عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / فتنة مرسي... ومحاكمة النواب

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

بعد أن حبس رئيس المحكمة الدستورية العليا المصري ـ المستشار فاروق سلطان ـ الأنفاس قام بإعلان نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية بفوز الدكتور محمد مرسي ــ مرشح حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين ـ بكرسي الرئاسة. وبفوز الدكتور مرسي يكون أول رئيس لمصر في الجمهورية الثانية، وأول رئيس بعد الثورة، وأول رئيس يفوز بانتخابات حرة ونزيهة، وأول رئيس إسلامي، وأول رئيس من جماعة الإخوان المسلمين.

أعتقد ان فوز الدكتور مرسي سيكون فتنة للعديد من الفئات، ومنهم شباب الإخوان والذين ربما يدخل العجب في نفوسهم ويعتقدون أن نجاح مرشحهم راجع لتخطيطهم واجتهادهم وينسون عون الله وفضله عليهم، فيصيبهم ما أصاب الصحابة في حنين حين قالوا لن نهزم اليوم من قلة.

فوز مرسي سيكون فتنة لأصحاب الفكر الجامي والذين لطالما رددوا أحاديث طاعة ولي الأمر وحرموا الخروج عليه أو النصيحة في العلن، فهل سيستمرون على نهجهم وفكرهم وآرائهم، أم أنهم سيأتون بمخرج آخر يتحللون به من طاعة ولي الأمر الجديد.

الرئيس مرسي سيكون فتنة لإيران التي تريد أن تمد نفوذها داخل مصر وأعتقد أن وصول الدكتور مرسي سيجعل من الصعوبة على إيران أن تحقق توسعها خصوصا بأن الدكتور أعلن أمام بعض مشايخ الدعوة السلفية بأنه يرى بأن إيران ومدها الطائفي أخطر على مصر من اليهود.

بعض القنوات الفضائية ــ سواء المصرية أو العربية ــ ستكون ضمن دائرة الفتنة وخصوصا من سخرت إمكانياتها لمهاجمة الدكتور مرسي وجماعته، فهل ستتغير لغة الخطاب، وهل ستتحول شخصية الرئيس في نظرهم إلى قائد نهضة؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.

***

الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري محمد مرسي، كان مختلفا عن معظم خطابات الرؤساء عند توليهم للحكم، فللمرة الأولى يقول حاكم لشعبه : علي واجبات تجاهكم وليس لي حق عليكم، وللمرة الأولى يقول زعيم لشعبه ( وليت عليكم ولست بخيركم ) وللمرة الأولى يقول رئيس عربي لرعيته : إن رأيتم اعوجاجا فقومونا وانصحونا، ويقول : إن عصيت الله فيكم فلا طاعة لي عليكم.

***

فوز الدكتور مرسي هو تكليل لمنهج وضعه الإمام حسن البنا رحمه الله في طريقة إصلاح المجتمع والتي تعتمد على الوسطية والاعتدال، وتبتعد عن أسلوب التطرف والتشدد، وتعتمد على الكلمة الحسنة وخدمة الناس، وتتسم بالتدرج وعدم الاستعجال في جني الثمار قبل نضجها، وبالفعل عانت جماعة الإخوان في العهود السابقة الأمرين وقدمت التضحيات، وها هي الثمرة تقطف بعد نضجها بوصول أحد أبنائها إلى سدة الحكم في دولة لها ثقلها في المحيط العربي والإسلامي والإقليمي والعالمي.

***

محاكمة النواب

الكثير منا حمد الله على تأجيل المحكمة النظر في قضية مقتحمي مجلس الأمة من النواب والشباب إلى شهر اكتوبر على الأقل حتى يتمتع المتهمون بإجازة الصيف ويتعبدون الله تعالى في رمضان دون أحكام، ولعل هذه التأجيل يخفف من حالة الاحتقان التي تشهدها البلاد خصوصا بعد موضوع إلغاء حل مجلس 2009، والذي بني عليه إسقاط عضوية نواب مجلس 2012، والبعض يتساءل إن كان لوصول الدكتور مرسي لسدة الحكم أثره على بعض الأحكام أم لا؟

رسالة

رئاسة الدكتور مرسي سيكون له أثرها على القضية السورية والفلسطينية، بل وعلى بعض الأوضاع في دول الخليج، وأعتقد أن هناك انفراجا لبعض القضايا المتعلقة بالشباب المعتقلين بسبب الدعوة لإجراء إصلاحات حقيقية في أوطانهم، و كم أتمنى من هذه الدول لو تحسن أخذ الدروس من محيطها.



Twitter : @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي