| عبدالعزيز صباح الفضلي |
يفترض إذا دخل رمضان أن تتغير أخلاقيات الإنسان إلى الأفضل، احتراما وتأدبا مع هذا الشهر الفضيل من جهة، ومن جهة حرصا على أن يكون المرء ممن صام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه.
ويخطئ من يظن أن الصيام يكون بالامتناع عن الطعام والشراب فقط، فمن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، ورب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، هذه حقائق قررتها السنة المطهرة.
وللأسف أن من السلوكيات السيئة التي لم يتوقف عنها البعض حتى في رمضان هي الكذب، ومن أشهره المتصل بالخلافات السياسية أو الفكرية، فتجد بعض السياسيين أو الكتاب يختلق موقفا أو حادثة من أجل الطعن والتشكيك في خصمه للنيل منه ومن مكانته.
ومن أمثلة ذلك الادعاء بأن هناك تنسيقا أمنيا بين الكويت ودولة الإمارات من أجل التحقيق مع نائبين كويتيين لهم تدخل في الأوضاع السياسية للبلد الشقيق، وليأتي النفي من الداخلية الكويتية، كما نفى السفير الإماراتي في الكويت ما تم تداولته في بعض المواقع الإخبارية الالكترونية من منع النائبين من دخول أراضيها.
من صور الكذب ما يروجه أحد أذناب السلاطين حين يطعن في أمانة أحد الدعاة والذي بذل وقته وجهده، وعرض نفسه للخطر من أجل نصرة الثورة السورية والعمل على تخفيف المعاناة عن أهلها المستضعفين والمنكوبين ليشكك في أمانة إيصاله لتلك المساعدات دون أي يكون لديه أي دليل أو برهان ونقول لمثل هذا الدعي (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
وفي مصر الشقيقة نجد الكذب عند بعضهم له أول وليس له آخر، وخاصة من جهة خصوم الرئيس محمد مرسي، فلقد تم الترويج لكذبة سعي الحكومة الجديدة لإصدار عفو عن الرئيس المخلوع السابق وأركان نظامه، وقد نفى وزير الداخلية المصري هذا الخبر جملة وتفصيلا، وطبعا هذه الإشاعة تلقفتها بعض القنوات والمواقع الإخبارية المعادية للرئيس وسعت إلى ترويجها، وقد قلنا قبل النفي الرسمي، لو كان الرئيس شفيق لكان بالإمكان تصديق الخبر أما في عهد الرئيس مرسي فمستحيل.
وأيضا ومن باب إثارة القلائل على الرئيس الجديد وحكومته، تم إشاعة كذبة سماح مصر لسفن صينية محملة بالأسلحة متجهة إلى سورية، وأيضا تم تكذيب هذه الإشاعة والتي لا تمت للواقع بصلة.
لا أعرف حقيقة إن كانت شياطين هؤلاء قد صفدت أم لا، وهل بالفعل هؤلاء حريصون على سلامة صيامهم، أم أن الكذب بالنسبة لهم أصبح مهنة احترفوها، ومصدرا للكسب يسترزقون منها، نسأل الله تعالى أن يعافينا ولا يبتلينا.
الدياثة الجديدة (الدياثة لا تعني فقط الرضا بانتهاك العرض، ولكن أيضا الديوث من يصمت ولا يفعل شيئا وأعراض إخوانه تنتهك ودمهم يسفك مثلما يحدث الآن بحق السوريين)، هذه تغريدة كتبها أنور مالك وهو كاتب وحقوقي جزائري ومراقب سابق في سورية، وصدق في ما قال فأين الغيرة على أعراض المسلمات، إن القبيلة تنتفض إذا تعدي على شرف فتاة فيها، فكيف وشرف الأمة يعتدى عليه كما في فلسطين التي يحاول الصهاينة فيها اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه، وفي سورية التي عاث فيها فسادا بشار وزبانيته، وتجد البعض لا يتأثر لتلك الانتهاكات، ولا يقدم شيئا لرفع المعاناة، بل والأدهى من ذلك والأَمَر طعنه في العاملين والغيورين، ولكن صدق من قال:
لقد أسمعت لو ناديت حيا... ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارا نفخت بها لأضاءت... ولكنك تنفخ في رماد
Twitter:@abdulaziz2002