ممل حديث السياسة والسياسيين، وخاصة في بلد مثل الكويت، صغيرة ومجكنمة، ومساحتها مترين في متران، وعدد سياسييها بعدد اصابع قدم البقرة!
لا أحب حديث السياسة، لان كل المواضيع فيها مكررة، وكل التصريحات ايضا مكررة، يصرح اليوم نحن نطالب بكرامتنا، بعد اسبوع يصرح «بكرامتنا نطالب» يمر شهر ثم يصرح «نحن جياع كرامة» يحضر له المينيو، يأكل وجبة الكرامة يرتاح ثم يصرح نعاني من فقر كرامة... وهكذا تستمر التصريحات المكررة لسنة وسنتين، وقد تستمر لعقود، فلا مجال للتجديد، والتغيير، وهذا هو المتوافر!
لا احب الحديث عن السياسة لان الوجوه هي هي، لا تتغير، وبالملابس والاشكال والاقنعة نفسها، هذا يصرح وذاك يرد عليه، وانا بين البينين، احاول ان اعلق وأجد نفسي معلقا بين غبي واغبى، بين سخيف واسخف، ومع ذلك اضطر اجاري «مجاري» السياسة، والناس تريد ان تسمع تعليقا حتى لو كان على (...) سياسي في سوق الصفافير.
لا أحب الحديث عن السياسيين، لانه لم يعد هناك معنى حتى لالقابهم، ومناصبهم، ووضعهم، فلا معنى الان لكلمة نائب مبطل، او اغلبية معارضة، او نائب سابق، او معارضة برلمانية... فهذه مصطلحات لا معنى لها الان مع تطور الاوضاع السياسية، انهم مواطنون فقط لاغير، وعليهم ان يغيروا من منهجهم وطريقة تفكيرهم، لا وجود لشيء الان اسمه التكتل الشعبي، ولا نهج، ولاغيره مما تم تشكيله في المجلس، مرحلة جديدة يفترض ان تدار بطريقة جديدة، لكن يبدو ان المقاطعين للمجلس من نواب مازالوا يتصورون انفسهم نوابا في البرلمان دون ان يعوا انهم يحملون الان لقبا سابقا، ومازالوا يريدون العمل بالطريقة السابقة نفسها!
مع عدم حبي للسياسة، فهناك ما يجعلني اعشقه، وهو سمو رئيس الوزراء، فقد اثبت بتشكيله للحكومة علو شأنه، وقدرته على ادارته للبلد، وتنفيذه بوضوح مخطط التنمية، وحرصه على استقرار واستمرار المجلس لاربع سنوات... بوركت يا رئيس الوزراء وبورك منصبك وحكومتك.
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com