| عبدالعزيز صباح الفضلي |
شاءت إرادة الله تعالى أن تقع أحداث تاريخية في يوم العاشر من محرم والمعروف بيوم (عاشوراء) منها المحزن ومنها المفرح، وفي كلٍّ عظات وعبر.
في هذا اليوم نجّى الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام من فرعون وجنوده، فصامه شكرًا لله تعالى، ولما قدم النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة وجد أن اليهود يصومونه اتباعا لموسى عليه السلام، فقال صلى الله عليه وسلم : نحن أولى بموسى منهم، فصامه وأمر بصيامه، ثم دعا إلى صيام اليوم التاسع الذي قبله مخالفة لليهود.
فنحن نفرح لنجاة موسى عليه السلام والمؤمنين، ونقتدي بأن نصوم يوم عاشوراء والذي يوافق يوم غد السبت، ونتعلم أن أعظم صورة لشكر النعمة هي أن تكون بطاعة الله ولذلك شُرِعَ سجود الشكر عند حدوث النعمة، ومما يُؤسف له أن كثيرا من الدول العربية والإسلامية تجعل يوم تحريرها أو خلاصها من عدوها يوم رقص وغناء وحفلات تغضب المُنعم سبحانه.
ونتعلم أن النصر والتمكين هو لعباد الله المتقين، ففرعون علا في الأرض وأفسد فيها وأهلك الحرث والنسل ولاحق المُوحّدين وقتل الأطفال الأبرياء، فكان لا بد من انتقام الله عز وجل منه، وهذا مصير كل متكبر جبار، وبإذن الله يفرح المؤمنون بالخلاص من طاغية الشام كحال من سبقه من الظالمين.
مقتل الحسين
ومن الأحداث المؤلمة على قلوب المؤمنين والتي وقعت في يوم عاشوراء مقتل حفيد رسول الله الحسين بن علي رضي الله عنه وعن أبيه وأمه.
في حادثة نتعلم منها أن يقول المرء الحق ولو كان الثمن تقديم الروح، فسيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله.
نتعلم عدم القبول بالظلم والخنوع للظالمين، ونعتز بتوجيهات ديننا التي تدعو المؤمن أن يعيش عزيزا كريما، فيدافع عن نفسه وعرضه وماله، لأنه وإن قتل في سبيل ذلك فهو من الشهداء.
مقتل الحسين يعلمنا ألا نقف مع الظالمين ولا نساندهم ولا ندعمهم لأننا ساعتها سنكون شركاء في الجريمة، ومقتل الحسين مصيبة مؤلمة للأمة كلها وليس لطائفة دون أخرى، ولذلك من الخطأ أن نجعل من ذكرى استشهاده فرصة لإذكاء العداوة بين طوائف الأمة، أو المناداة بأخذ الثأر.
إن الحزن على الحسين رضي الله عنه لا ينبغي أن يكون استثناء عن غيره من الصالحين السابقين، فقد قُتِل الخلفاء من قبله عمر وعثمان وعلي، ومكانتهم كما في إجماع المسلمين أعلى من الحسين، ومع ذلك لم تقم المآتم ومجالس العزاء.
لعل من تقدير الله عز وجل أن تمر معنا ذكرى مقتل البطل الشهيد الحسين والذي وقف في وجه الطاغوت، مع دماء الشهداء الأبطال في حرب ( حجارة السجيل ) والتي خاضها أبطال غزة من الرجال والنساء والأطفال في وجه أعتى وجوه الطغيان في الشرق الأوسط الكيان الصهيوني، ونفرح اليوم بانتصارهم وإن تجاوز قتلاهم المئة، فهم بإذن الله تعالى شهداء وأحياء عند ربهم يرزقون، ونفرح أنهم أرغموا أنف الصهاينة فجعلوهم يقبلون بشروط المقاومة من وقف العدوان وفتح المعابر ووقف الحصار، وقد أشرت إلى ذلك في المقال السابق (لا تخافوا على غزة ) والحمد لله الذي تحقق ما تفاءلنا بوقوعه، فالله أكبر ولله الحمد.
Twitter : @abdulazizi2002