عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / الرجوع إلى الحق فضيلة

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

بداية نبارك لجميع أبناء الأمة الإسلامية حلول عيد الأضحى المبارك والذي نسأل الله تعالى أن يمن فيه على بلادنا وبلاد المسلمين بالأمن والإيمان والاستقرار، وأن يقيها شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجمع شملها ويوحد صفها وأن يؤلف بين قلوب أبنائها وخاصة ما بين الحكام والمحكومين.

وأما ما يتعلق بموضوع المقال فإن من جميل صفات المرء أن يرجع إلى الحق متى رأى أن قراره قد جانبه الصواب، خصوصا إذا كان القرار قد اتخذ في الأمور الاجتهادية التي تحتمل الصواب والخطأ والتي لم يأت نص شرعي قطعي يحسم الخلاف فيها.

والرجوع في القرار ليس عيبا ولا منقصة خصوصا إذا كان فيه تحقيق مصلحة تعم الجميع، فمن يقرأ السيرة النبوية يجد أن النبي عليه الصلاة والسلام قد رجع عن بعض قراراته عندما رأى الخير في غيرها، ومنها عندما اختار موقعا لجيش المسلمين في غزوة بدر ثم أتاه صحابي فأشار عليه بموقع آخر أفضل، فما كان من النبي عليه الصلاة والسلام إلا أن استجاب لرأي الصحابي وقام بتغيير موقع الجيش.

وهذا عمر بن الخطاب يتخذ قرارا بتحديد المهور، فتعترض عليه إحدى نساء المسلمين، وتستشهد بآية تُعارض رأي عمر، فلم يملك الفاروق إلا أن يستجيب لاعتراضها ويلغي الفكرة.

ومن جميل ما قرأت أن محمد بن قاسم العثماني دخل مدينة الفسطاط فوجد مجلس علم للمحدث ( أبو الفضل الجوهري ) وكان الحديث عن علاقة النبي عليه الصلاة والسلام بزوجاته، وكان مما ذكر أن النبي ظاهر زوجاته ـ والظهار أن يقول الرجل لزوجته أنت علي كظهر أمي ـ فلما انتهى المجلس تبع العثماني الشيخ الجوهري وبين له خطأ ما قال، لأن الله تعالى وصف الظهار بأنه (منكرا من القول وزورا ) وحاشا للنبي أن يقع بمثل هذا، فلما كان اليوم الثاني وفي نفس مجلس العلم أدنى الشيخ الجوهري الضيف العثماني وقال هذا معلمي ثم بين خطأه في المسألة وأنه قد رجع عنها.

فما أجمل الوقوف عند الحق والإقرار به ولو خالف هوانا، فالوقوف عند الحق خير من التمادي في الباطل.

 



Twitter : @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي