عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / مسيرة عشرات الآلاف

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

(مسيرة كرامة وطن) التي قامت به الجموع ليلة الأحد الماضي، يحق للشعب الكويتي أن يفتخر بها وتسجل في تاريخه، فهي أكبر مسيرة تشهدها البلاد في تاريخها حسب علمي، فلقد قدر عدد المشاركين فيها بعشرات الآلاف، مسيرة خرج فيها السني والشيعي الحضري والبدوي الرجال والنساء الشيوخ الكبار وحتى الأطفال الصغار، كلهم يهتف لا نقبل بالصوت الواحد.

مسيرة لابد وأن تقرأ رسالتها الحكومة جيدا، برفض الشعب اقصاءه من المشاركة في رسم سياساته وتشريع قوانينه.

الصوت الواحد يعني مجلسا وطنيا جديدا، يعني نوابا تديرهم الحكومة بالريموت كنترول، ويبصمون لها بالعشر، نوابا ستلبي لهم الحكومة أطماعهم الخاصة مقابل السكوت عن أخطائها أو تجاوزاتها، فالكل يعلم أنه برغم وجود مجالس قوية ومع ذلك شاهدنا التحويلات المليونية، وبيع اللحوم الفاسدة، وإرساء المناقصات على شركات متنفذة، وقد تقصر في أدائها ومع ذلك تسلم من تطبيق العقوبات عليها، لذلك خرجت مسيرة عشرات الآلاف السلمية لتعبر عن رفضها التام لسلب حقوقها أو تحجيم دورها أو الإتيان بمجالس نيابية لا تعبر عن رأيها وتحقق طموحاتها.

من المؤسف أن هذه المسيرة السلمية يتم التعامل معها بكل قسوة من قبل القوات الخاصة الذين لم يراعوا الشيوخ الكبار أو النساء، وتعاملوا مع أبناء وطنهم وكأنهم أشد أعدائهم.

من المعيب أن تمتد مطاعاتكم لتسيل دماء أبناء وطنكم، من المعيب أن تمتد أيديكم على النساء، وقد رأيت امرأة مصابة يبحث اهلها عمن يقوم بإسعافها.

نحن ضد المساس بأصحاب الهيئات والمكانة، فكما أننا لا نقبل المساس بالذات الأميرية أو انتقاصها، فكذلك لم يكن مقبولا تعدي القوات الخاصة على النواب السابقين ومحاولة إهانتهم أمام أهاليهم ومناصريهم.

إن كثرة استدعاء القوات الخاصة لمواجهة المواطنين مع كل تجمع أو مسيرة، وكثرة استخدام القنابل الصوتية والمسيلة للدموع ستجعل عند الناس مناعة، وسيصبح الوقوف في وجه هذه الوسائل القمعية أمرا مألوفا، فعند علماء التربية أن كثرة استخدام الضرب في معالجة أخطاء الأبناء، ستجعل الضرب عقوبة غير مجدية ولا نافعة، فهل تعي السلطة ذلك؟

ما الذي ستخسره الحكومة لو تركت الناس يعبرون عن آرائهم بكل سلمية ثم يعودون إلى منازلهم؟ إن ضرب الناس وامتهان كرامتهم ما هو إلا وسيلة لكسب مزيد من الأحقاد وحب الانتقام في قلوب الناس.

الكويت وطن الجميع حكاما ومحكومين أسس على التراضي بين آل الصباح والشعب، وفيه دستور ارتضاه الجميع ينص على أن السلطة التشريعية يتولاها الأمير ومجلس الأمة.

وكلنا أمل بأن يبقى للمجلس وضعه الطبيعي في المشاركة الفعلية لا الصورية في موضوع القوانين والتشريعات، لذلك نتمنى أن يتغلب صوت الحكمة على أي صوت، سواء في موضوع تعديل قانون الانتخاب أو بوسائل التعبير التي يستخدمها المواطنون للتعبير عن اعتراضهم على أي مراسيم تريد تغييره، أنا على يقين بأن إرادة الشعب ستنتصر ولن يضيع حق وراءه مطالب.

فزاعة الإخوان

كل من حضر المسيرة وشارك فيها يعلم علم اليقين بأن ما يدعيه البعض من أن الإخوان هم المسيطرون وهم المنظمون لتلك المسيرة هو كلام عار عن الصحة، فلم يكن لهم تميز في الحضور أو التنظيم عن غيرهم، فهذه الثورة السلمية ثورة شعب لا ثورة حزب أو جماعة، ولكنها فزاعة الإخوان التي يستخدمها من قصرت حجته أو أراد تبرير تخاذله وانهزامه.





Twitter :@ abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي