عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / من الوِتر إلى الوَتر

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

من أكثر الأخبار التي حزنت لها وأثرت في نفسي، سماعي لنبأ تحول المنشد الإسلامي السعودي المعروف ( أبو عبدالملك ) من الانشاد الرصين والمؤثر في المعاني والأداء إلى الأغاني والفرق الموسيقية، من الدعوة عبر الانشاد لقيام الليل وصلاة الوِتر إلى أغاني الحب وحمل العود ورنة الوَتر.

لقد كان المنشد (أبو عبدالملك ) سابقا والمغني محسن الدوسري حاليا من أكثر المنشدين الذين كان لهم تأثير في متابعيهم والمستمعين لأدائه، فكم ألهبت أناشيده الحماسية أبطال الجهاد الذين يخوضون غمار المعارك ضد أعداء الدين ومنها نشيدة (سنخوض معاركنا معهم ) وكم أدمعت أناشيده قلوب المنيبين والتائبين ومن أشهرها شريط ( المدلجون ).

ومع هذا التحول والتغير لنا وقفات ومنها :

أنه ينبغي أن نعلم أن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، فلا صاحب الطاعة يأمن الفتنة، ولا المسرف على نفسه بالمعاصي ييأس من التوبة والإنابة.

لقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو الله أن يثبت قلبه فيقول ( اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك )، وهذا يدفعنا إلى أن ندرك أن كل حي لا يأمن الفتنة، وهذه دعوة لكل شيخ أوعالم أو عابد أو منشد ألا يغتر بعمله وإنما يدعو الله دوما الثبات على الدين.

هناك نماذج كثيرة انحدرت من القمة إلى القاع في القديم والحديث، وهي رسالة تحذير، فلقد كان رجل صالح من أتباع موسى عليه السلام يُستَسقى به المطر، فأرسله موسى عليه السلام لدعوة أحد الملوك إلى التوحيد وعبادة الله، فأغراه الملك بالمال والجاه والمنصب ففُتن، وأصبح يشتم موسى عليه السلام ودينه، ولو تأملنا أحوال بعض المنتسبين للدين فلن نجدهم بعيدين عن هذا المفتون، ويكفي أن نرى حال من يدافعون اليوم عن بعض الطغاة، لنتذكر قول رسولنا الكريم عن الوقوع بالفتن ( يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ) فنسأل الله تعالى العافية والسلامة.

إن وقوع البعض في الفتنة وتحوله من عز الطاعة إلى ذل المعصية، لا ينبغي أن يكون مدعاة لإظهار الشماتة والاستهزاء، بل لا بد أن يكون ذلك عظة وعبرة ومدعاة أن يخاف الإنسان على نفسه الفتنة، ولقد رأى أحد الصالحين رجلا يشمت بأخيه الذي ابتُلي بذنب فقال له: لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك.

إن القلوب الصافية والصادقة هي التي تتمنى الخير للناس وهي التي ترجو لهم الهداية، ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يتألم ويحزن إذا لم يستجب قومه لدعوته، بل حتى بعد إيذائهم له يدعو لهم بالخير ويقول (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ).

أود أن أشير إلى أن نسبة تحول البعض من الهداية إلى الضلال هي أقل بحمد الله من انتقال الكثيرين من الظلمات إلى النور ومن الكفر إلى الإسلام، فكم من مغنٍ وراقصة وداعية تنصير انتقلوا من الضلالة إلى الهدى بحمد الله وفضله، لذلك ما أجمل أن نشيع روح التفاؤل والخير بيننا.



رسالتي



إذا رأيت من فُتن في دينه، فاحمد الله على العافية وأرجو الله السلامة وادعو لذلك المفتون بالهداية، وكن عونا له للعودة إلى طريق الخير، ولا تكن عونا للشيطان على أخيك.

اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك.

 

twitter :abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي