| عبدالعزيز صباح الفضلي |
لسنوات طويلة يقبل علينا رمضان فنصومه وما هي إلا أيام معدودة وإذ بهلال العيد قد هل فنودع رمضان على أمل اللقاء به في العام المقبل.
ولكن السؤال الذي أود طرحه هو: هل يمكن أن نجعل رمضان لهذا العام يختلف عما سبقه من أعوام؟ وما هو نوع هذا الاختلاف؟
التغيير الذي أدعو له هو زيادة المغانم، واجتناب المغارم، زيادة المغانم من الأجور والحسنات، واجتناب المغارم من الذنوب والسيئات.
كان الصالحون يدعون الله تعالى أن يبلغهم رمضان قبل ستة أشهر من قدومه، لعلمهم بما فيه من مضاعفة الحسنات والأجور، ففي رمضان تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وأخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام أن من قام رمضان أو صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، كما علمنا النبي الكريم أن لله تعالى عتقاء من النار كل ليلة من ليالي هذا الشهر الفضيل.
العمرة في رمضان بأجر حجة، ومن فطر صائما كان له مثل أجره، وأجر الصدقة مضاعف، وقد كان عليه الصلاة والسلام أجود بالخير في رمضان من الريح المرسلة، أجور عظيمة أعدها الله تعالى لمن اجتهد في عبادته، فهل نشمر لها ساعد الجد؟
يكفينا اللعب والغفلة طول العام، يكفينا تضييع الأوقات في المقاهي والديوانيات، يكفينا هدر الأعمار بالتجول في الأسواق والمجمعات.
لنقبل على استثمار ساعات رمضان بما يقربنا إلى الرحمن، كان الصالحون إذا أقبل رمضان يتركون كتب العلم ويقبلون على القرآن، ومع أن طلب العلم عبادة لكنهم يقدمون الفاضل على ما هو دونه في الفضل، فكيف بمن يقدم الأدنى على الأعلى، فيكثر من قراءة كلام البشر في الصحف والمجلات و المنتديات ويهمل ويقصر في كلام رب الأرض والسماوات!
***
لنجعل رمضان مختلفا في سلوكنا وأخلاقنا، فليس الهدف من رمضان هو الجوع بالامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل إن رمضان شهر للسمو في الأخلاق والرقي فيها، فمن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، ومن تعرض للإساءة فيكفيه الرد على صاحبها بقول (إني امرؤ صائم).
جميل أن تصوم عيوننا وألسنتنا وآذاننا وجميع جوارحنا عن الحرام، لنكون بالفعل جعلنا صيامنا لهذا الشهر يختلف عن صيامنا في ما سبقه من أعوام، فهل نحن مستعدون لهذا التغيير؟
***
رمضان هذه السنة مختلف بالنسبة لإخواننا في سورية عن كثير من بلاد العالم، لأنهم يمارسون فيه عبادة قد لا توجد إلا في مناطق قليلة من العالم ألا وهي عبادة الجهاد، فهم اليوم يجاهدون النظام السوري المدعوم من روسيا والصين وإيران والعراق وحزب الله، ومع تآمر أممي، يجاهدون هذا النظام وسيحققون النصر فيه بإذن الله، فها هي معركة دمشق قد بدأت، وأصبح القتال داخل العاصمة وضواحيها، وبما أن رمضان هو شهر الانتصارات الإسلامية كغزوة بدر وفتح مكة، وعين جالوت وغيرها فبإذن الله ستكون فرحة المسلمين كبيرة حينما يسقط أحد طواغيت هذا العصر، وستعود راية الحق والحرية والإسلام الحقيقي خفاقة مرة أخرى على دمشق عاصمة الخلافة الإسلامية في العهد الأموي، وما ذلك على الله بعزيز، وإنا لبشائر النصر لمنتظرون.
Twitter: abdulaziz2002