| عبدالعزيز صباح الفضلي |
كتبت قبل عام تقريبا مقال بعنوان ( الشيوخ الثلاثة ) وأشرت فيه إلى أخطاء ثلاثة أصناف من الناس يطلق عليهم لقب شيخ، وأجد أنه برغم مرور عام على المقال إلا أن بعضاً من هؤلاء لا يزال يكرر الأخطاء نفسها.
الشيخ الصُباحي
أسرة آل الصباح هم حكام الكويت، والذين مهما اختلف بعض أبناء الشعب مع طريقة إدارتهم لشؤون البلاد إلا أن الكويتيين لا ولن يقبلوا لهم بديلا، وهذا للأسف ما يحاول البعض ترويجه من أجل قمع الأصوات المطالبة بالإصلاحات، أقول إن بعض أبناء الأسرة ما زال يسيء لها، ويتسبب في خلق جو من التنافر ما بين الشعب وأسرة الحكم، إما من خلال الهجوم على بعض السياسيين، أو من خلال الاستهانة ببعض شرائح المجتمع بالحديث بنبرة فيها استعلاء واستكبار، فكم نتمنى من حكماء أسرة الحكم الكريمة بأن يأخذوا على يد بعض أبنائهم، لأن بعض تصريحاتهم وتصرفاتهم تضر ولا تنفع.
ولقد استبشر الناس خيرا من خلال كلمة سمو الأمير حين أشار إلى أن القانون سيطبق على الجميع وحتى على أبناء الأسرة، وهذا ما نتمناه خصوصا قانون نبذ الكراهية، والذي يهدف إلى تلاحم أبناء الشعب، ومحاربة كل ما يؤدي إلى تمزيقه.
شيخ القبيلة
شيوخ القبائل لهم مكانتهم وتقديرهم، ولكن للأسف في الفترة الأخيرة ابتعد بعضهم عن حقيقة هذا المنصب الذي اكتسبه، وأكرر بعضهم، بالتوارث القبلي والعائلي.
نجد أن بعض شيوخ القبائل لم يعد يُعبّر عن رأي غالبية أبناء القبيلة، خصوصا في ما يتعلق بالتغيرات والتجاذبات السياسية التي تشهدها البلاد، لذلك نتمنى أن تكون مواقفهم ملبية للتطلعات الشعبية ومشرفة في كل ما يعم بالنفع على الوطن بأسره.
شيوخ الدين
آه كبيرة من بعض شيوخ الدين، أولئك الذين يحملون أمانة عظيمة في أعناقهم بوجوب قول كلمة الحق لا يخافون في الله لومة لائم، ولكن ماذا عسانا أن نقول ممن جعلوا نصوص الشريعة حربا ضد كل دعوة للإصلاح، وصوروا كل تحرك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أنه دعوة للخروج وقلب لنظام الحكم.
كم من النصوص التي تدعو إلى قول الحق؟ كم من المواقف التي سطرها التاريخ للعلماء السابقين ممن قدموا النصح، ومع ذلك لم يحيدوا عن الحق كالإمام أحمد وابن تيمية وغيرهما الكثير؟
لا نريد أن نطعن في النيات ولعل البعض يقصد بموقفه نبذ الخلاف ووحدة الصف وخوف الفتنة، لكن كل الذي نتمناه أن يبدي أي شيخ رأيه ما دام يستدل بالقرآن الكريم والسنة الشريفة ولكن ليس له أن يلزم الآخرين بقوله خصوصا إذا كان الأمر في الأمور الاجتهادية، فلا إنكار في مسائل الخلاف.
• رسالة
إلى كل من أُطلق عليه لقب شيخ من الأصناف الثلاثة المحترمة، أرجوكم حافظوا لهذه المسميات على مكانتها ولا تشاركوا في إسقاط قيمة ورمزية هذه المسميات من قلوب الناس، إن بعض أبناء هذا الجيل سقط من أجندته الاحترام لكثير من الرمزيات فلا تساهموا في اسقاط بقيتها، فهل أنتم فاعلون؟
Twitter : @abdulaziz2002