صخر البازلت وتزن نحو 24 طنا ومحفور عليها نقوش معقدة منضودة في دوائر متداخلة، وهي النقوش التي يعتقد أبناء حضارة المايا انها تنذر بأن نهاية الزمن والعالم آتية لا محالة في يوم محدد يتزامن مع تاريخ 21 ديسمبر 2012 وأن تلك النهاية ستكون دراماتيكية ومروعة.
ويقول المؤرخ فرانك جوزيف إن «حجر الشمس» كان بالنسبة الى أهل حضارة المايا الأوائل بمثابة «ساعة عد تنازلي» في اتجاه نهاية العالم ككل، ومن هنا فإنه كان يمثل أيقونة لتذكير رعايا امبراطورية المايا بضرورة الاستعداد لمواجهة تلك النهاية المشؤومة المحتومة.
المنحوتة الصخرية ترسم خريطة تقويم يبدأ بالعام 3113 قبل الميلاد (أي قبل أكثر من 5 آلاف سنة). ومنذ أن تم وضع ذلك التقويم في القرن الثالث أو الرابع قبل الميلاد، تواترت روايات وشواهد تاريخية موثقة مفادها أن عددا من التوقعات التي تكهنت بها النقوش المحفورة على «حجر الشمس» قد تحققت فعليا على أرض الواقع، وهو الأمر الذي يوحي ضمنيا بأن لذلك التقويم قدرا من المصداقية!
فعلى سبيل المثال، كانت نقوش تقويم «حجر الشمس» قد توقعت بأن العام 1519 سيشهد تعرض بلاد المايا الى غزو شرس من جانب ملك جبار سيأتي من جهة الشرق وهو الملك الذي وصف بأنه سيشبه «الأفعوان ذو الريش». وقد تحقق ذلك على أرض الواقع في العام ذاته (1519) عندما غزا القائد العسكري الأسباني «هيرنان كورتيز» مناطق واسعة كانت تسكنها شعوب المايا والأزتيك. وكان لافتا أن «كورتيز» كان يشبه الأفعوان الى درجة كبيرة كما أنه كان يعتمر خوذة حربية مزينة بالريش كما كان الريش يزين ملابسه. بل وذهبت بعض الروايات الى التأكيد على أن «كورتيز» لم يكن إنسانا في واقع الأمر بل كان ثمرة تزاوج مهجن بين أفعى وطائر جارح.
ومما لا شك فيه أنه «كذب المنجمون ولو صدقوا»، لكن هناك كثيرين في الغرب ممن يستشهدون بتحقق توقعات «الأفعوان ذو الريش» للتأكيد على أنه ينبغي على سكان كوكب الأرض أن يأخذوا توقعات نهاية العالم في 21 ديسمبر 2012 على محمل الجد وأن يسعوا الى أخذ كل التدابير الوقائية اللازمة للنجاة مما وصف بأنه سيكون «نهاية العالم الخامس» وفقا لتقويم «حجر الشمس».
ووفقا لذلك التقويم، بدأ «العالم الخامس» (الذي ما زلنا نعيش فيه حتى يومنا هذا) بتاريخ 11 أغسطس من العام 3114 قبل الميلاد، وتحديدا بعد انحسار الطوفان العظيم الذي أغرق ودمر العالم في عصر النبي نوح عليه السلام. واستنادا الى حسابات ذلك التقويم فإن إجمالي عدد أيام «العالم الخامس» هو مليون و 872 ألف يوم لينتهي بتاريخ 31 ديسمبر 2012 (حسب التقويم الميلادي).
فهل ستتحقق التوقعات بنهاية العالم الخامس مثلما تحققت قبل ذلك التوقعات بهجوم «الأفعوان ذو الريش»؟ وإذا حصل ذلك فكيف سيكون شكل تلك النهاية وفقا لما وصفته المايا قبل نحو 24 قرنا؟
في مدينة «تشياباس» المكسيكية يوجد أثر تاريخي قديم عليه كتابات تصف أحداث تلك النهاية المتوقعة، وهي الكتابات التي تشير إلى أن ما سيحصل في تاريخ 21 ديسمبر 2012 هو أن ملكا (أو ربما ملاكا) يدعى «بولون يوكتي» سيهبط من الفضاء الخارجي على رأس جيش ضخم لينفذ سيناريو النهاية المحتومة لكوكب الأرض. وتشير تلك الكتابات القديمة الى أن ثمة «حدثا رهيبا» سيحيق بكوكب الأرض عندما يهبط عليها «بولون يوكتي».
وحسب أساطير حضارة المايا فإن «بولون يوكتي» كان له دور أيضا قبل أكثر من 5 آلاف سنة في اتمام عملية الانتقال من العالم الرابع (ماقبل طوفان نوح عليه السلام) الى العالم الخامس (ما بعد الطوفان). وتصف تلك الأساطير «بولون يوكتي» بأنه يقوم بأدوار متعددة من بينها دور الملاك الحارس لبوابة إعادة الخلق ودور المهلك المدمر عندما تأتيه أوامر عليا بذلك.
لكن هناك أيضا تيار حديث من علماء آثار حضارة المايا لا يعتبر «بولون يوكتي» ملاكا يأتي من السماء بل يعتبره كائنا مرتبطا بالعالم السفلي ولديه نزعة متأصلة نحو الصراع والحرب والدمار.
وأيا يكن الأمر فإن أساطير المايا المدونة على نقوش صخرية تشير إلى أنه في يوم 21 ديسمبر 2012 سيتوازى خط الانقلاب الشمسي الشتوي مع خط استواء المجرة وهو الخط المركزي الذي يمر عبر مجرة درب التبانة التي يوجد فيها كوكب الأرض. ووفقا للنبوءة فإن هذا التوازي سيتسبب في احداث صدع (شق) هائل في مركز المجرة، وهو الصدع الذي سيتشكل نتيجة لنشوء منطقة مظلمة بسبب سحب من الغبار الكوني الأسود.
ويقول مؤيدو نظرية نهاية العالم حسب هذا السيناريو على أن المثير للدهشة هو أن أبناء حضارة المايا القدماء لم يكن لديهم علم بوجود الغبار الكوني عندما توصلوا الى تلك التوقعات قبل 2400 سنة، إذ انه لم يتم اكتشاف وجود ذلك الغبار إلا لاحقا في منتصف القرن العشرين تقريبا.
وتواصل أساطير المايا وصف أحداث نهاية العالم قائلة إن ذلك الصدع الكوني سيتزامن مع تعرض كوكب الأرض إلى غزو كاسح من جانب جيوش من «العفاريت والشياطين» الآتية من الشمس لتعيث فسادا في الأرض وتدميرا.
والمثير للدهشة هو أن ذلك الوصف يتشابه إلى حد كبير مع توقعات نهاية العالم التي وردت في أسفار العهد الجديد (الإنجيل)، ولا سيما في سفر الرؤيا، وهي الأسفار التي جاءت بعد أكثر من 400 سنة من ظهور تقويم «حجر الشمس». والمدهش أيضا هو أن تقويم حضارة المايا كان قد ابتكر نظاما دقيقا معقدا لحساب تحركات الكواكب والنجوم، وهو النظام الذي توصلت وكالة ناسا الأميركية أخيرا إلى التأكد من دقته المتناهية إلى درجة أنه كان توقع بدقة جميع حالات الكسوف والخسوف المتوقعة حتى نهاية العالم.
وحسب ترجمة الرموز المنقوشة على الدائرة الداخلية الأخيرة على «حجر الشمس»، فإنه من المفترض أن رحلة نهاية عالمنا الحالي ستبدأ بـ «رجفة عنيفة ستضرب كوكب الأرض». وبطبيعة الحال، فإن تلك الرجفة تعني بالضرورة حدوث زلازل مدمرة تهلك الأرض بما عليها. لكن هناك ترجمة اخرى لتلك الرموز تشير الى أن المعنى المقصود ليس «رجفة عنيفة ستضرب كوكب الأرض» بل «ثورة عنيفة ستنتشر في كوكب الأرض». وبالطبع فإن هذه الترجمة الأخيرة تفتح الباب أمام تفسيرات واحتمالات مختلفة لسيناريو نهاية العالم حسب حضارة المايا قبل آلاف السنين.
فهل ستكون نهاية العالم غدا كما تنبأ أسلاف حضارة المايا أم أن الأمر لن يتجاوز حدود الترجمة الثانية التي تشير الى «ثورة عنيفة ستنتشر في كوكب الأرض»، وهو الأمر القائم فعليا في ظل ما نراه حاليا من ثورات واضطرابات وصراعات تدور رحاها بين البشر في كل أرجاء الكرة الأرضية؟
أفضل اجابة عن هذا السؤال هي مقولة «إن غدا لناظره قريب».
بعضها اعتبر حرب تحرير الكويت بداية لمعركة الأرماغيدون
توقعات نهاية العالم... بين النبوءات السماوية والتكهنات البشرية
منذ فجر التاريخ البشري، تواترت توقعات ونبوءات كثيرة حول نهاية العالم من خلال تصورات وسيناريوهات متنوعة وفقا لمعتقدات بعضها سماوي وبعضها وضعي.
وفي التالي نستعرض تسلسلا زمنيا لتلك النبوءات والتوقعات منذ القرن الاول الميلادي وحتى زماننا المعاصر.
في القرن الاول (خلال فترة حياة النبي عيسى عليه السلام) ظهرت نبوءة نهاية العالم بعد المجيء الثاني للسيد المسيح في نهاية الزمان واندلاع معركة الأرماغيدون بين الخير والشر. لكن لم يحدد الانجيل تاريخا بعينه لتحقق هذه النبوءة.
في القرن السابع ظهرت النبوءة الاسلامية التي تحدث عنها القرآن الكريم والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وهي النبوءة التي اشارت الى نهاية العالم بأسماء كثيرة من بينها «يوم القيامة» و«يوم الحشر» و«يوم الحساب» وغيرها. وبشكل عام، تتفق النبوءة الاسلامية مع نبوءات المسيحية واليهوية على ان ذلك اليوم سيشهد بعث (إعادة إحياء) الموتى وجمعهم أمام الخالق كي يحاسبهم على أعمالهم الدنيوية ويعاملهم بمبدأ الثواب والعقاب.
في القرن السادس عشر، وتحديدا في العام 1504، بدأ الرسام الايطالي ساندرو بوتيتشيلي في الترويج لفكرة مفادها ان العالم كان يعيش آنذاك ايامه الاخيرة استعدادا للزوال. ولقيت تلك الفكرة رواجا واسعا آنذاك الى درجة ان الناس بدأوا في تجهيز أنفسهم للرحيل الى «العالم الآخر».
في القرن الثامن عشر ساد اعتقاد بأن مذنبا عملاقا يدعى «جاكوب بيرنولي» كان قد ظهر في العام 1680 سيعود ليرتطم بكوكب الارض ويدمره تماما. وظل ذلك الاعتقاد قائما طوال القرن الثامن عشر الا ان ذلك المذنب لم يعاود الظهور منذ ظهوره الاول في العام 1680.
وشهد القرن العشرين اكبر عدد من نبوءات نهاية العالم، وهي النبوءات التي لم يتحقق اي منها بطبيعة الحال، فلقد أعلنت طائفة أتباع يهوه اليهودية المسيحية عن نهاية العالم في الاعوام 1914 و1915 و1918 و1920 و1925 و1941 و1975.
وفي منتصف سبعينات القرن العشرين، ساد اعتقاد بأن الكساد الاقتصادي العظيم الذي اجتاح العالم آنذاك كان بمثابة مقدمة لنهاية العالم.
وفي العام 1977 اعلن عالم المصريات الاميركي آدم روذرفورد ان نهاية العالم ستتزامن مع نهاية الالفية الميلادية الثانية، وتحديدا بتاريخ 31 ديسمبر 2000.
وفي العام 1991 رأى الزعيم الروحي الاسلامي الأميركي لويس فاراخان ان حرب الخليج (حرب تحرير الكويت) هي في واقع الامر معركة الأرماغيدون الفاصلة التي تنبأ بها السيد المسيح (عليه السلام). وأكد فاراخان آنذاك على ان تلك الحرب ستسفر عن انتصار قوى الخير على قوى الشر ثم ينتهي العالم ليبدأ عالم جديد يعيش فيه الاخيار في نعيم بينما يعيش الاشرار في النار.
وعاود أتباع طائفة «يهوه» هوايتهم في التحذير من نهاية العالم واقتراب معركة الأرماغيدون في العامين 1994 و1997.
وفي العام 1998 بدأ أتباع كنيسة تطلق على نفسها اسم «سابجينيوس» في ترويج معتقد مفاده ان نهاية العالم ستكون بتاريخ الخامس من يوليو من ذلك العام. وعندما لم يتحقق ذلك الامر، عاد مسؤولو الكنيسة ليؤكدوا ان نهاية العالم ستكون بتاريخ 5 يوليو من اي سنة في المستقبل.
وعندما بدأت عملية غزو العراق في العام 2003، رأى كثيرون ممن يؤمنون بنظرية الأرماغيدون ان تلك الحرب هي المعركة النهائية الفاصلة بين الخير والشر وانها ستمهد لنهاية العالم ومجيء المسيح في نهاية المطاف. والغريب ان هذا الاعتقاد مازال قائما حتى يومنا هذا بين بعض الطوائف المسيحية واليهودية المتطرفة التي تؤمن بأن القوات الأميركية (ومعها قوات الناتو) في مناطق مثل أفغانستان والعراق وغيرهما هو جزء لا يتجزأ من معركة الأرماغيدون.
وختاما فإن توقعات نهاية العالم لم تغب عن عالم السياسة الأميركية. ففي العام 2008، أثارت المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأميركي آنذاك الدهشة عندما ذكرت في احد تصريحاتها انها تؤمن بأن العالم يعيش سنواته الأخيرة وأنها على يقين من أنها ستشهد نهاية العالم قبل ان تموت.