| عبدالعزيز صباح الفضلي |
( خائن ) كلمة تساهل البعض في إطلاقها على من يخالفه الرأي في القضايا الوطنية، وهي كلمة يحسبها صاحبها هيّنة سهلة وهي عند الله عظيمة.
كلمات التخوين التي أطلقها البعض على من خرجوا في المسيرات للتعبير عن رفضهم لمرسوم تعديل آلية التصويت لم تعد مقبولة بل وأصبحت ممجوجة ممقوتة، وبدأت تخرج منها رائحة نتنة تزكم الأنوف.
عبارات دوافعها طائفية أو مصلحية، عبارات تمزق المجتمع ولا تحترم الرأي الآخر، عبارات يريد أن يشعرنا صاحبها أنه وحده المخلص والوطني وغيره العميل الخائن.
لقد سئمنا الاستماع إلى هذه الاسطوانة المشروخة، فمرة يقولون هذه المسيرات والتحركات مدعومة من دولة خليجية، ومرة يقولون هذه مخططات إخوانية للاستيلاء على الحكم، وتارة يقولون هذا مخطط عالمي كبير تابع للربيع العربي وهكذا...
وأتساءل هل سمعتم يا من تدّعون الوطنية وتصفون غيركم بالخيانة هل رأيتم أحدا يرفع علما غير علم الكويت؟ وهل سمعتم من يردد عبارات توحي بالولاء الخارجي؟ وهل هناك مواطن واحد طالب بتغيير نظام الحكم؟ فمن أين استوحيتم عباراتكم المشؤومة؟
لا تجد شخصا يطعن في المعارضة ويصفهم بالخونة إلا شخص إما أن يكون هو الخائن والعميل ويريد إلصاق التهمة بغيره وينطبق عليه المثل القائل ( رمتني بدائها وانسلت ) أو شخص كالببغاء يردد ما يمليه عليه أسياده، أو صاحب مكاسب شخصية يرى أن المعارضة حالت دون الاستمرار في سرقاته ونهبه.
لا أشك لحظة أن من خرجوا في المسيرات إنما كان الدافع لهم هو حبهم لوطنهم وحرصهم على مصلحته وخوفهم على مستقبله، ومن أكبر الدلائل تأكيدهم المستمر على سلمية تلك المسيرات، ولقد كانت كاميرات التصوير خير شاهد على أخلاق أولئك الشباب، ومن الصور التي كانت لافتة للانتباه، قيام أحد الشباب المشاركين في المسيرة بعلاج أحد منتسبي رجال الداخلية الذي أصيب في عينه نتيجة الغازات التي أطلقتها القوات الخاصة.
شباب الكويت كم تتمنى الدول الأخرى لو كان لها مثلهم في إخلاصهم وحبهم وتفانيهم لخدمة وطنهم، ويكفي أن نشاهد ما يحدث خلال المسيرات في دول أخرى حتى نعرف نقاء وصفاء قلوب شباب الكويت.
الحل الأمني
في كل مرة يخرج الشباب في مسيرتهم تتلقاهم القوات الخاصة بقنابلها الصوتية والدخانية والغازية، وبالمطّاعات والاعتقالات، وأقول إن الحل الأمني لن يكون الحل للمشكلة والأزمة، ولابد من البحث عن طريقة أخرى تنهي الصراع وبأقل الخسائر، فالمسيرات قد لا تتوقف وربما يتم اللجوء إلى طرق أخرى إن وجد أن المسيرات لم تعد تجدي، وبالطبع لن تخرج الوسائل الأخرى عن المتعارف عليها عالميا في الاحتجاجات السلمية، لأنه لا يمكن أو يقبل اللجوء إلى العنف بأي حال من الأحوال.
رسالة
برغم كل مظاهر انسداد الطرق لعلاج الأزمة الحالية التي تعيشها بلادنا، لكننا لا ولن نفقد الأمل في الله تعالى وهو القادر على كل شيء، فما بين غمضة عين وانتباهتها يبدّل الله من حال إلى حال.
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا... وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها... فُرِجت وكنت أظنها لا تفرج
Twitter : @abdulaziz2002