عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / البوعزيزي وقهر الرجال
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
استعاذ النبي عليه الصلاة والسلام من قهر الرجال، وهو ما يصيب الرجل من غم وهم وحزن بسبب غَلبة انتُصِر به عليها وهو يعلم أنه على الحق وخصمه على الباطل.
ولعل من أشهر صور قهر الرجال في عصرنا الحاضر ما جرى للشاب التونسي البوعزيزي من مدينة سيدي أبو زيد عندما قامت البلدية بمصادرة عربة الخضار التي كان يكسب منها رزقه، وقيام شرطية بصفعه على وجهه وإهانته، ولما رفضت سلطات المحافظة أن تستقبل شكواه قام بإضرام النار في نفسه من شدة القهر في 17 / 12 / 2010، لتنطلق على إثرها الثورة التونسية والتي كان من أهم نتائجها إسقاط حكم زين العابدين بن علي والذي استمر لأكثر من 23 عاما.
انطلقت بعد ذلك الثورة المصرية في 25 يناير والتي من أسبابها القهر الذي كان يعيشه الشعب المصري، وهو يرى الإساءة والإهانات التي يتعرضون لها صباح مساء، ناهيك عن ثرواتهم التي تُنهب، وحقوقهم التي تُسلب، وختمتها الحكومة بالانتخابات المزورة التي أقصت من خلالها تيارات وأحزاب المعارضة في صورة تعكس التفرد في السلطة والاستهانة بكرامة الناس، فخرج الملايين إلى الشارع مطالبين بالإصلاحات، ولما قابلت السلطات تلك المطالبات بالعنف والقتل ارتفع سقف المطالب إلى إسقاط الرئيس، وهو ما تم بالفعل بعد 18 يوما من انطلاق الثورة، وبعد أكثر من 30 عاما في الحكم.
ولو تأملنا الثورة الليبية التي جاءت بعدها، فلقد كانت شرارتها تعسف السلطات الليبية بسجن محامي أهالي شهداء مجزرة سجن أبو سليم، والذي كان يطالب بالكشف عن مصير السجناء، وفتح تحقيق في الموضوع، فاستخدمت السلطات الرصاص ليسقط الشهداء ولتستمر الثورة ليسقط القذافي ويتم قتله بعد 42 عاما من الحكم.
قهر الرجال وقع عندما أهانت السلطات السورية أهالي بعض الأطفال الذي كتبوا عبارات منددة بالنظام، وتلفظ بعض قياديي شرطة البعث على الأهالي بكلمات نابية، كانت أشد عليهم من وقع الرصاص، لما فيها من التعدي على أعراضهم وشرفهم، وها هي الثورة تقترب من قطف ثمرتها بإسقاط نظام بشار وشبيحته.
إن أي حكومة عاقلة ينبغي أن تجتنب قهر شعبها، فلا تُكرم الساقطين وتعتقل المصلحين والناصحين، فالاعتقال واستخدام العــــنف لا يزيد الأمور إلا تعقيدا ويدفعها إلى حافة الانفجار، وإن للشعوب المقهورة غضبة كان كثير من الزعماء يســــتهينون بها وإذ بها تسقطهم من على عـــروشهم وكراســــيهم.
لذا فإننا ننصح كل حكومة وسلطة تريد استقرار الأوضاع فيها أن تسعى للمصالحة مع شعوبها وأن تحافظ على عدم انقطاع شعرة معاوية التي بينها وبين رعاياها.
اللهم إنا نعوذ بك من قهر الرجال.
@abdulaziz2002
استعاذ النبي عليه الصلاة والسلام من قهر الرجال، وهو ما يصيب الرجل من غم وهم وحزن بسبب غَلبة انتُصِر به عليها وهو يعلم أنه على الحق وخصمه على الباطل.
ولعل من أشهر صور قهر الرجال في عصرنا الحاضر ما جرى للشاب التونسي البوعزيزي من مدينة سيدي أبو زيد عندما قامت البلدية بمصادرة عربة الخضار التي كان يكسب منها رزقه، وقيام شرطية بصفعه على وجهه وإهانته، ولما رفضت سلطات المحافظة أن تستقبل شكواه قام بإضرام النار في نفسه من شدة القهر في 17 / 12 / 2010، لتنطلق على إثرها الثورة التونسية والتي كان من أهم نتائجها إسقاط حكم زين العابدين بن علي والذي استمر لأكثر من 23 عاما.
انطلقت بعد ذلك الثورة المصرية في 25 يناير والتي من أسبابها القهر الذي كان يعيشه الشعب المصري، وهو يرى الإساءة والإهانات التي يتعرضون لها صباح مساء، ناهيك عن ثرواتهم التي تُنهب، وحقوقهم التي تُسلب، وختمتها الحكومة بالانتخابات المزورة التي أقصت من خلالها تيارات وأحزاب المعارضة في صورة تعكس التفرد في السلطة والاستهانة بكرامة الناس، فخرج الملايين إلى الشارع مطالبين بالإصلاحات، ولما قابلت السلطات تلك المطالبات بالعنف والقتل ارتفع سقف المطالب إلى إسقاط الرئيس، وهو ما تم بالفعل بعد 18 يوما من انطلاق الثورة، وبعد أكثر من 30 عاما في الحكم.
ولو تأملنا الثورة الليبية التي جاءت بعدها، فلقد كانت شرارتها تعسف السلطات الليبية بسجن محامي أهالي شهداء مجزرة سجن أبو سليم، والذي كان يطالب بالكشف عن مصير السجناء، وفتح تحقيق في الموضوع، فاستخدمت السلطات الرصاص ليسقط الشهداء ولتستمر الثورة ليسقط القذافي ويتم قتله بعد 42 عاما من الحكم.
قهر الرجال وقع عندما أهانت السلطات السورية أهالي بعض الأطفال الذي كتبوا عبارات منددة بالنظام، وتلفظ بعض قياديي شرطة البعث على الأهالي بكلمات نابية، كانت أشد عليهم من وقع الرصاص، لما فيها من التعدي على أعراضهم وشرفهم، وها هي الثورة تقترب من قطف ثمرتها بإسقاط نظام بشار وشبيحته.
إن أي حكومة عاقلة ينبغي أن تجتنب قهر شعبها، فلا تُكرم الساقطين وتعتقل المصلحين والناصحين، فالاعتقال واستخدام العــــنف لا يزيد الأمور إلا تعقيدا ويدفعها إلى حافة الانفجار، وإن للشعوب المقهورة غضبة كان كثير من الزعماء يســــتهينون بها وإذ بها تسقطهم من على عـــروشهم وكراســــيهم.
لذا فإننا ننصح كل حكومة وسلطة تريد استقرار الأوضاع فيها أن تسعى للمصالحة مع شعوبها وأن تحافظ على عدم انقطاع شعرة معاوية التي بينها وبين رعاياها.
اللهم إنا نعوذ بك من قهر الرجال.
@abdulaziz2002
