ديبلوماسي أوروبي لـ «الراي»: إيران وأميركا تتفاوضان سراً ... لكن محادثاتهما ما زالت متعثرة
طهران بعد موسكو تتصل بالغرب لإيجاد تسوية... تشمل الأسد
| واشنطن - من حسين عبد الحسين |
لم تكد عطلة «عيد الشكر» تنتهي في 25 نوفمبر الماضي حتى اتصل المسؤولون الروس بنظرائهم الأميركيين للتعبير عن قلقهم من وصول القتال في دمشق الى ساحة العباسيين، وطلبوا عقد اجتماعات ثنائية افتتحها لقاء وزيري الخارجية سيرغي لافروف وهيلاري كلينتون في دبلن، ثم لقاء نائبيهما ميخائيل بوغدانوف ووليام بيرنز. وطالب الروس بحل سياسي يضمن بقاء بشار الأسد على اساس اتفاق جنيف، ليسمعوا رفضا ضمنيا من واشنطن، ما دفع بوغدانوف الى الاطلالة، اول من امس، ليتحدث عن اعتقاد بلاده بقرب انتصار الثوار السوريين، وهو اول تصريح من نوعه لمسؤول روسي.
وبعد موسكو، يبدو ان طهران ايضا صارت مقتنعة بحتمية انهيار الأسد. وقال ديبلوماسي أوروبي مقيم في واشنطن تحدث لـ «الراي» شرط عدم الافصاح عن هويته ان «إيران تحاول الخروج من الازمة السورية بأقل الخسائر الممكنة، وهي لذلك عمدت الى الاتصال بعواصم غربية بهدف تحديد موعد لاستئناف المفاوضات بشأن ملفها النووي».
وأوضح الديبلوماسي الأوروبي ان وكيل وزراة الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية علي باقري اتصل بنظيرته نائبة منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي هليغا شميد طالبا تحديد موعد لعقد جولة جديدة من المحادثات بين النظام الإيراني ومجموعة دول «خمسة زائد واحد»، التي تضم ممثلين عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا.
ويبدو ان موسكو تحاول اقناع العواصم الاخرى بضرورة الاستماع الى مطالب طهران و«ادراج سورية» على جدول اللقاء من اجل التوصل الى ما يسميه الروس «حلا شاملا» في منطقة الشرق الاوسط، ولهذا الغرض، طالب الروس نظراءهم الأوروبيين والأميركيين بـ «تعديل العرض الدولي الذي تم تقديمه للإيرانيين» اثناء جلسة المفاوضات التي انعقدت في بغداد في مايو الماضي.
وروى الديبلوماسي الأوروبي ان باقري اعلن اثناء حديثه مع شميد استعداد بلاده «لوضع كل الامور العالقة على الطاولة بما فيها التوصل الى اتفاق يحدد 20 في المئة سقفا لتخصيب اليورانيوم الإيراني، والسماح للمفتشين الدوليين بزيارة موقع بارشين العسكري».
وكانت وكالة الطاقة الذرية أعربت في الماضي عن قلقها من قيام الإيرانيين بتجارب للتسليح النووي في هذا الموقع، وعن احتمال قيام طهران بتدمير الموقع على اثر اكتشاف المجتمع الدولي لنشاطها هذا.
وتابع الديبلوماسي ان باقري طالب بإدراج «مواضيع اخرى تهم طهران على جدول المفاوضات، بما فيها الوضع في سورية والبحرين»، وان باقري اعتبر ان «من مصلحة الشعب السوري والمنطقة ان يتم التوصل الى وقف فوري لاطلاق النار في سورية، وهذا ما يتطلب وقف الغرب لتسليح المعارضين السوريين، وبعد ذلك، يتم عقد حوار بين السوريين للتباحث في شكل مستقبل بلادهم السياسي».
ويعتقد الديبلوماسيون الأوروبيون ان «الإيرانيين يرسلون رسالة واضحة مفادها انهم مستعدون للتوصل الى تسوية بشأن ملفهم النووي، في مقابل ايجاد مخرج لحليفهم الأسد»، وان هذا المخرج «صار الآن عبارة عن محاولة ابقاء الأسد كأحد اللاعبين السوريين في مرحلة ما بعد وقف اطلاق النار».
كما يعتقد هؤلاء الديبلوماسيون انه «على غرار الروس، توصل الإيرانيون الى خلاصة مفادها ان حتمية انهيار الأسد وقواته صارت محسومة، وان من مصلحتهم محاولة انقاذ ما تبقى عن طريق الديبلوماسية، وربما محاولة ابقاء حليفهم الأسد كواحد من بين اللاعبين المتعددين في السياسة السورية في المرحلة الانتقالية والمراحل التالية».
«الراي» سألت الديبلوماسي حول اعتقاده ان كانت إيران مستعدة للتخلي عن برنامجها النووي من اجل تخليص الأسد من ورطته، فاجاب ان «طهران تدرك ان العام 2013 هو آخر محطة للتوصل الى حل ديبلوماسي لازمتها مع الغرب»، وانه «بعد ذلك ترتفع جدا حظوظ توجيه ضربة عسكرية لمفاعلاتها النووية ومنشآتها العسكرية، وفي حال حصل ذلك وحليفهم الأسد قد انهار، تصبح إيران في وضع عسكري اضعف لاثارة البلبلة في المنطقة كرد فعل على تلقيها ضربة عسكرية دولية».
واوضح هذا الديبلوماسي ان الاعتقاد السائد هو ان إيران في طريقها الى التوصل الى حل ديبلوماسي لملفها النووي في مطلق الاحوال ولكنها «تحاول استخلاص افضل تسوية ممكنة من الغرب، وتحاول ادراج بقاء الأسد في متن التسوية المنشودة».
كذلك، قال الديبلوماسي الأوروبي ان «إيران تحاول ادراج البحرين في جدول اعمال جلسات المفاوضات المقبلة، رغم انه لا يبدو ان لدى الإيرانيين تصورا فعليا لمطالبهم في تلك المملكة الخليجية الصغيرة».
وتابع ان الاعتقاد السائد ايضا هو ان «طهران صارت تشعر باقتراب لحظة الحسم في دمشق واقتراب انهيار الأسد، لذا نراها تبادر الى المطالبة باستئناف المفاوضات على وجه السرعة»، وهي رسالة على عجل مشابهة للرسالة الروسية التي أدت الى لقاء لافروف - كلينتون، ونائبيهما في ما بعد.
وقال الديبلوماسي، من دون ان يجزم، ان الأوروبيين يعتقدون ان هناك «قناة خلفية مفتوحة اليوم بين واشنطن وطهران من اجل التوصل الى تسوية نووية واقليمية»، ولكن «اصدقاءنا الأميركيين لم يطلعونا حتى الآن على اي تفاصيل، ويبدو ان النقاشات الثنائية وغير الرسمية بين أميركا وإيران مازالت متعثرة».
لم تكد عطلة «عيد الشكر» تنتهي في 25 نوفمبر الماضي حتى اتصل المسؤولون الروس بنظرائهم الأميركيين للتعبير عن قلقهم من وصول القتال في دمشق الى ساحة العباسيين، وطلبوا عقد اجتماعات ثنائية افتتحها لقاء وزيري الخارجية سيرغي لافروف وهيلاري كلينتون في دبلن، ثم لقاء نائبيهما ميخائيل بوغدانوف ووليام بيرنز. وطالب الروس بحل سياسي يضمن بقاء بشار الأسد على اساس اتفاق جنيف، ليسمعوا رفضا ضمنيا من واشنطن، ما دفع بوغدانوف الى الاطلالة، اول من امس، ليتحدث عن اعتقاد بلاده بقرب انتصار الثوار السوريين، وهو اول تصريح من نوعه لمسؤول روسي.
وبعد موسكو، يبدو ان طهران ايضا صارت مقتنعة بحتمية انهيار الأسد. وقال ديبلوماسي أوروبي مقيم في واشنطن تحدث لـ «الراي» شرط عدم الافصاح عن هويته ان «إيران تحاول الخروج من الازمة السورية بأقل الخسائر الممكنة، وهي لذلك عمدت الى الاتصال بعواصم غربية بهدف تحديد موعد لاستئناف المفاوضات بشأن ملفها النووي».
وأوضح الديبلوماسي الأوروبي ان وكيل وزراة الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية علي باقري اتصل بنظيرته نائبة منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي هليغا شميد طالبا تحديد موعد لعقد جولة جديدة من المحادثات بين النظام الإيراني ومجموعة دول «خمسة زائد واحد»، التي تضم ممثلين عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا.
ويبدو ان موسكو تحاول اقناع العواصم الاخرى بضرورة الاستماع الى مطالب طهران و«ادراج سورية» على جدول اللقاء من اجل التوصل الى ما يسميه الروس «حلا شاملا» في منطقة الشرق الاوسط، ولهذا الغرض، طالب الروس نظراءهم الأوروبيين والأميركيين بـ «تعديل العرض الدولي الذي تم تقديمه للإيرانيين» اثناء جلسة المفاوضات التي انعقدت في بغداد في مايو الماضي.
وروى الديبلوماسي الأوروبي ان باقري اعلن اثناء حديثه مع شميد استعداد بلاده «لوضع كل الامور العالقة على الطاولة بما فيها التوصل الى اتفاق يحدد 20 في المئة سقفا لتخصيب اليورانيوم الإيراني، والسماح للمفتشين الدوليين بزيارة موقع بارشين العسكري».
وكانت وكالة الطاقة الذرية أعربت في الماضي عن قلقها من قيام الإيرانيين بتجارب للتسليح النووي في هذا الموقع، وعن احتمال قيام طهران بتدمير الموقع على اثر اكتشاف المجتمع الدولي لنشاطها هذا.
وتابع الديبلوماسي ان باقري طالب بإدراج «مواضيع اخرى تهم طهران على جدول المفاوضات، بما فيها الوضع في سورية والبحرين»، وان باقري اعتبر ان «من مصلحة الشعب السوري والمنطقة ان يتم التوصل الى وقف فوري لاطلاق النار في سورية، وهذا ما يتطلب وقف الغرب لتسليح المعارضين السوريين، وبعد ذلك، يتم عقد حوار بين السوريين للتباحث في شكل مستقبل بلادهم السياسي».
ويعتقد الديبلوماسيون الأوروبيون ان «الإيرانيين يرسلون رسالة واضحة مفادها انهم مستعدون للتوصل الى تسوية بشأن ملفهم النووي، في مقابل ايجاد مخرج لحليفهم الأسد»، وان هذا المخرج «صار الآن عبارة عن محاولة ابقاء الأسد كأحد اللاعبين السوريين في مرحلة ما بعد وقف اطلاق النار».
كما يعتقد هؤلاء الديبلوماسيون انه «على غرار الروس، توصل الإيرانيون الى خلاصة مفادها ان حتمية انهيار الأسد وقواته صارت محسومة، وان من مصلحتهم محاولة انقاذ ما تبقى عن طريق الديبلوماسية، وربما محاولة ابقاء حليفهم الأسد كواحد من بين اللاعبين المتعددين في السياسة السورية في المرحلة الانتقالية والمراحل التالية».
«الراي» سألت الديبلوماسي حول اعتقاده ان كانت إيران مستعدة للتخلي عن برنامجها النووي من اجل تخليص الأسد من ورطته، فاجاب ان «طهران تدرك ان العام 2013 هو آخر محطة للتوصل الى حل ديبلوماسي لازمتها مع الغرب»، وانه «بعد ذلك ترتفع جدا حظوظ توجيه ضربة عسكرية لمفاعلاتها النووية ومنشآتها العسكرية، وفي حال حصل ذلك وحليفهم الأسد قد انهار، تصبح إيران في وضع عسكري اضعف لاثارة البلبلة في المنطقة كرد فعل على تلقيها ضربة عسكرية دولية».
واوضح هذا الديبلوماسي ان الاعتقاد السائد هو ان إيران في طريقها الى التوصل الى حل ديبلوماسي لملفها النووي في مطلق الاحوال ولكنها «تحاول استخلاص افضل تسوية ممكنة من الغرب، وتحاول ادراج بقاء الأسد في متن التسوية المنشودة».
كذلك، قال الديبلوماسي الأوروبي ان «إيران تحاول ادراج البحرين في جدول اعمال جلسات المفاوضات المقبلة، رغم انه لا يبدو ان لدى الإيرانيين تصورا فعليا لمطالبهم في تلك المملكة الخليجية الصغيرة».
وتابع ان الاعتقاد السائد ايضا هو ان «طهران صارت تشعر باقتراب لحظة الحسم في دمشق واقتراب انهيار الأسد، لذا نراها تبادر الى المطالبة باستئناف المفاوضات على وجه السرعة»، وهي رسالة على عجل مشابهة للرسالة الروسية التي أدت الى لقاء لافروف - كلينتون، ونائبيهما في ما بعد.
وقال الديبلوماسي، من دون ان يجزم، ان الأوروبيين يعتقدون ان هناك «قناة خلفية مفتوحة اليوم بين واشنطن وطهران من اجل التوصل الى تسوية نووية واقليمية»، ولكن «اصدقاءنا الأميركيين لم يطلعونا حتى الآن على اي تفاصيل، ويبدو ان النقاشات الثنائية وغير الرسمية بين أميركا وإيران مازالت متعثرة».