عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / المثقف النفطي

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
من أكثر الشخصيات التي تُحتقر في المجتمع هو ذاك الإنسان الذي تحول من مناضل ومدافع عن الحريات إلى ماسخ جوخ في بلاط السلطان.
وعادة ما يكون السبب في هذا التحول هو الاستماتة على الدنيا وحطامها، وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام خطورة ذلك على صاحب العلم والتدين خاصة، حين قال : يبيع دينه بعَرَض من الدنيا قليل.
نفاجأ بين فترة وأخرى من تحول شخصيات معروفة كانت داعية إلى الحرية والعدل والمساواة، ومطالبة لإعطاء الشعوب حقوقها وكسر القيود عنها إلى أن تصبح حكومية أكثر من الحكومة وملكية أكثر من الملك.
بعض من يطلق عليهم مثقفون في بعض دول الخليج، أصبح كافرا في الديموقراطية، ويعتبرها معطلة للتنمية، ويستعيذ بالله من شرها، ويضرب مثالا بذلك على الأوضاع عندنا في الكويت، وبأن مساحة الحرية التي في الكويت هي أحد أسباب تأخر مجالات التنمية فيها. مشكلة هذا المثقف المزيف أنه ينظر من زاوية واحدة فقط ويترك البقية، كأنه ينظر للأوضاع بعين عوراء، نعم في الكويت تأخر في التنمية ولكن هل الحياة الديموقراطية ومساحة الحرية هي السبب؟ بلا شك أن الجواب :لا، فالحسد والتنفيع والمحسوبية وعدم الرغبة الجادة في الإصلاح هي من أكبر الأسباب المعطلة للتنمية، وأما مجلس الأمة الكويتي والحياة الديموقراطية، ومساحة الحرية المتاحة عندنا فهي من المفاخر التي نرفع رأسنا عندما نتحدث بها عندما نناقش الآخرين من غير أبناء وطننا.
علق أحد أبناء الخليج على تغريدة في التويتر كتبتها دفاعا عن بعض المعتقلين، فقال لا تتدخل في شؤوننا، ونحن نعيش حياة أفضل منكم، فقلت له أنت مخطئ لأننا في الكويت لا يوجد لدينا سجين رأي واحد بينما هذا الأمر غير متحقق في بلادكم.
نحن نقول ما نريد من رأي على ألا يكون فيه تجريح أو إساءة لأحد، ثم ننام في بيوتنا لا نخاف من زوار الفجر.
من المؤسف أن يفكر الإنسان أحيانا تفكير الأنعام : فيكون همه ما يأكل وما يشرب وأين يسكن وما يلبس، فإن توفرت هذه الأمور فلا يهم بعد ذلك ولو عاش حياة القطيع.
تأملت في عدة أسماء من سياسيين وثوريين وإعلاميين ودعاة كان لهم الصيت ويشار لهم بالبنان يوم كانوا يقولون الحق لا يخافون في الله لومة لائم، ثم هم الآن تحت معطف السلطان ومن حاشيته، ومن أبواقه المدافعين عن ظلمه وجوره، فاستعذت بالله من شر الدنيا وبريقها، وقلت : اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وبطن، واجعل الدنيا بأيدينا ولا تجعلها في قلوبنا.
وصفت ناشطة سياسية مدافعة عن حقوق الإنسان بعض مثقفي الخليج فقالت: هو الذي يزين الظلم بالحكمة والجلال ويسفه الآمال، ويقدم لحضرة الظالمين مراسيم الشكر والابتهال. صدقت يا هيا.
رسالة
لكل من تحول إلى بوق يدافع عن ظلم السلاطين، سترحلون جميعا عن الدنيا ولن ينفع بعضكم بعضا، وصدق الله تعالى ( ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ). اللهم ثبتنا ولا تفتنا. Twitter : @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي