فوزية سالم الصباح / الإرهاب

تصغير
تكبير
| فوزية سالم الصباح |

فجّر ارهابي يرتدي الزي العسكري اليمني نفسه يوم الاثنين الماضي بسرية تابعة للجيش خلال تدريب على عرض عسكري لمناسبة عيد الوحدة ما أدى إلى مقتل نحو 100 جندي وجرح 300 اخرين وتبنى تنظيم القاعدة هذا التفجير المروع.

ومن خلال الصور التي بثتها وسائل الاعلام شاهدنا كيف سالت الدماء وامتلأت ارض الميدان باشلاء الشبان الذين دفعهم الفقر والعوز وقلة الحاجة للانتساب إلى الجيش لعل الرواتب البسيطة التي يتلقونها تسد حاجتهم وحاجة اسرهم... لا يمكن أبدا لأي عقل بشري ان يستوعب هذا العمل الاجرامي او يقره باستثناء عقول هؤلاء الارهابيين ومن يساندهم ويؤيدهم. فما ذنب الارواح التي زهقت وما ذنب الارامل والاطفال الذين تيتموا ففوق فقرهم خطف الموت اقاربهم؟!

لم يعد الامر خافيا على عاقل او حتى على مجنون اهداف الفكر الارهابي، فهؤلاء الارهابيون لا يفرقون بين الحق والباطل ولا بين مدني وعسكري ولا بين طفل ومسن، فهم يقولون دعونا نطبق فكرنا بالقوة ونفعل ما نشاء ونسرح ونمرح ونخطف ونتسلح ونتخذ من بعض الجبال والسهول والمدن ملجأ لنا ومن يحاول الوقوف بوجهنا او الحد من نشاطنا فسيكون انتقامنا شديدا وعنيفا غير آبهين عن عدد الارواح التي يزهقونها.

والارهابي الذي فجر نفسه بين جموع الشبان اليمنيين ومن هم على شاكلته لم يأت من تلقاء نفسه بل وراءه مدارس وفراخات دينية تعمل بكل طاقاتها ليلا ونهارا على غسل الادمغة لسنوات طويلة ودعم مادي مهول، ورجال دين - وما هم برجال دين- يصدرون الفتاوى تلو الفتاوى للقيام بتلك الاعمال، وقنوات فضائية تحرض على هذه الأعمال.

كنا نتمنى ان يخرج لنا ممن يرتدون عباءة الدين في الكويت وفي الخليج وخصوصا هؤلاء الذين يطلون علينا في وسائل الاعلام حتى اصبحوا يجيدون تمثيل دور المذيع بامتياز، كنا نتمنى أن نرى واحدا منهم يدين هذا العمل الجبان الذي لا يمت بأي صلة لأخلاق المسلمين أو أهداف الدين الاسلامي، ولكنهم وللأسف الشديد طمسوا رؤوسهم بالأرض ليس خجلا أو اعتراضا، وما سكوتهم إلا تأييد على هذه الأعمال الاجرامية.



ملحوظة



تبقى الفراخات والحضانات والمدارس التي تخرج هؤلاء الارهابيين من مسؤولية دول الخليج، لأن الدعم المادي المهول يأتي من هذه الدول ولن يتوقف الارهاب او ينخفض انخفاضا شديدا الا اذا توقف الدعم. الا ان كل المعطيات تشير إلى ان الفكر الديني المتطرف في ازدياد، والحضانات الارهابية لم يتوقف انتاجها بل هو في ازدياد. ربما سيأتي اليوم الذي نرى فيه الأمن والأمان بعيد المنال.

 

Alsabah700@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي