| عبدالعزيز صباح الفضلي |
نهنئكم بالعيد مقدما ونسأل الله تعالى أن يكتبنا وإياكم من المقبولين، وأن نكون ممن فازوا بالجنان والعتق من النيران.
إذا أتى العيد تحققت الفرحة التي أخبر عنها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله (للصائم فرحتان يفرحهما، فرحة عند فطره وفرحة عند لقائه ربه) لذلك يفرح في العيد من أتم الصيام وأطعم الطعام وصلى في الليل والناس نيام.
العيد غدا أو بعد غد، وأتمنى أن ندرك ما نحن فيه من نعم، فها هو يأتي ونحن بحمد الله في أمن وأمان وغيرنا لا يأمن لا على نفسه أو عرضه أو ماله وتراه خائفا يترقب كما هي الحال في سورية وواقع حال مسلمي بورما.
نفرح في العيد فنأكل من كل ما لذ وطاب وغيرنا لا يجد ما يسد رمقه أو يطعم عياله، وغالب قوته من مقالب القمامة، نفرح في العيد فنتوجه إلى أي مكان نريد وهناك من هو سجين او أسير ظلما وجورا كحال معتقلينا في غوانتنامو وفي بعض دول الخليج والوطن العربي.
نفرح في العيد ونحن نتمتع بالصحة والعافية وغيرنا أسير السرير الأبيض لا يفارقه، نفرح ونحن بين اهلنا وإخواننا وأبنائنا وغيرها مهاجر رغما عنه بحثا عن رزق أو هربا من ظلم.
هذه وغيرها نِعم تحتاج... منا للشكر حتى تدوم
إذا كنت في نعمة فارعها... فإن المعاصي تزيل النعم
وداوم على تقوى الإله... فرب العباد سريع النقم
لنحرص في العيد على تطهير القلوب وتصفية النفوس، ونجعله فرصة للتسامح والصلح، فلا يحل لمسلم أن يقاطع أخاه ويهجره أكثر من ثلاث ليال، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
كم من الأرحام مقطوعة، فلنجعل العيد فرصة لوصلها فمن أراد أن يبقى ذِكره وسيرته ويوسع له في رزقه فليصل رحمه، هكذا جاءت الوصية من نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام.
في العيد كن مصدر سعادة لمن حولك من والدين وزوجة وأبناء وإخوة وأخوات وخدم، ولذلك يستحب إدخال السرور والتوسعة على الأهل في العيد، فلا تكن بخيلا وأكرم بالعيادي قدر استطاعتك، فما نزال نتذكر من كان يعايدنا ونحن في الصغر، فللعيدية أثرها في النفوس والقلوب.
إخراج زكاة الفطر واجبة قبل صلاة العيد، وهي طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وهي طُعمة للفقراء والمساكين، فلندخل السرور على قلوبهم ولا بأس من دفعها نقدا كما أجاز ذلك مجموعة من أهل العلم.
أيها السادة القراء علاقتنا مع الله لا بد من اتصالها، والله تعالى يعبد في رمضان وغير رمضان، فالله تعالى رب رمضان ورب الشهور كلها (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) واليقين هنا هو الموت.
من جميل ما قرأت ما روي عن التابعي وهب بن منبه قوله : خرج ثلاثة من الأحبار إلى العيد فقال أحدهم : اللهم إنك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا ونحن عبيدك ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت أرحم الراحمين، وقال الآخر : اللهم إنك أمرتنا ألا نرد المساكين ونحن مساكينك فلا تردنا، وقال الثالث : اللهم إنك أمرتنا أن نعتق العبيد في هذا اليوم ونحن عبيدك فاعتق رقابنا من النار.
تقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير، وجعل الله بلادنا في أمن وأمان والأمة الإسلامية في عز وتمكين.
Twitter: @abdulaziz2002