قلم أحمر / قل لي عن أول قبلة مع فتاتك في حياتك
www.alrai media .com
عجيب أمركم يا قراء، عندما اكتب عن الحب وألعن سنسفيل الرجال الخائبين تنهال الايميلات عبر موقع جريدتنا الالكتروني، قليلهم مدافع عن الرجال وكثيرهم يتعاطفون مع الحالات التى اعرضها وكثيرات جدا جدا يشعرن بما اكتب عن سوءة رجال هذه الايام، الذين ولدوا بلا نخوة تجاه نسائهم ولا شيمة «ما هذا» ولا حشيمة ولا احتواء لهن، الغريب يا احبتي حين اكتب عن هذه المواضيع اسعد بقراءة ايميلاتكم جدا، اعرف لا... لا تكفي كلمة اعرف،/ اشعر اني معكم في موج بحر واحد، وان مشاركتكم لي هو احساس بالقرب من بعضنا البعض، لا شك اني خطاءة احيانا فيما اقول من آراء ويحتمل ما احمل في ذهني الخطأ والصواب الا انها بالآخر تظل وجهة نظر خاصة بي، اسعد بتفاعلكم حين تشيرون لي بآراء جديدة وتضيئون على مناح لم اتطرق لها، هذا يثري كتابتي ويزيد وعيي، لكن الغريب اني اكتشفت انكم تموتون وتحيون في الحب ومقالات الالم والفرح بين الشريكين، تفاعلكم يكون رهيبا، تنشر ادارة «الراي» مايكون في سياق ادب الحوار او اراء «لقلة» تخونهم اساليب لغة الادب والخطاب مع الاخر، وكثير مما يرسل هو مخالف لقانون المطبوعات... لا ينشر...
هل قلت لكم ما هو الغريب في تواصلكم معي... قبل قليل ذكرت ان كتاباتي عن مشاعر المرأة تجاه الرجل... حب كان او حقد على تخلفه وسماكة احساسه وجلده، تثيركم وتتجاوبون معي بشكل كبير، وحين اصير «خوش بنية» عاقلة واطرح رأيا وموقفا في قضية سياسية تخص ابنة بلدي هذه الايام واطالبها بالتروي في خوض الانتخابات البرلمانية 2008 فوجئت انه لم تصلني الا اربعة ردود ... ما هذا... شنو This
كتمت ضحكتي في سري ... ياربــي...
الم تتخيلوني يوما امرأة ناضجة لها رأي ورؤية... هل اغرقتكم في المواضيع التى اعشقها، فغرقتم في بحر العسل ولم تعودوا قادرين على التفاعل معي والطيران خارج هذه المواضيع، وأغرقت أجنحتكم الانسانية العذبة والمعذبة في بحر حكايات نساء الحب أوعكسه ..! ماذا يريد القراء من صحيفته... ومن كتابها... ما الشريحة الجنسانية والعمرية والثقافية والفكرية والنفسية التى نكتب لها وتتفاعل معنا ... ماذا تريدون بالضبط، اقسم ان اكبر صحيفة بالعالم واوسعها انتشارا لا تطمئن لهذا الشيء العبقري، لا تمسك طوال الوقت الخط الدقيق الواصل بين دم عطائنا الاعلامي ودمكم . ولأنكم تحبون كتابات المشاعر الانسانية والعاطفية تعالوا الي ... اقرأوني
عادة انا كائن غير اجتماعي كثيرا، لا احب نفسي حين اكون ذائبة طوال الوقت في الآخرين، اريدني دوما لأنانيتي المشروعة مع نفسي، صادقت وحدتي وأحببتها،... لدي منذ سنوات عدد قليل ومختار بعناية من الاصدقاء رجالا ونساء، توجد كيمياء بيني وبين مجموعتي العربية، لدي المصريون «شغف القلب» والفلسطينيون «حياة الصحب» واللبنانيون «رواق الدنيا وحب ضد ارادة الموت» وكل مجموعة من دولة عربية مستقلة لها حسن ادارتها.. أ... أ... أ.. أعشقهم جميعا، وعي غير محدود، انفتاح على افكار وثقافات العالم، واحترام لخصوصية كل فرد... ومرح طفولي لا احد بنا يدين شقاوة طفولة الآخر... او يستهزئ به. في احدى المرات «يا قراء الحب يا حبايبي» كنت مدعوة لدى صديقتي المصرية يسرا، وكانت تريد مني ومن شقيقتها العسل عزة... ان نستقبل ضيوفها معها، فهم من خيرة الاكاديميين المصريين بالكويت، اساتذه جامعة في الادب العربي ومستشارون اقتصاديون وقانونيون، ولاننا انا و«زوزه» نحب في اوقات فراغنا القليلة الاستمتاع بوقتنا ببساطة شعبية نحبها، الا ان الحاح «يوسي» جعلنا نفكر بجدية في امر هذه الدعوة الثقيلة خصوصا ان اصدقاء شلتنا «محمد طه وحسن صيام» استجابوا لها... الا نحن الاثنتين ناكفناها في عيشتها، لا نريد رسميات ورفضت اقتراحي ان نقضي وقتا متحررا في البرية نشوي الدجاج واللحوم ونشوي حواراتنا على نار النضج... ونأخذ راحتنا، وبعد شخطتين وعين حمراء منها، خجلنا على دمنا... وذهبنا الى بيتها الواقع عالبحر في السالمية .
تاخرت كعادتي... عادة مزمنة لا استطيع التخلص منها، وهم يتبرطمون، و.. لطيبتهم يتقبلونني على علاتي الحلوة... فماذا شاهدت؟
عددا من الرجال الضخام «كلهم ثقافة وكتب» والرسميين جدا ببدل فاخرة وكرفتات «خنقتني شخصيا» وكل دماغ واحد من الضيوف اكبر من دماغ اللي جنبه... أكيد هذا فعايل العلم، الابتسامة بالسنتيمتر... لطف دمث في التعامل معي واشادتهم بكتاباتي، كلهم جلوس على المقاعد ويتحدثون عن شعر المتنبي ... ويسطرون في فضاء ذلك المكان بأشعاره وقصائد ابي نواس... «وين نزار قباني... لا وجود له» ... ياربـي ..
المقاعد امتلأت بالرجال المشمعين، فقررنا انا وعزة ان نجلس على الارض، ليصبحوا بنظرنا اكبر ضخامة «مدري منين جايبتهم صاحبتنا»... ونتبادل التعليقات الهامسة على ليلتنا «المهببة بستين طينة » وبصوت مكتوم «نفرفر» من الضحك.
وبعد ساعتين من الثقافة والشعر والادب... فجأة... اختلف الرجال على الابعاد التحليلية لشعر «خالتي قماشة... هاها» عفوا... المعري، وكاد مخي المتواضع المعرفة والثقافة ان يطق ويفلت مني، وحين سمعت اسم المعري وسط كل هذه الرسمية الجامدة كانت روحي «طقت خلاص» واردت تغيير الجو الملبد بثقافة الكتب من ايام جد جد خلفوني وقفت على طولي... وقلت للجمع ..
* هوب هوب هوب، عفوا... ممنوع بحسب اخلاق وعادات وتقاليد البلد وقانون المرئي والمسموع ان نجيب سيرة العري... لا يا أساتذه ما يصحش ..!
بعض من الرجال الافاضل ضحكوا فمن وضع يده على فمه كاتما ضحكته ومن اندهش ورفع حاجبيه عجبا لهذه الكاتبة الصحافية الجاهلة ومن ابتسم ونظر لجهلي بمحبة ... * عيب... عيب... لا لا هذا لا يليق بكم ولا بحضورنا النسائي
سكت الرجال، وهم يعرفونني من كتاباتي وقبل قليل اشادوا بي، وها هم الليلة يرون شخصية «غير ناعمة» وجاهلة بالمعري وشعره
بعد قليل من الصمت صارحتهم : بصراحة ... اكيد اعرف الشاعر العربي الكبير المعري واصحابه المتنبي وابو نواس وابو تمام احب نزار قباني لكن... مارأيكم ان ندخل في لحمة حياتنا اليومية، الليلة يا اساتذة «ويك إند» نتمنى ان نقضيه مختلفا . احدهم يبدو على وجهه سمات البراءة قال : طيب يا استاذة اقترحي اي موضوع وخلينا نتكلم فيه . ابتسمت لهم بسعادة: حسنا اريد اجوبة من التاريخ الشخصي لكل واحد فيكم وستكونون صادقين في التعبير عنها
نظر احدهم للاخر... وقالوا : تفضلي قولي ما عندك...
قلت : حدثوني بالدور عن اول قبلة مع فتاتك في حياتك.
«تبلم» الرجال.
داهمتهم ولنبدأ من الجالس على اليمين، لا اريد اجوبة عامة بل... اول قبلة في صباك... ومع من «لانريد ذكر الاسم» وأين تمت ..
وكأني صببت عليهم ماء العفاريت، رجال طوال عراض ذابوا في خجلهم، ادرك ان الرجال اطفال خجولون جدا حين المداهمة مهما بلغوا من العمر والثقافة، اشرت للذي على اليمين... ياللا... افصح...
فك الكرافتة الخانقة، وكان سمينا جدا : يااااه ... القبلة الاولى زي ما قال عبدالحليم... قاطعته لا يا استاذ... سيب عبدالحليم في قبره اريد قصتك انت مع مين وفين كان المكان... وماذا كان احساسك...
تعرق جبين الرجل واكدت له : لا مفر ... مش احسن من المعري، شكلكم كان بردان من التكييف. بقية الرجال بدوا في حالة من الاسترخاء على المقاعد، بعد أن فكوا العضلات المشدودة.. وفكوا الكرافتات وحرروا رقابهم ...
ولم تتوال الاجوبة الا بعد أن بدأت بنفسي... وضحكوا جدا على شقاوة العمر... وسحب المعري عباته.. وتركنا لشغف الحياة بعد ان بدأت اعترافات الرجال عن قصص البراءة الاولى في قبلة فتياتهم.
***
الآن أعزائي القراء نساء ورجالا
مارأيك انت ... ماذا عن اول قبلة بحياتك... مع من وما ظروفها، واين المكان... وماذا كان احساسك... وهل تختلف آخر قبلة عن اول قبلة بحياتك... ما هو الاختلاف بين قبلة الصبا وقبلة سنوات النضج... لا اريد اسماء حقيقية، استعينوا بالمستعار من الاسماء، هذا يخلق لكم راحة عريضة من الحرية في التعبير عن انفسكم ... بانتظاركم.
مزااااج / لم يسقط... سهوا
ارض الحب بلدي ، هنا نلتقي بكل جاليات الارض، هنا نلتقي بالصعاليك والراشدين والفنانين والمثقفين، هنا ارض نابت بالحب، ايام مضت ولا احلى منها في ملتقى الاعلام العربي الخامس، وايام نعيشها الآن مع مهرجان الكويت المسرحي، اتمنى من كل قلبي ان يحضر فعالياتها جميع الشباب الكويتي من الراغبين في اكتساب خبرات جديدة ومعارف مهمة ، ويشكل ثقافته بالاحتكاك بضيوف المهرجان من امة العرب... ليس علينا اعتماد القول : «اننا مبدعون وخلاقون ومافي مثلنا» آن للغرور الفارغ ان ينجلي، آن للتواصل مع خبرات عربية كبيرة تمنحنا الكشف عن نقاط ضوء في الحوارات وفي التجارب المسرحية... آن لنا ان نكسر الجهل بنا... فهل نفعل.