اليوم يتجه الناخبون في مصر الحبيبة ولأول مرة في تاريخها لاختيار رئيسها عبر انتخابات حرة ونزيهة، والمتنافسون الرئيسيون في اعتقادي هم أصحاب التوجه الإسلامي وفي مقدمتهم د. محمد مرسي، ود. عبدالمنعم أبو الفتوح، وأما فلول النظام السابق كعمرو موسى وأحمد شفيق فباعتقادي لن يكون لهما أي أمل في المنافسة على الرئاسة، لأن الشعب المصري لن يلدغ من جحر واحد مرتين. واستطلاعات الرأي التي نشرتها بعض وسائل الإعلام والتي جعلت المنافسة على المركز الأول محصورة بين فلول النظام السابق فهي تمارس ( اكذب.. اكذب حتى يصدقك الناس ).
أعتقد أن الدكتور محمد مرسي سيكسب الرهان ويفوز في انتخابات الرئاسة من الجولة الأولى وذلك لعدة أسباب بعضها يعود لشخصية الدكتور وإمكاناته وأخرى تعود للجماعة التي ينتمي لها، وثالثة للشعب نفسه.
فالدكتور مرسي صاحب مؤهلات علمية وقدرات شخصية، فلقد كان عضوا في وكالة ناسا في بداية الثمانينات، وهو رجل سياسي من الطراز الأول فقد حاز على لقب أفضل أداء برلماني على مستوى العالم، والدكتور حافظ لكتاب الله كما أنه يجيد عدة لغات ومنها الإنكليزية والفرنسية.
والدكتور مرسي ينتمي لجماعة الإخوان ذات التاريخ العريق والعطاء المتواصل، والذي يشهد له القريب والبعيد، فما من بلدة ولا محافظة في مصر إلا وتجد للجماعة تواصلا مع أبنائها، وتنفيذ مشاريع لأفرادها.
جماعة استطاعت أن تقيم 25 مهرجانا انتخابيا لمرشحها في 25 محافظة وفي التوقيت نفسه لترد على مزاعم البعض بأنها تنقل مؤيديها من محافظة إلى أخرى من اجل الحشد لمرشحها.
جماعة فاز حزبها حزب الحرية والعدالة على تأييد أكثر من 40 % من أصوات الشعب في انتخابات البرلمان، وتم اختيار رئيس مجلس الشعب من أحد نوابها.
الدكتور مرسي يحمل مشروعا كاملا للنهضة، تم إعداده من قبل متخصصين في عدة مجالات، حتى يكون مشروعه الإصلاحي مبنيا على معلومات دقيقة وإمكانات لا على إدعات وشعارات.
لقد كان الخطاب الرئاسي الذي اختتم به الدكتور مرسي حملته الانتخابية مؤثرا ورائعا، إذ تحدث فيه عن اهتمامه بجميع فئات المجتمع من الفلاحين والعمال والصيادين، وطمأن الناخبين على حرصه على تحقيق العدالة وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، وأن دماء أبناء الثورة لن تذهب هدرا، وسيقتص من الجناة ولكن وفق القانون.
ومن الأمور التي تجعلني أعتقد بدعم الشعب المصري للمرشح الدكتور مرسي، أن غالبية الشعب من المسلمين، والأكثرية محبة للدين، ولها عاطفة إسلامية قوية، ولذلك صوت الناخبون في انتخابات مجلس الشعب لأكثر من 60 % من الإسلاميين.
وبما أنه ليس هناك فرصة كبيرة لمرشحين إسلاميين للفوز بالرئاسة سوى لمرسي وأبو الفتوح، فأعتقد أن غالبية الأصوات لن تتعدى أحد هذين المرشحين وإن كانت فرصة الدكتور مرسي أكبر.
ما يتعرض له المرشح الدكتور مرسي من محاولات التهميش والتشويش، تذكرني بالحملة التي شنت على مرشحي الحركة الدستورية في الانتخابات الأخيرة، ولكن بفضل الله تعالى ثم بوعي الناخبين وصل جميع مرشحيها إلى قبة البرلمان، وهذا ما نتمنى حدوثه لمرشح الرئاسة في مصر الدكتور محمد مرسي.
رسالتي
إلى الأخوة الأشقاء في مصر هذه انتخابات مصيرية والكل يتطلع لحسن اختياركم، فمصر هي العمق الاستراتيجي للوطن العربي والإسلامي بأسره، فأحسنوا الاختيار، فربما يكون البعض صالحاً لكننا نتمنى وصول الأصلح. وفي اعتقادي أن المرحلة تحتاج رجلاً يكون بوزن الدكتور محمد مرسي.
اللهم ولِّ على مصر خيارها، وابعد عنها شرارها، واجعل ولايتها في من خافك واتقاك.
عبدالعزيز صباح الفضلي
Twitter : abdulaziz2002