لن أوقّع على وثيقة نبذ الكراهية!


دعيت للتوقيع على ميثاق نبذ الكراهية الذي أعدته مجموعة نقية من شباب الكويت الطامح إلى التغيير. هؤلاء الشباب أثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم بقدر ما ينبذون الكراهية ينبذون أيضا مواقف بعض من تصدر واجهة العمل السياسي وكرّس الكراهية في الخطاب والممارسة.
ومع كل الاحترام لشباب التغيير الذين أعول عليهم الكثير من أجل كويت أفضل، أقر وأنا بكامل الإدراك والإصرار، أنني لن أوقع على وثيقة نبذ الكراهية وأعترف أنها لا تعنيني في شيء ولا تمت اليَّ بصلة ولم اكن أرغب اساسا في رؤيتها تطير من يد الى أخرى ومن توقيع الى آخر. وكي أكون صريحا أكثر أقول: ليوقع على الوثيقة من شعر انه ساهم مباشرة أو مداورة في تكريس الكراهية والتطرف سواء كان في الحكومة أو المجلس، ومن ساهم في إيصال الخطاب السياسي إلى ما وصلنا اليه من انفلات غرائزي، ومن ساهم في تدني لغة الحوار وإحلال الشتائم مكان النقد والتجريح مكان النصح، ومن ساهم في تصنيف الناس وهدم الوحدة الوطنية بمعاول التفرقة والتقسيم بين القبائل والمناطق والطوائف.
لا تعنيني الوثيقة لأن نشأتي لم تكن كذلك. لم أعرف من هو السني والشيعي والحضري والقبلي. بل كان من يجنح الى هذه التصنيفات هو المنبوذ من رفاقه ومثار سخريتهم أو قرفهم.
لا تعنيني الوثيقة لأنني تابعت محاضر المجالس النيابية التي سبقت وعيي وعاصرته وتبعته قليلا. كانت الحياة السياسية تموج بحيوية غير مسبوقة في المنطقة وكان الاعضاء والوزراء يتواجهون يوميا إنما تحت سقف التقاليد السياسية والاجتماعية التي جبلت عليها الكويت. لا هذا يهادن ولا ذاك يوافق ومع ذلك كان التوافق في النهاية سيد الاحكام بفضل قامات وعباءات وهامات نتمنى ان يتعلم منها من يسبح في بحر السياسة اليوم.
لا تعنيني الوثيقة لان من أهان أهلي وإخوتي في الدين والوطن أبناء الطائفة الشيعية الكريمة وصار يطلق عليهم من الاوصاف المستنكرة ما يطلق، ويصنفهم كحزب اسمه الشيعة، أو كتكتل اسمه الشيعة، أو كفريق اسمه الشيعة، ويشكك تارة بولائهم لوطنهم وطورا بالتزامهم العقائدي، ويزرع الحقد الأسود ضدهم في المنابر والمنتديات والمحاضرات ليحصد خوفا وقلقا وانقساما... من فعل ذلك لم يلق الإدانة التي يستحقها من أقرب الناس اليه في طائفته بل تلقى استحسانا من قلة مكنه من الحضور السياسي وها هو اليوم احد رموز الكراهية ويريد ان يتشارك معي في وثيقة نبذ الكراهية.
ولا تعنيني الوثيقة لان من أهان زوجات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته، وكرس جل وقته لنكء الجراح وتعظيم أمور حصلت قبل 14 قرنا بل واختراعها احيانا، وأوهم جمهوره أن العدو الحقيقي له في الدين والدنيا هو السني شريكه وشقيقه في الدين والدنيا، وجعل من النفخ في كير الفتنة سياسة ثابتة بهدف خلق حالة تفتيت اجتماعية تضيع معها التحديات الحقيقية... من فعل ذلك لم يلق ايضا الادانة التي يستحقها من اقرب الناس إليه بل تلقى استحسانا من قلة مكنه من الحضور في المشهد السياسي وها هو اليوم أحد رموز الكراهية ويريد ان يتشارك معي في وثيقة نبذ الكراهية.
ولا تعنيني الوثيقة لان من أهان أهلي وإخوتي ابناء القبائل الكريمة وعمل ليل نهار على بث السم العنصري تجاههم وانحدر بألفاظه الى مستويات تعكس بيئته وتربيته كي لا نقول أكثر من ذلك، ومن أهان أهلي وإخوتي أبناء الحضر بالأسلوب نفسه، حظيا بتشجيع من مسؤولين في السلطة وغير السلطة. من فعل ذلك للاسف الشديد لقي استحسانا من قلة صدقت ان الخطر عليها هو ايضا من شركائها في الوطن والمصير والمستقبل من دون الانتباه الى الالغام التي يمكن ان تفجرها مثل هذه الصواعق... وها هم اليوم من رموز الكراهية ويريدونني ان أتشارك معهم في وثيقة نبذ الكراهية.
ولا تعنيني الوثيقة لان من أدخل إلى السجال السياسي والكتابات والتعليقات لغة هابطة وتافهة وسفيهة وساقطة، ومن عمل على التهجم الشخصي على الافراد والمسؤولين وصولا الى الشتائم المباشرة، ومن انتهك الحرمات والعادات والتقاليد في المخاطبة وفجَر في الخصومة... هؤلاء أصبحوا من رموز الكراهية ويرودونني اليوم أن أتشارك معهم في وثيقة نبذ الكراهية.
نصيحتي الى من يجب ان يتوقف عن بث خطاب الكراهية ان يعترف اولا بالمسؤولية ويعتذر للكويت وللكويتيين. هذه هي الشجاعة المطلوب ان يوقع عليها بالحق لا على الورق، وعن قناعة وايمان لا عن توظيف سياسي... «وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحّص مافي قلوبكم والله عليم بذات الصدور» (آل عمران)... «وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم» (الاحزاب).
قبل التوقيع على وثيقة نبذ الكراهية، ليحدد المسؤولون عنها من هم المسؤولون عن بث الكراهية. هم معروفون لدى اهل الكويت لا يخطئهم الا جاهل أو ضائع أو متطرف. يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «قل الحق ولو كان مرا»، وهؤلاء خالفوا باسم الدين والحق غالبية المبادئ والتشريعات. والرسول، عليه الصلاة والسلام، دعانا الى وصل ما انقطع وهم يقطعون ما انوصل، والرسول يقول «أحسن إلى من أساء اليك» وهم يسيئون الى من يحسن اليهم، والرسول يقول «قل الحق ولو على نفسك» وهم مارسوا الباطل في التفرقة.
لن اوقع على الوثيقة لان غالبية من سيوقع عليها لا علاقة لهم ببث الكراهية بل هم اكثر المتضررين منها، وبالتالي سيبقى الكريه والمتطرف يصول ويجول في مختلف المنابر زارعاً الألغام حاصداً التوتر والانقسام. الطبيعي ان تسمى الاشياء بمسمياتها وتعلن هويات المتطرفين ومحترفي الكراهية وبث الفتنة ويطلب اليهم التحلي بشجاعة الاعتذار وان يطبق القانون على جميع المسيئين للوحدة الوطنية من دون تقصير أو استنساب أو مساومة أو خوف من اعتصام أو تظاهرة أو اقتحام مخفر.
لن أوقع على الوثيقة لان الامام علي كرم الله وجهه يقول «من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من اساء به الظن» كما يقول ايضا، عليه السلام، «خير اخوانك من كثر إغضابه لك في الحق» ونحن إخوان بالحق والدين والوطن والمواطنة لذلك لا أخشى من إغضابي بالحق وأتمنى على غيري ألا يغضب من كلمة حق.
المسؤولون عن بث الكراهية أو التقصير في محاربتها معروفون داخل الحكومة والتيارات السياسية وهم الأولى بالتوقيع على الوثيقة كمدخل الى الاعتراف فالاعتذار فالتوبة... وخير الخطائين التوابون.
جاسم بودي
ومع كل الاحترام لشباب التغيير الذين أعول عليهم الكثير من أجل كويت أفضل، أقر وأنا بكامل الإدراك والإصرار، أنني لن أوقع على وثيقة نبذ الكراهية وأعترف أنها لا تعنيني في شيء ولا تمت اليَّ بصلة ولم اكن أرغب اساسا في رؤيتها تطير من يد الى أخرى ومن توقيع الى آخر. وكي أكون صريحا أكثر أقول: ليوقع على الوثيقة من شعر انه ساهم مباشرة أو مداورة في تكريس الكراهية والتطرف سواء كان في الحكومة أو المجلس، ومن ساهم في إيصال الخطاب السياسي إلى ما وصلنا اليه من انفلات غرائزي، ومن ساهم في تدني لغة الحوار وإحلال الشتائم مكان النقد والتجريح مكان النصح، ومن ساهم في تصنيف الناس وهدم الوحدة الوطنية بمعاول التفرقة والتقسيم بين القبائل والمناطق والطوائف.
لا تعنيني الوثيقة لأن نشأتي لم تكن كذلك. لم أعرف من هو السني والشيعي والحضري والقبلي. بل كان من يجنح الى هذه التصنيفات هو المنبوذ من رفاقه ومثار سخريتهم أو قرفهم.
لا تعنيني الوثيقة لأنني تابعت محاضر المجالس النيابية التي سبقت وعيي وعاصرته وتبعته قليلا. كانت الحياة السياسية تموج بحيوية غير مسبوقة في المنطقة وكان الاعضاء والوزراء يتواجهون يوميا إنما تحت سقف التقاليد السياسية والاجتماعية التي جبلت عليها الكويت. لا هذا يهادن ولا ذاك يوافق ومع ذلك كان التوافق في النهاية سيد الاحكام بفضل قامات وعباءات وهامات نتمنى ان يتعلم منها من يسبح في بحر السياسة اليوم.
لا تعنيني الوثيقة لان من أهان أهلي وإخوتي في الدين والوطن أبناء الطائفة الشيعية الكريمة وصار يطلق عليهم من الاوصاف المستنكرة ما يطلق، ويصنفهم كحزب اسمه الشيعة، أو كتكتل اسمه الشيعة، أو كفريق اسمه الشيعة، ويشكك تارة بولائهم لوطنهم وطورا بالتزامهم العقائدي، ويزرع الحقد الأسود ضدهم في المنابر والمنتديات والمحاضرات ليحصد خوفا وقلقا وانقساما... من فعل ذلك لم يلق الإدانة التي يستحقها من أقرب الناس اليه في طائفته بل تلقى استحسانا من قلة مكنه من الحضور السياسي وها هو اليوم احد رموز الكراهية ويريد ان يتشارك معي في وثيقة نبذ الكراهية.
ولا تعنيني الوثيقة لان من أهان زوجات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته، وكرس جل وقته لنكء الجراح وتعظيم أمور حصلت قبل 14 قرنا بل واختراعها احيانا، وأوهم جمهوره أن العدو الحقيقي له في الدين والدنيا هو السني شريكه وشقيقه في الدين والدنيا، وجعل من النفخ في كير الفتنة سياسة ثابتة بهدف خلق حالة تفتيت اجتماعية تضيع معها التحديات الحقيقية... من فعل ذلك لم يلق ايضا الادانة التي يستحقها من اقرب الناس إليه بل تلقى استحسانا من قلة مكنه من الحضور في المشهد السياسي وها هو اليوم أحد رموز الكراهية ويريد ان يتشارك معي في وثيقة نبذ الكراهية.
ولا تعنيني الوثيقة لان من أهان أهلي وإخوتي ابناء القبائل الكريمة وعمل ليل نهار على بث السم العنصري تجاههم وانحدر بألفاظه الى مستويات تعكس بيئته وتربيته كي لا نقول أكثر من ذلك، ومن أهان أهلي وإخوتي أبناء الحضر بالأسلوب نفسه، حظيا بتشجيع من مسؤولين في السلطة وغير السلطة. من فعل ذلك للاسف الشديد لقي استحسانا من قلة صدقت ان الخطر عليها هو ايضا من شركائها في الوطن والمصير والمستقبل من دون الانتباه الى الالغام التي يمكن ان تفجرها مثل هذه الصواعق... وها هم اليوم من رموز الكراهية ويريدونني ان أتشارك معهم في وثيقة نبذ الكراهية.
ولا تعنيني الوثيقة لان من أدخل إلى السجال السياسي والكتابات والتعليقات لغة هابطة وتافهة وسفيهة وساقطة، ومن عمل على التهجم الشخصي على الافراد والمسؤولين وصولا الى الشتائم المباشرة، ومن انتهك الحرمات والعادات والتقاليد في المخاطبة وفجَر في الخصومة... هؤلاء أصبحوا من رموز الكراهية ويرودونني اليوم أن أتشارك معهم في وثيقة نبذ الكراهية.
نصيحتي الى من يجب ان يتوقف عن بث خطاب الكراهية ان يعترف اولا بالمسؤولية ويعتذر للكويت وللكويتيين. هذه هي الشجاعة المطلوب ان يوقع عليها بالحق لا على الورق، وعن قناعة وايمان لا عن توظيف سياسي... «وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحّص مافي قلوبكم والله عليم بذات الصدور» (آل عمران)... «وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم» (الاحزاب).
قبل التوقيع على وثيقة نبذ الكراهية، ليحدد المسؤولون عنها من هم المسؤولون عن بث الكراهية. هم معروفون لدى اهل الكويت لا يخطئهم الا جاهل أو ضائع أو متطرف. يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «قل الحق ولو كان مرا»، وهؤلاء خالفوا باسم الدين والحق غالبية المبادئ والتشريعات. والرسول، عليه الصلاة والسلام، دعانا الى وصل ما انقطع وهم يقطعون ما انوصل، والرسول يقول «أحسن إلى من أساء اليك» وهم يسيئون الى من يحسن اليهم، والرسول يقول «قل الحق ولو على نفسك» وهم مارسوا الباطل في التفرقة.
لن اوقع على الوثيقة لان غالبية من سيوقع عليها لا علاقة لهم ببث الكراهية بل هم اكثر المتضررين منها، وبالتالي سيبقى الكريه والمتطرف يصول ويجول في مختلف المنابر زارعاً الألغام حاصداً التوتر والانقسام. الطبيعي ان تسمى الاشياء بمسمياتها وتعلن هويات المتطرفين ومحترفي الكراهية وبث الفتنة ويطلب اليهم التحلي بشجاعة الاعتذار وان يطبق القانون على جميع المسيئين للوحدة الوطنية من دون تقصير أو استنساب أو مساومة أو خوف من اعتصام أو تظاهرة أو اقتحام مخفر.
لن أوقع على الوثيقة لان الامام علي كرم الله وجهه يقول «من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من اساء به الظن» كما يقول ايضا، عليه السلام، «خير اخوانك من كثر إغضابه لك في الحق» ونحن إخوان بالحق والدين والوطن والمواطنة لذلك لا أخشى من إغضابي بالحق وأتمنى على غيري ألا يغضب من كلمة حق.
المسؤولون عن بث الكراهية أو التقصير في محاربتها معروفون داخل الحكومة والتيارات السياسية وهم الأولى بالتوقيع على الوثيقة كمدخل الى الاعتراف فالاعتذار فالتوبة... وخير الخطائين التوابون.
جاسم بودي