| عائشة عبد المجيد العوضي |
في ظل أجواء الانتخابات، وضوضاء النتائج والأزمات، قررت أن أمتطي قلمي هاربة من المشكلات، من عتو أمواج السياسة، إلى مرافئ الهدوء، حيث تسْكن النّفس وتتزن الحماسة، ويطيب الكلم بعيداً عن السوء، نحاول في كل مرة أن نكتب في سرب الأحداث لا خارجه، أما اليوم فالسرب عجّ وضجّ، الصوت فيه مفقود، والأثر محدود. علّني أفلح في محاولة تجنّب الخوض بدهاليز السياسة المعتمة، مفضلةً البقاء على خط الوطنية المُشرق!
قبل أن نفصّل نؤصّل، قد نتفق بالإجماع أن لكل فرد حريّة شخصية، في حدودها يتخذ قراراته، مواقفه، اختياراته، ويعرض آراءه، دون المساس بحريات الآخرين، قد يكون المفهوم حاضراً في أذهان الكثيرين، لكننا نعلم أن لا قيمة لفكرة إن لم تُُحدث تطويراً، أو إن لمْ تحفظ الوضع من التراجع على الأقل.
في العلاقات أتكلّم، داخل البيوت أخوض، وعلى حبل الود أقف، انتهت الانتخابات وقُضي الأمر! لكن لم يفتأ الناس من قبل ومن بعد يتكلمون، بالنوايا يدخلون، بالآخرين يطعنون! غدت مجالس الأهل والصحب مزعجة، إذْ ان الخصامات ضيفها الدائم، بحضرة حِدّة النقاشات، ما بين ساخطٍ ولائم، تنشأ المشكلات.
عندما سألت مشاركاً بالعملية الانتخابية، لماذا شاركت؟ كان جوابه [لأنني أحب الكويت]، وجّهت ذات السؤال لمقاطع جاء الجواب [لأنني أحب الكويت]، أعلم يقيناً أن الهدف واحد لكن وجهات النظر تختلف، لكلٍّ زاويته التي يرى الأمور من خلالها، ذلك لا يعني أن نجعل الاختلاف منشأ المشكلات وزعزعة العلاقات، بل ان الاحترام وتقدير اختلاف الأفهام أحْفَظ للعلاقة وأنقى للقلب، ليس من حقي أن أسلبك حريتك في اتخاذ الموقف الذي تراه ملائماً، كما أنه من حقي الذي أرفض التنازل عنه أن أتخذ ما يناسب قناعاتي من قرارات.
إن كان لا بد من الحوار فبأساليبه الراقية وإلا فالصمت مكرمة، إن كنت ترى في الحوار إيغاراً للصدر فَانْتَهِ، كم من العلاقات توترت، وكم منها انتهت؟! هذا يحصل غالباً عندما يُسْقم الحوار، عندما يُختزل الصواب برأي، بموقف، بشخص، وعندما يتحجّر الفكر فلا يقبل صداً ولا رداً.
A.alawadhi-85@hotmail.com
Twitter: @3ysha_85