11 يوليو 2012
12:00 ص
1692
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
تابعت مقالة أحد الزملاء الكتاب في إحدى الصحف المحلية معلقا على مقالي السابق (ساحة الإرادة وميدان التحرير يصنعان التغيير) وفي الحقيقة كنت أظن في الزميل الخير الكثير، خصوصا أنه داعية إلى الله تعالى، وقدوته الرسول عليه الصلاة والسلام، فتوقعت على الأقل أنه تعلم من السيرة النبوية آداب النصيحة والاختلاف، لكن المقالة للأسف كشفت لي صورة أخرى مغايرة عما كننت أظنه فيه.
مقالة الزميل مليئة بعبارات التخوين وإساءة الظن وتحريض السلطة، وتحميل الكلام ما لا يحتمل، وبتر للكلام على نهج وطريقة (لا تقربوا الصلاة). الزميل الفاضل يستنكر خطابي السياسي ومطالبتي للإصلاح في مقالتي لأنني إمام وخطيب وموجه تربوي، وأود أن أقول له إنني أخذت بنصيحة صديقه وقدوته ورمزه الذي يدافع عنه النائب السابق أحمد باقر، فهو الذي نصح الخطباء عندما كان وزيرا للأوقاف بأن يتجهوا للصحف ليقولوا ما يريدون ويتركوا طرح مثل هذه المواضيع على المنابر. وأود سؤال الزميل هل نأخذ بكلامك أم بكلام الوزير السابق الفاضل أحمد باقر؟
مشكلة الزميل أنه يريد حمل الناس على فكره الذي يتبناه ومن يختلف معه فهو ضال مبتدع خارجي، وهي أسهل تهم تلقى على الخصوم، وأتمنى من الزميل لو تحلى بأخلاق الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حين سئل عن الذين قاتلوه هل هم مشركون فقال: من الشرك فروا، قالوا هل هم منافقون؟ فقال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا. فقالوا من هم إذاً؟ فقال: هم إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم.
فرفقا أيها الزميل ولا تنزل المسائل الاجتهادية منزلة الأمور القطعية فالفرق بينهما واضح هداك الله.
***
من أكثر القضايا التي يدور حولها الخلاف وامتلأ الحديث عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في نظري هي موضوع مسلسل الفاروق عمر، ومناط الخلاف في المسألة هي قضية جواز تمثيل الصحابة من عدمه.
ولن أخوض في الخلاف الفقهي في المسألة، لكنني أتمنى ممن يرون بعدم الجواز عدم اللجوء إلى الطعن والتشكيك في من أجازوا عرض المسلم، فلقد وصل الأمر في البعض إلى التقليل من مكانة المجيزين العلمية، فيقول هل فلان عالم؟
وآخر يقول لا بد أن نأخذ الدين ممن عرف عن الورع وهو كلام صحيح لكنه لا يصلح أن يقال عن المشايخ الذين أجازوا النص كالمشايخ يوسف القرضاوي وسلمان العودة وعلي الصلابي فتاريخهم يشهد بقولهم الحق لا يخافون في الله لومة لائم. أقول هذا الكلام مع أنني أميل إلى رأي المتحفظين على تمثيل الخلفاء الراشدين خاصة، ولكن هذا التحفظ لا ينبغي أن يجعلنا نشنع على من أجازوا مسلسل الفاروق، فما أجمل الالتزام بأدب الخلاف.
***
الشيخ محمد العريفي كسر حاجز المليوني متابع عبر برنامج التواصل الاجتماعي (تويتر) وهذا بلا شك دليل على مدى القبول الواسع لشرائح كبيرة في العالم لما يطرحه الشيخ من أفكار وما يقدمه من انجازات في خدمة الإسلام، هذا الرقم هو رسالة لمن يطعن في الشيخ ومنهجه، أو يشكك في جهده وأعماله، فإلى مزيد من العطاء والعمل والانجازات أيها الشيخ الحبيب، ودع سفاسف الأمور لمن يحترفون الكلام ويعجزون عن العمل (فأما الزبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض). Twitter: @abdulaziz2002
Alfadli-a@hotmail.com