عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / لا تخافوا على غزة

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

برغم بشاعة العدوان الصهيوني على غزة والذي كانت إحدى صوره قصف مبنى مكون من أربعة أدوار تمت تسويته بالأرض ويقتل في هذا الهجوم أكثر من 12 شهيدا من أسرة واحدة نصفهم من الأطفال، وبرغم أن عدد الشهداء تجاوز المائة والجرحى أكثر من 800 خلال أسبوع واحد من العدوان نصفهم من الأطفال والنساء.

أقول برغم هذا كله لا تخافوا على غزة، ففيها رجال ونساء يعشقون الموت أكثر من حرص عدوهم على الحياة. في غزة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه - ولا نزكي على الله أحدا - فمنهم من قضى نحبه كالقائد البطل الشهيد بإذن الله أحمد الجعبري، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

وضع غزة اليوم يختلف كثيرا عن أيام العدوان الإسرائيلي عليها في ديسمبر 2008، فأسلحة المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام تطورت عما كانت عليه، فأصبحت أبعد مسافة وأكبر تأثير ولعل من آخرها صاروخ M75 والذي تم ضرب تل أبيب والقدس فيه للمرة الاولى، واستطاعت المقاومة الحصول على صواريخ أرض جو المضادة للطائرات، وتمكنت من إصابت طائرة حربية وإسقاط طائرة استطلاع، ومهاجمة بعض البوارج في البحر، ولا يزال في جعبة المقاومة المزيد.

الوضع الأقليمي أصبح مختلفا، فبعد الثورات العربية وزوال بعض الأنظمة المعارضة لخيار المقاومة وفي مقدمتها النظام المصري، واستبداله بحكم ديموقراطي أتى بانتخابات حرة نزيهة يتولى القيادة فيه رئيس ذو انتماء إسلامي، جعل كفة الانتصار تميل لصالح أهل غزة بإذن الله، فخطابات الرئيس مرسي الواضحة والتي أعلن من خلالها الدعم الكامل لأهل غزة قولا وعملا، والتي تمثلت بسحب السفير المصري في إسرائيل، وإرسال رئيس الوزراء المصري قنديل إلى غزة، وفتح معبر رفح لدخول المساعدات، والسماح لأكثر من 500 شاب مصري من الجنسين للدخول إلى غزة، تعبيرا للتضامن مع أهل غزة هذه وغيرها جعلت الوضع يصب في صالح المقاومة.

إن زيارة أمير قطر السابقة لغزة قبل العدوان، وقيام رئيس الوزراء التونسي بزيارتها، وإعلان رئيس الوزراء التركي أردوغان عزمه زيارة غزة كلها تدل على أن غزة لم تعد وحيدة.

إن خسائر اليهود خلال أسبوع واحد من العدوان تجاوزت أكثر من مئتي مليون دولار، وهناك قتلى وجرحى في صفوفهم وكثير من المصالح التجارية معطلة، والخوف والرعب الذي عم جميع المدن في الأراضي المحتلة بسبب وصول الصواريخ إليها، سيشكل بلا شك ضغطا كبيرا على الحكومة الإسرائيلية سيدفعها إلى إيقاف عدوانها والقبول ببعض الشروط الفلسطينية ولعل من بينها فتح المعابر وإيقاف الحصار.

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو ما دورنا في نصرة أهلنا في غزة، حكوماتنا العربية وفي مقدمتها الخليجية مطالبة بمد يد العون للمقاومة خصوصا بعد إيقاف إيران دعمها لحماس، بعد موقفها الواضح والمعارض للنظام السوري وما يقوم به من مجازر تجاه الشعب السوري.

الأئمة والخطباء دورهم كبير في تذكير الناس بحقوق الأخوة الإسلامية وواجب النصرة، الأثرياء والأغنياء قد فُتح لهم باب جديد للإنفاق في سبيل الله، ومن جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا، هكذا علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام.

إعلامنا العربي لا بد أن يكون إعلاما مناصرا لا مخذّلا، فلسنا بحاجة إلى نائحة ثكلى تتباكى بدموع التماسيح على القتلى والجرحى في غزة، ثم تمارس الغرام مع الصهاينة في الغرف المغلقة، لسنا بحاجة إلى محللين عسكريين يتحدثون عن قوة الآلة العسكرية الصهيونية ليرهبوا الناس، ويُغمضون أعينهم عن إنجازات المقاومة وتطور سلاحها وأثره في زرع الرعب بين الصهاينة.

أقولها وباختصار ومن واقع العدوان على غزة، سيتضح للناس الخبيث من الطيب والصادق من الكاذب، فالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، أما المنافقون فهم من يفرح لمصاب المسلمين ويحزن لانتصارهم.

سنبقى متفائلين بنصر الله لأهل غزة ونحن على يقين بأنه «سيُهزم الجمع ويولّون الدُّبر»، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».



Twitter : @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي