من وحي الشارع / «بوكيه العشرين نفراً»!

u062bu0631u064au0627 u0627u0644u0628u0642u0635u0645u064a
ثريا البقصمي
تصغير
تكبير
| ثريا البقصمي |

قرار أمني يمنع تجمع أكثر من عشرين شخصا في مكان عام.

هذا القرار أوحى لي بصورة كاريكاتيرية ظريفة وهي أن كل عشرين شخصا نربطهم بشريطة **مثل بوكيه زهور برية متوحشة، لكي لا يتهم أحد منهم بأنه خارج على القانون، ونحميهم من مساج أمني بالمطاعات والبوكسات والطراقات على الوجه والرقبة وتخريع بالقنابل الصوتية والدخانية لتحويل الواحد منهم إلى مشاهد لفيلم هندي في سينما الفردوس غارقا في دموع الحزن القاتلة.

وأقترح ألواناً لهذه الشرائط ومنها الخضراء إذا كان هدف التجمع تنظيف شاطئ طافح بالنفايات مثل شاطئ الشويخ، والثانية شريطة حمراء إذا كان الهدف حادث تصادم، خصوصا أن المواطن الكويتي يعشق الفرجة ويقتله الفضول، وحادث سيارة على الخط السريع دعوة مفتوحة للجمهرة وليس لفعل شرير مثل المطالبة بحقوق المواطنة.

والشريطة السوداء لبوكيه معزين في مقبرة الصليبيخات وعددهم حتماً سيفوق العشرين، وعزرائيل لم يمنحهم ترخيصاً بالتجمع.

ولهذا الأفضل ربط كل عشرين بـ «شريطة»، وإذا زاد كم نفر منهم ممكن إخفاؤهم في حفر المقبرة لحمايتهم من التعسف الشرعي لقرارات النص كم.

أمّا «الشريطة» الصفراء فهي لمشجعي مباراة كرة القدم في «براحة» مفتوحة تحت سماء غير صافية.

وتبقى «الشريطة» الأخيرة برتقالية وهي لتجمع سلمي يحلم بكويت أكثر ديموقراطية يطالب بحقوق خطفت في عطلة نهاية الأسبوع

وتبقى مشكلة التجمع البرتقالي. إنه من الصعب ربط البوكيه بـ «شريطة» وتفكيكه وفرزه لأنه كتلة واحدة تقودها فكرة كرامة وحب أبدي للوطن.



* كاتبة وفنانة تشكيلية

g_galleey1@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي