| عبدالعزيز صباح الفضلي |
هناك قاعدة لا تتغير أو تتبدل يستطيع الإنسان من خلالها أن يحدد طبيعة ما سيتعرض له في المستقبل، وهي قاعدة : الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تُدان، وقد دل على ذلك وأكده القرآن والسنة والواقع.
نسمع عن قصص عقوق الوالدين، ولو تأملنا بعض الآباء ممن يشكون عقوق أبنائهم وتتبعنا تاريخهم مع آبائهم وأمهاتهم لسمعنا ما يندى له الجبين.
بعض الشباب يستسهل العبث في أعراض الناس، ويحاول التعدي على بناتهم، ويفرح حينما تقع إحدى المغفلات فريسة بين يديه، ويتركها تتجرع مرارة الخديعة، كالذئب متبجحا بعد القضاء على ضحيته، لكن ليعلم هذا الشاب أن له عاقبة تنتظره ذكرها الشافعي بقوله :
من يزني يُزنى به ولو بجداره.. إن كنت يا هذا لبيبا فافهم
إن الزنى دين فإن اقرضته... كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
من الناس من يستغل نفوذه أو سلطته أو منصبه ليظلم الناس ويأكل حقوقهم وأموالهم، وما علم هذا المسكين أن دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويقول لها وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين، ومن صور النصرة أن يسلط الله تعالى ظالما على ذلك الظالم، وكما قيل: وما من يد إلا يد الله فوقها.. وما ظالم إلا وسيبلى بظالم
بعض الحكام استسهل ظلم الناس واستعبادهم، ووصل بالبعض منهم أن ادعى الألوهية من كثرة طغيانه وجبروته، ولكن الله تعالى كان لأمثال هؤلاء بالمرصاد، وكما عذبوا عباده سلط عليهم من يعذبهم، ويوم شردوا الناس شردهم الله، وأقرب مثال ما جرى للرؤساء السابقين لتونس ومصر وليبيا واليمن.
ما يجري على أرض الشام ليس ببعيد عن عين الله وعلمه، و لا أشك لحظة بأن الله تعالى سينتقم من طاغية سورية شر انتقام، لأن الله تعالى ليس بغافل ــ وحاشاه ــ عما يعمل الظالمون.
«البدون» في الكويت ظُلم الكثير منهم، في حقوقهم الإنسانية، ولن أخوض في موضوع الجنسية، ومطالباتهم الأخيرة وتصدي رجال الداخلية لهم بالرصاص المطاطي والقنابل المسيئة ومحاولة الدهس التي قامت بها إحدى السيارات التابعة لهم، فهذه كلها ليست من الرحمة في شيء، وأتمنى أن ترحم هذه البلاد هؤلاء البشر وتحسن إليهم بما هو متاح.
أود التنبيه على قضية تهاون بها البعض واستسهلها بدرجة كبيرة ألا وهي اتهام الناس بما ليس فيهم، ومن أكثر المواطن التي تُنتقص فيها كرامات الناس ويُتهمون فيها بذممهم وتثار الشبهات عليهم هي صفحات الجرائد ومواقع التواصل الإلكتروني، ونقول لمثل هؤلاء: من طعن في ذمم الناس سيُطعن في ذمته، ومن افترى على الناس سيُفترى عليه فهذا ما اختاره لنفسه، فالجزاء من جنس العمل وكما تدين تُدان.
Twitter : @abdulaziz2002