عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / بهتان الكاتب السلطان

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

يبدو أن لي مكانة خاصة عند بعض الأخوة الكتاب ممن يدّعون اتباع منهج السلف، ولذلك أجدهم بين فترة وأخرى يجعلونني مادة لمقالتهم اما تعريضا كما فعل الاخ احمد الكوس قبل فترة والذي كتب بالتفصيل عني دون ان يذكر اسمي، او تصريحا كما كتب اخيرا الاخ خالد السلطان.

ولست بمتضايق من النقد أو الاختلاف في وجهات النظر فهذه طبيعة بشرية، ولكن المحزن ان يتحول الأمر إلى إساءة ظن وافتراء وتحريض للسلطة، فهذا أمر لا يُقبل من عامة الناس فضلا من أن يصدر ممن يعتبرون أنفسهم طلبة علم، وينسبون أنفسهم لمنهج السلف ويتولون مهمة توجيه الناس وتثقيفهم.

بداية أود أن أفصح للزميل السلطان عن موقف لي معه لا يعلمه، وهو أنني ممن صوت له في انتخابات نقابة الأئمة والخطباء والتي لم يفز في عضويتها، حرصا مني على أن تضم النقابة أعضاء من مختلف التوجهات الإسلامية، فلعل ذلك يساعد في أداء رسالتها.

لم أكن أعلم أن تكليف وزارة الأوقاف لي للقيام بإلقاء الخطبة الرسمية والمنقولة عبر الإذاعة والتلفزيون الجمعة الماضية قد سبب كل هذا الألم في نفس الزميل خالد السلطان مما جعله يشكك في أسس الاختيار، ويضع احتمالات متعددة ومنها ساحة الإرادة والضغط الشعبي والذي دفع الوزارة لاختياري، وأود أن أوصل معلومة للزميل بأنني ألقيت خطبا رسمية ومنذ سنوات عدة قبل أن يعرف الناس أساسا ساحة الإرادة.

الاخ خالد يزعم أنني من المؤيدين لما يجري في ساحة الإرادة دون قيود، وأستطيع القول بأن ( دون قيود ) هي من زيادة الوضّاعين، فلا يوجد عاقل يقبل بكل ما يجري هناك وخاصة بعض الاتهامات دون دليل أو التجريح الشخصي، أو خروج البعض عن أدب الحديث، فاتق الله يا دكتور.

يدعي الأخ خالد بأن أقصى إرادة لدي هي تغيير النظام في الكويت، وهذه تهمة أفكر جديا بأن أرفع عليه قضية اتهام بقلب نظام الحكم لأنه ذكرني بالاسم.

الاخ السلطان يتساءل ويريد أن يفهم سبب استعاذتي في التويتر من دعوة أحد الأصدقاء لي بأن أدعو الناس في الخطبة الرسمية للخروج إلى ساحة الإرادة وهل السبب هو فساد ما أنا عليه، أم عدم قدرتي للدعوة لما أعتقد؟

فيا أخ خالد من المعروف أن لكل مقام مقالاً، وليس من الأدب أن تحسن الوزارة الظن بي وتكلفني بخطبة رسمية من أجل نبذ الفرقة والاختلاف والدعوة إلى الاعتصام بحبل الله جميعا، ثم أقوم بتخييب ظنها وإحراجها مع المسؤولين، فليس هذا بخلق الكرام.

وأما قولك أنني لا أحسن الدعوة لما أعتقد، فقد كشف التناقض في كلامك، فأنت تتهمني أنني من المؤيدين والداعمين للخروج إلى ساحة الإرادة قولا وعملا، ثم تصفني بالعجز عن الدعوة لما أعتقد؟!

الأخ خالد يقول في ختام مقالته انه قد فاتني دخول التاريخ لأنني لم أسمع نصيحة أحد المغردين بدعوة الناس عبر الخطبة الرسمية للخروج إلى ساحة الإرادة، وأقول للأخ خالد إن حب الظهور قصم الظهور، ومن جعل أقواله وأعماله من أجل الشهرة، فقد خاب وخسر.

ولو كنا نبحث عن ذلك فما أسهل الطريق كمثل أن تكون بوقا لمتنفذ فتسب هذا وتشتم ذاك، أو تسخر خطبك ومقالتك لتعد على الدعاة أو المصلحين أنفاسهم وتحصي عليهم عثراتهم. ولكن الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به بعض عباده.

ختاما أود أن أوصل معلومة للأخ خالد وهي أن الوزارة طلبت مني تغيير موضوع الخطبة الساعة العاشرة مساء الخميس وكنت قد أعددت خطبة سابقة، وقد كان باستطاعتي الاعتذار لضيق الوقت وأنا معذور ساعتها ولكن تقديرا لثقة الوزارة ولأهمية الموضوع، فقد أعددت الخطبة وأوضحت خلالها أهمية وحدة الصف وجمع الكلمة والالتزام بأدب النصيحة من اخلاص النية واستخدام الرفق والبعد عن التجريح او المكاسب الشخصية.

فليتك استمعت لها ودعوت الناس إلى تطبيق ما فيها، لكان ذلك خيرا لك من تحريض السلطة واستعدائها على زملائك، إن كنت بالفعل تقدر معنى الزمالة.



الرسالة

من جميل الوصايا

اصبر على كيد الحسود... فإن صبرك قاتله

فالنار تأكل بعضها... إن لم تجد ما تأكله

 

twitter : @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي