عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / «الإخوان المسلمين» (اسمعوا منا لا عنا)

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

مدح رجل رجلا عند عمر بن الخطاب فقال له الفاروق هل سافرت معه؟ قال: لا، فقال: هل تعاملت معه في تجارة؟ قال: لا، قال: هل جاورته؟ قال: لا، فقال عمر: إذاً أنت لا تعرفه.

هذا موقف يدل على أننا إذا أردنا أن نمدح إنسانا فلا بد من التعامل معه حتى نحكم عليه، والأمر كذلك حين نذم شخصا أو جماعة أو طائفة.

يقول الله تعالى (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) وهذا توجيه من الله تعالى على ألا نحكم على قوم بسوء إن وصلتنا إشاعة حتى نتأكد منها.

قدم الصحابي الطفيل بن عمرو الدوسي إلى مكة قبل إسلامه فحذره المشركون من الاستماع إلى النبي عليه الصلاة والسلام حتى لا يُخدع أو يُسحر بكلامه، فاستجاب للنصيحة ووضع قطنا في أذنيه، لكنه تدارك نفسه وقال إن لي عقلا يزن الأمور ويعرف خيرها من شرها، فأزال القطن واستمع لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ولم يملك معها إلا النطق بالشهادتين.

من الجماعات الإسلامية التي هُوجمت وظُلمت جماعة الإخوان المسلمين، خصوصا في كثير من بلادنا العربية، ويرجع السبب في ذلك حسب اعتقادي إلى أن الحكومات تسمع عنهم لا منهم، وعندما تُنقل الصورة مشوهة خصوصا من قبل خصوم هذا الجماعة فبالتالي ستكون هناك نظرة سوداء تجاهها.

كثيرا ما تُتهم الجماعة بأنها تخطط لقلب نظام الحكم وخصوصا في دول الخليج، وأن لها عمالة مع الغرب، وأنها وأنها.... والمحزن والمؤسف أن من يطلق هذه التهم لا يقدمون دليلا صحيحا أو واقعيا.

علمت أن لقاء تم بين بعض المسؤولين في الإمارات مع خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر، وكان محور اللقاء عن علاقة جماعة الإصلاح في الإمارات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ومدى موالاة هؤلاء لأولئك، وكانت إجابات خيرت الشاطر مطمئنة للمسؤولين الإماراتيين، وأزالت كثيرا من الغبش الذي يثار حول هذه العلاقة.

أخبرني أحد مسؤولي الحركة الدستورية أنه ومن خلال زيارتهم لسمو أمير البلاد كانوا يجدون صورا مشوهة للحركة وأعضائها قد نُقلت إلى سمو الأمير، وأن وفد الحركة الذي كان يقابل سموه كان يفند كثيرا من الشبهات التي تطرح حولها.

لقد أثبت الإخوان ومن يحملون فكرهم في الخليج وعموم بلاد المسلمين أن ولاءهم لهذه الأوطان التي عاشوا بها وتربوا في أحضانها وكانوا في مقدمة الصفوف عندما تعرضت بلادهم للخطر وجعلوا جماجمهم فداء لحريتها واستقلالها.

لذلك نقول لخصوم جماعة الإخوان في العالم اسمعوا منهم لا عنهم، وستعرفون حقيقة معدنهم النقي، ومن افترى عليهم وأثار الشبه ضدهم نقول له (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).





Twitter: @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي