عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / اغتنمها قبل أن تبكي عليها

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

تتوالى الضربات القاصمة على النظام السوري الهالك واحدة بعد الأخرى، فمن فقدان السيطرة على أكثر من 60 في المئة من الأراضي، وإلى الانشقاقات الكبيرة في صفوف العسكريين والقيادات السياسية في حكومة دمشق والتي كان من آخرها، إعلان انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب ووصوله إلى الأردن.

كل هذه الأحداث والمتغيرات هي بِشارات على قرب زوال هذا النظام المجرم، وهي سنة إلهية إذ أن الله تعالى للظالمين بالمرصاد وإنه ليملي للظالم فإذا اخذه لم يفلته.

رمضان شهر البشائر والخيرات وقد تحققت فيه الكثير من الانتصارات الإسلامية على أعداء الأمة، ولعل من أعظمها غزوة بدر الكبرى والتي تزلزل في الطغيان وانتصر فيها عباد الرحمن، وليس ببعيد على الله عز وجل أن يتحقق زوال نظام الظلم والطغيان في سوريا خلال هذا الشهر بإذن الله.

الثورة السورية تحتاج منا إلى الدعم والنصرة والتأييد، ولذلك أتمنى أن تستمر مناصرتنا لهم بالمال والسلاح والكلمة والدعاء، وأن يستمر كشف وفضح عملاء النظام السوري والمساندين له والذين سيرمون معهم في النهاية في مزبلة التاريخ.

*****

أمامنا فرصة عظيمة وغنيمة كبيرة إما أن نستغلها أو سنندم وسنبكي على رحيلها ولكن بعد فوات الآوان، هذه الفرصة هي استثمار وحسن استغلال ليلة تعادل في فضلها ألف شهر، ليلة من حرم خيرها فقد حرم، ليلة مباركة تنزل فيها المقادير، ويكتب فيها العتق من النيران، هي خير ليلة في العام كله ألا وهي ليلة القدر، وليلة 21 من رمضان هي أولى هذه الليالي، وقد أخفى الله عن الناس أي ليلة هي، كي تكون فرصة للمسلم ان يحيي الليالي العشر لمزيد من الأجر والثواب.

تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن فعل الرسول عليه الصلاة والسلام عند دخول هذه العشر، بأنه كان يحيي ليله ويوقظ أهله ويشد المئزر، وكلها علامات على اجتهاده عليه الصلاة والسلام في هذه الليالي لنيل الأجر والثواب، مع أنه قد غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومع ذلك كان يجتهد في هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها.

فيا أتباع رسول الله أما آن لنا أن نفكر بما ينفعنا في آخرتنا، ألا نستطيع أن نتخلى عن بعض الانشغالات الدنيوية من اجل الفوز بفرصة ربما لا تتكرر مرة أخرى.

كم كنت تعرف ممن صام في سلف... من بين أهل وإخوان وجيران

أفناهم الموت واستبقاك بعدهم حيا... فما أقرب القاصي من الداني

سألت أم المؤمنين عائشة الرسول الكريم عن خير ما تقوله إن هي أدركت ليلة القدر فقال لها قولي: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني). فاللهم اغفر لنا ولوالدينا و لجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين.



Twitter : @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي