| محمد صالح السبتي |
يعيش المجتمع الكويتي في أزمة حقيقية وخانقة ايضا، وهذه الازمة ليست بسبب فساد الاداء الحكومي فقط، اذ ان هذا الفساد وان كانت محاربته صعبة وقاسية ومكلفة احيانا الا انها في النهاية ممكنة، وممكنة جدا لو واجهتها معارضة جادة وواعية... سبب هذه الازمة التي يعيشها المجتمع الكويتي بسبب فساد منهج المعارضة التي يفترض فيها انها هي ( الاصلاح ).
نحن كمجتمع لا نراهن على اداء الحكومة ابدا، لأننا باختصار فقدنا الامل في ان تأتينا حكومة تحسن الأداء! نحن انما نراهن على وجود معارضة صالحة جادة ذات منهج واع تأخذ على عاتقها قيادة قوى المجتمع نحو تشريع «نقي» ومراقبة «مسؤولة»!!
المعارضة اليوم تنتهج الفساد الفكري بما لا يقل عن الفساد المنسوب للحكومة!!
كيف لهذه المعارضة الاقصائية ان تمثل دور الاصلاح في المجتمع!! معارضة تستخدم اقسى الالفاظ واشنعها ضد كل من يخالفها كيف لها ان تؤمن بالحريات!
معارضة ترى ان من لا يوافقها الرأي فهو خائن! او انبطاحي! وليس له كرامة! وبعضهم يسمي مخالفيه أشباه الرجال! هل يمكن لأصحاب هذا النهج ان يكونوا مؤتمنين على قيادة المجتمع!!
معارضة تؤمن بالفوضى حلاً للنزاعات القانونية والدستورية هل يمكن لها ان تمثل الاصلاح! هؤلاء يستخدمون عبارات وأشعار الحروب في خلافاتهم!! هل تتوقع ان يكون هؤلاء مؤمنين بالحياة المدنية والتنوع الفكري!
المعارضة اليوم تنتهج الفوضى سبيلا لها والعنف طريقة للتغيير!! والالفاظ غير اللائقة والتي قد تكون سباً وقذفاً وتحريكا كخطاب عام تخاطب به المجتمع لنقد الخصوم! والتعسف باستعمال الادوات الدستورية هي الطابع العام لأغلب ادائها!!
كيف يراد منا ان نلتف حول هذه المعارضة ونساندها في اعوجاج منهجها!!
هذه أزمتنا الحقيقية... مع كامل ايماننا بأهمية وجود تيار معارض في أي بلد حتى نضمن حسن اداء الحكومة... الا ان ( اصلاحنا ) فسد وأصبح غير مؤتمن على عمله... بل الأخطر انه اصبح معول هدم!
lawyermodalsbti@