د. حسن عبد الله عباس / 2 > 1 / فرق بين المعارضة والمقاطعة

تصغير
تكبير
| د. حسن عبدالله عباس* |

واضح أن الامر التبس على الكثير بالنسبة لما حصل ويحصل حول مرسوم تعديل النظام الانتخابي وانتخابات الصوت الواحد. لذا لنتحدث اليوم عن الفرق بين التكتلين: المعارضة والمقاطعة، فهل من فرق؟ نعم يوجد، ولنبدأ بالمقاطعة ثم نعرج بعد ذلك على المعارضة.

تحدثت قبل الانتخابات وقلت ان الاثنين مختلفان، فمن حق الانسان أن يقاطع أو يشارك طالما أنه حر مستقل وعنده الجواب والتبرير الشافي والمقنع لتبنيه قرار المقاطعة. فما جرى إثر مرسوم الصوت الواحد بالتأكيد سبب صدمة لنا جميعا لأننا شعب نعيش القرن الواحد والعشرين ومارسنا العمل الدستوري لمدة نصف قرن عشنا حلوها ومرها ومررنا بتجارب قاسية متنوعة، أشدها قسوة الحرب العراقية البعثية. برغم كل هذه الظروف، ظللنا نتمسك ولا نتنازل عن حقنا الدستوري والديموقراطي إلى أن جاءنا مرسوم الصوت الواحد. من هنا وبعد احساس الكويتي بقيمته كمواطن كامل الاهلية وبأهميته بنظر نظام ديموقراطي ودستوري راق، جاءت مقاطعة الكثيرين من هذا الاعتبار وعلى أنه مرسوم هز ثقة الكويتي بنفسه وبقناعاته وأعطى الحكومة فرصة بسط اليد والتدخل في حق «اصيل» للأمة.

هذا المقدار أظنه واضحا بالنسبة لي وأن المسألة ليست تشفيا ولا عنادا بقدر ما هو اقتناعاً بالحجج وبالتبريرات. لكن المشكلة الحقيقية أن المعارضة مع الاسف وبسبب الصوت العالي والغوغائية في الشوارع والاعلام صارت تدعي أنها الوحيدة «المقاطعة». فهذه مغالطة فادحة، بل أظنها استراتيجية مكشوفة للمعارضة كي تسحب البساط من كل المقاطعين وتصنفهم على أنهم محسوبون عليها أو امتداد لها.

لا يا جماعة هذا غير صحيح. المعارضة فريق عنصري طائفي التأم مع بعضه البعض وصنف الكويتيين على أنهم فريقان: «الفريق الظالم» وهم الشيعة والليبراليون وعيال بطنها وتكاتفوا طائفيا وعنصريا لينتهكوا حقوق الفريق الثاني، «الفريق المظلوم» وهم القبائل والاسلاميون ممن دفعوا ثمن وقوفهم لجانب الحق والوطن وضد الفساد!

فهذه المعادلة مغلوطة. لهذا يريد فريق المعارضة أن يسحب معه ما أمكن من الليبراليين والشيعة من باب تحسين الصورة وتلطيف في عيون الناس. لذا نقول للمقاطعين فرّقوا بين موقفكم كمقاطعين وبين وقوفكم وراء ميكروفون المعارضة، لأن هذا الميكروفون تقف وراءه احداث وقضايا أزمت الشارع الكويتي وشحنته بصورة فجة. قاطعوا واطعنوا بالمرسوم فهذا حق ومنسجم مع قناعات المجتمع الحر، لكن الوقوف مع المعارضة بحجة المقاطعة فهذا يخرجكم من خانة المقاطعة إلى ملعب المعارضة «وتوابعها».

 

hasabba@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي