1.2 مليون مسلم يشكلون 5 في المئة من السكان
14 مليون بريطاني يعتبرون أنفسهم بلا دين
| لندن من إلياس نصرالله |
أثار إعلان نتائج المسح الإحصائي البريطاني الأخير الذي يجرى عادة مرة كل عشر سنوات، ضجة واسعة في البلد لكشفه عن تحولات اجتماعية وفكرية هائلة جرت في بريطانيا خلال الفترة ما بين 2001 و2011 من شأنها أن تؤثر على الوضع القانوني فيه خلال السنوات المقبلة وترغم السياسيين أفراداً وأحزاباً على أخذ هذه التحولات بعين الاعتبار في برامجهم السياسية في المستقبل.
من النتائج الملفتة للنظر أن عدد الذين يعتبرون أنفسهم من دون دين تضاعف في شكل هائل خلال السنوات العشر الأخيرة من 7.7 مليون شخص عام 2001 إلى 14 مليون شخص في عام 2011. وفي الوقت ذاته انخفض عدد الذين يعتبرون أنفسهم مسيحيين في بريطانيا في شكل كبير ويُقدَّر حجم الانخفاض بحوالي 12 في المئة، الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة داخل الكنائس أو الطوائف المسيحية المختلفة. ودعت مجموعة عمل تعنى بتحديث أشكال التعبير عن الإيمان الديني لدى الكنيسة الأنجليكانية البروتستانتية، التي تُعتبر أكبر طائفة في بريطانيا، دعت قادة الكنيسة في «إقليمي إنجلترا وويلز للبحث عن سبل جديدة لاجتذاب أولئك الذين ابتعدوا عن الكنيسة أو الذين لم تكن لهم علاقة بها من قبل»، فيما اعتبرت الكنيسة الميثودية البروتستانتية أيضاً وهي ثالث أكبر طائفة مسيحية في بريطانيا أن نتائج المسح الإحصائي «تشكل تحدياً جدياً أمام الكنائس المسيحية في بريطانيا».
أما الأمر الثاني الملفت في نتائج المسح الإحصائي فكان يتعلق بالإسلام كدين في بريطانيا والمسلمين المقيمين فيها. إذ تبين أن الإسلام شهد نمواً بنسبة 1.8 في المئة خلال السنوات العشر الماضية ليبلغ عدد المسلمين في بريطانيا 1.2 مليون نسمة ما يعادل 5 في المئة من المجموع العام للسكان. ولفت الانتباه أن الزيادة في عدد المسلمين لم تكن نابعة من ارتفاع في نسبة الولادة أو التكاثر الطبيعي، إذ بيّن الإحصاء أن نسبة الولادة لدى المسلمين هي نفسها لدى الديانات الأخرى، مما يعني أن الزيادة في عدد المسلمين راجعة إلى أن هناك ارتفاعاً في عدد الذين يعتنقون الدين الإسلامي داخل المجتمع البريطاني، وهو أمر ملفت للنظر، خاصة وأن السنوات العشر الأخيرة شهدت حملة عدائية غير مسبوقة ضد الإسلام كدين وضد المسلمين في وسائل الإعلام، ومع ذلك فأتباع هذا الدين بازدياد.
كذلك كشفت نتائج المسح الإحصائي عن تراجع في عدد المتزوجين شرعاً أو قانونياً، أي بعقد زواج مدني. فغالبية الرجال والنساء المتزوجين يعيشون مع بعضهم البعض وينجبون الأطفال من دون عقد زواج رسمي ديني أو مدني. ووفقاً للمسح انخفض عدد المتزوجين بعقد ديني أو مدني من 51 في المئة في عام 2001 إلى 47 في المئة في عام 2011 وأصبح تأسيس العوائل من دون عقد زواج ظاهرة منتشرة بين الأجيال الشابة. بل آخذة في الانتشار ظاهرة النساء اللاتي ينجبن الأطفال وعيشن معهم من دون أب، حيث ارتفعت نسبة هذا النوع من الأمهات من دون زوج بحوالي 5 في المئة خلال السنوات العشر الأخيرة.
ويكشف المسح عن أن الزواج المدني هو السائد في بريطانيا ويبلغ عدد المتزوجين مدنياً فيها 14.8 مليون شخص أي بنسبة 63 في المئة من مجموع الزيجات القائمة في البلد. كما أبرزت النتائج أن عدد النساء الأرامل يفوق عدد الرجال الأرامل بنسبة كبيرة.
ولفت النظر أيضاً في مجال الأحوال الشخصية أن نسبة العائلات من مثليي الجنس آخذة في الارتفاع في شكل ملحوظ، مع أن القانون البريطاني لم يجيز الزواج بين مثليي الجنس سوى في عام 2004، أي أنه خلال السنوات السبع الأخيرة وصل عدد الزيجات من مثليي الجنس، رجالاً ونساءً، 105000 زواج.
وكشفت نتائج المسح الإحصائي عن معلومات خطيرة بالنسبة للتعددية الثقافية في بريطانيا، حيث تبين أن البريطانيين من أصل هندي فاقوا عدداً الإيرلنديين الذين كانوا المجموعة العرقية الأكثر عدداً في بريطانيا لقرون عديدة. والمعني بالهنود هم المتحدرون من الهند فقط، إذ بيّن المسح أن الباكستانيين هم ثالث مجموعة عرقية في بريطانيا، مما يعني أن الهنود والباكستانيين سوية يشكلون أكبر تجمع عرقي في بريطانيا، من دون البنجاليين والسيرلانكيين والفيليبينيين وغيرهم من شعوب آسيا، مع العلم أن في بريطانيا عدد كبير من الأفارقة ومن أميركا اللاتينية.
ويتندر المراقبون السياسيون في الحديث عن هذه الأرقام والتحولات الاجتماعية التي تحصل في بريطانيا بفعل القوانين الجديدة والمتغيرة بذكر قصة مواطن بريطاني من أصل هندي يُدعى راجش أغراوال (35 عاماً) وصل إلى بريطانيا قبل ثماني سنوات فقط ولم يكن في جيبه لدى وصوله سوى 60 جنيهاً إسترلينياً ونجح في الحصول على الجنسية البريطانية ليصبح اليوم واحداً من أكبر أثرياء بريطانيا. فلو وصل أغراوال إلى بريطانيا في هذه الأيام وفي جيبه 60 جنيهاً لما سُمح له أصلاً بدخول بريطانيا، لأن القوانين والأنظمة تغيرت كثيراً في السنوات الأخيرة، خاصة بالنسبة للإقامة والهجرة.
ويتضح من المسح أن نسبة سكان لندن البيض آخذة في الانخفاض وتصل إلى 59 في المئة فقط، وأن نسبة البيض في لندن الذين يعتبرون أنفسهم إنجليزاً آخذة في الانخفاض وأن البيض من سكان لندن يفضلون اعتبار أنفسهم بريطانيين، والأهم من ذلك هناك ارتفاع في نسبة الذين يصنفون أنفسهم من أصل عرقي مختلط في جميع أنحاء بريطانيا وبلغت نسبتهم 2.2 في المئة.
أثار إعلان نتائج المسح الإحصائي البريطاني الأخير الذي يجرى عادة مرة كل عشر سنوات، ضجة واسعة في البلد لكشفه عن تحولات اجتماعية وفكرية هائلة جرت في بريطانيا خلال الفترة ما بين 2001 و2011 من شأنها أن تؤثر على الوضع القانوني فيه خلال السنوات المقبلة وترغم السياسيين أفراداً وأحزاباً على أخذ هذه التحولات بعين الاعتبار في برامجهم السياسية في المستقبل.
من النتائج الملفتة للنظر أن عدد الذين يعتبرون أنفسهم من دون دين تضاعف في شكل هائل خلال السنوات العشر الأخيرة من 7.7 مليون شخص عام 2001 إلى 14 مليون شخص في عام 2011. وفي الوقت ذاته انخفض عدد الذين يعتبرون أنفسهم مسيحيين في بريطانيا في شكل كبير ويُقدَّر حجم الانخفاض بحوالي 12 في المئة، الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة داخل الكنائس أو الطوائف المسيحية المختلفة. ودعت مجموعة عمل تعنى بتحديث أشكال التعبير عن الإيمان الديني لدى الكنيسة الأنجليكانية البروتستانتية، التي تُعتبر أكبر طائفة في بريطانيا، دعت قادة الكنيسة في «إقليمي إنجلترا وويلز للبحث عن سبل جديدة لاجتذاب أولئك الذين ابتعدوا عن الكنيسة أو الذين لم تكن لهم علاقة بها من قبل»، فيما اعتبرت الكنيسة الميثودية البروتستانتية أيضاً وهي ثالث أكبر طائفة مسيحية في بريطانيا أن نتائج المسح الإحصائي «تشكل تحدياً جدياً أمام الكنائس المسيحية في بريطانيا».
أما الأمر الثاني الملفت في نتائج المسح الإحصائي فكان يتعلق بالإسلام كدين في بريطانيا والمسلمين المقيمين فيها. إذ تبين أن الإسلام شهد نمواً بنسبة 1.8 في المئة خلال السنوات العشر الماضية ليبلغ عدد المسلمين في بريطانيا 1.2 مليون نسمة ما يعادل 5 في المئة من المجموع العام للسكان. ولفت الانتباه أن الزيادة في عدد المسلمين لم تكن نابعة من ارتفاع في نسبة الولادة أو التكاثر الطبيعي، إذ بيّن الإحصاء أن نسبة الولادة لدى المسلمين هي نفسها لدى الديانات الأخرى، مما يعني أن الزيادة في عدد المسلمين راجعة إلى أن هناك ارتفاعاً في عدد الذين يعتنقون الدين الإسلامي داخل المجتمع البريطاني، وهو أمر ملفت للنظر، خاصة وأن السنوات العشر الأخيرة شهدت حملة عدائية غير مسبوقة ضد الإسلام كدين وضد المسلمين في وسائل الإعلام، ومع ذلك فأتباع هذا الدين بازدياد.
كذلك كشفت نتائج المسح الإحصائي عن تراجع في عدد المتزوجين شرعاً أو قانونياً، أي بعقد زواج مدني. فغالبية الرجال والنساء المتزوجين يعيشون مع بعضهم البعض وينجبون الأطفال من دون عقد زواج رسمي ديني أو مدني. ووفقاً للمسح انخفض عدد المتزوجين بعقد ديني أو مدني من 51 في المئة في عام 2001 إلى 47 في المئة في عام 2011 وأصبح تأسيس العوائل من دون عقد زواج ظاهرة منتشرة بين الأجيال الشابة. بل آخذة في الانتشار ظاهرة النساء اللاتي ينجبن الأطفال وعيشن معهم من دون أب، حيث ارتفعت نسبة هذا النوع من الأمهات من دون زوج بحوالي 5 في المئة خلال السنوات العشر الأخيرة.
ويكشف المسح عن أن الزواج المدني هو السائد في بريطانيا ويبلغ عدد المتزوجين مدنياً فيها 14.8 مليون شخص أي بنسبة 63 في المئة من مجموع الزيجات القائمة في البلد. كما أبرزت النتائج أن عدد النساء الأرامل يفوق عدد الرجال الأرامل بنسبة كبيرة.
ولفت النظر أيضاً في مجال الأحوال الشخصية أن نسبة العائلات من مثليي الجنس آخذة في الارتفاع في شكل ملحوظ، مع أن القانون البريطاني لم يجيز الزواج بين مثليي الجنس سوى في عام 2004، أي أنه خلال السنوات السبع الأخيرة وصل عدد الزيجات من مثليي الجنس، رجالاً ونساءً، 105000 زواج.
وكشفت نتائج المسح الإحصائي عن معلومات خطيرة بالنسبة للتعددية الثقافية في بريطانيا، حيث تبين أن البريطانيين من أصل هندي فاقوا عدداً الإيرلنديين الذين كانوا المجموعة العرقية الأكثر عدداً في بريطانيا لقرون عديدة. والمعني بالهنود هم المتحدرون من الهند فقط، إذ بيّن المسح أن الباكستانيين هم ثالث مجموعة عرقية في بريطانيا، مما يعني أن الهنود والباكستانيين سوية يشكلون أكبر تجمع عرقي في بريطانيا، من دون البنجاليين والسيرلانكيين والفيليبينيين وغيرهم من شعوب آسيا، مع العلم أن في بريطانيا عدد كبير من الأفارقة ومن أميركا اللاتينية.
ويتندر المراقبون السياسيون في الحديث عن هذه الأرقام والتحولات الاجتماعية التي تحصل في بريطانيا بفعل القوانين الجديدة والمتغيرة بذكر قصة مواطن بريطاني من أصل هندي يُدعى راجش أغراوال (35 عاماً) وصل إلى بريطانيا قبل ثماني سنوات فقط ولم يكن في جيبه لدى وصوله سوى 60 جنيهاً إسترلينياً ونجح في الحصول على الجنسية البريطانية ليصبح اليوم واحداً من أكبر أثرياء بريطانيا. فلو وصل أغراوال إلى بريطانيا في هذه الأيام وفي جيبه 60 جنيهاً لما سُمح له أصلاً بدخول بريطانيا، لأن القوانين والأنظمة تغيرت كثيراً في السنوات الأخيرة، خاصة بالنسبة للإقامة والهجرة.
ويتضح من المسح أن نسبة سكان لندن البيض آخذة في الانخفاض وتصل إلى 59 في المئة فقط، وأن نسبة البيض في لندن الذين يعتبرون أنفسهم إنجليزاً آخذة في الانخفاض وأن البيض من سكان لندن يفضلون اعتبار أنفسهم بريطانيين، والأهم من ذلك هناك ارتفاع في نسبة الذين يصنفون أنفسهم من أصل عرقي مختلط في جميع أنحاء بريطانيا وبلغت نسبتهم 2.2 في المئة.