من وحي الشارع / «تركيا عافيتوس»
ثريا البقصمي
| ثريا البقصمي* |
كلمة «عافيتوس» بالتركي تعني «عليكم بالعافية»، وهذه الكلمة هي من نصيب تركيا خصوصا مدينة اسطنبول التي زرتها أخيراً، لأكتشف سحرها مجدداً.
لكن لماذا عليها بالعافية؟ هل لأنها تغلي بالبشر من كل بقاع الأرض وتعتبر دولة سياحية من الدرجة الأولى؟ أم لأن عافيتها السياحية لا تضاهيها أي دولة في آسيا أو أوروبا وهي «منسدحة» بينهما تجمع الشرق والغرب في مدينة فريدة من نوعها.
وتحت تنانير المولويين أو الدراويش والتي تدور على أنغام الصوفية، يتسرب التاريخ من زخرفة العمائم إلى أقبية القصور، إلى كل حجر بين ثناياه تاريخ وحكايات لا تنتهي.
في قصر «ثوب قابي» امتدت طوابير البشر مثل «درب الحية»، وفي أجنحة القصر المتحف كان من المستحيل مشاهدة قطع المجوهرات السلطانية، لأن رؤوس من مختلف الجنسيات شكلت جداراً يصعب اختراقه، أما قاعة الموروثات «النبوية» فكان الطابور البشري يتطلب إنتظار يفوق الساعتين، ولقد فسّرالدليل السياحي الذي كان برفقتنا وهو يتكلم لغة عربية ركيكة عن سبب ذلك الازدحام بقوله: إن هجوم «السياحيين» على تركيا غير طبيعي، وهو يحرم الناس من التمتع بجمال التحف الأثرية.
وعندما زرت البازار المصري وهو سوق تقليدي جميل، فوجئت بأن هناك بحراً من الناس في جوف السوق «المسقف»، وكانت (رعصة وخنقة)، ومرة أخرى رؤوس تحجب الرؤية، ولهذا ُلذت بالفرار أبحث عن بوابة الخروج بعد أن اختنقت بزحمة «السياحيين».
والطريف في مدينة اسطنبول هو أنها أصبحت قبلة السياحة الخليجية، وذلك بسبب المسلسلات التركية، وتجد أي دليل سياحي يحرص أن يوفر فرصة لأي عائلة خليجية زيارة المنازل التي صورت فيها المسلسلات التركية الشهيرة مثل «فاطمة جول» و«مهند ونور»، وزيارة «الحرملك السلطاني» الذي صُورت فية مسلسل «حريم السلطان».
أما البائعون في محال التحف التذكارية ما ان يروا عائلة خليجية يصرخون من قمة رأسهم: لدينا ملابس السلطان سليمان، وفستان «هويام»، ومجوهرات خديجة، ونعال سمبل آغا.
* كاتبة وفنانة تشكيلية
g_gallery1@hotmail.com
كلمة «عافيتوس» بالتركي تعني «عليكم بالعافية»، وهذه الكلمة هي من نصيب تركيا خصوصا مدينة اسطنبول التي زرتها أخيراً، لأكتشف سحرها مجدداً.
لكن لماذا عليها بالعافية؟ هل لأنها تغلي بالبشر من كل بقاع الأرض وتعتبر دولة سياحية من الدرجة الأولى؟ أم لأن عافيتها السياحية لا تضاهيها أي دولة في آسيا أو أوروبا وهي «منسدحة» بينهما تجمع الشرق والغرب في مدينة فريدة من نوعها.
وتحت تنانير المولويين أو الدراويش والتي تدور على أنغام الصوفية، يتسرب التاريخ من زخرفة العمائم إلى أقبية القصور، إلى كل حجر بين ثناياه تاريخ وحكايات لا تنتهي.
في قصر «ثوب قابي» امتدت طوابير البشر مثل «درب الحية»، وفي أجنحة القصر المتحف كان من المستحيل مشاهدة قطع المجوهرات السلطانية، لأن رؤوس من مختلف الجنسيات شكلت جداراً يصعب اختراقه، أما قاعة الموروثات «النبوية» فكان الطابور البشري يتطلب إنتظار يفوق الساعتين، ولقد فسّرالدليل السياحي الذي كان برفقتنا وهو يتكلم لغة عربية ركيكة عن سبب ذلك الازدحام بقوله: إن هجوم «السياحيين» على تركيا غير طبيعي، وهو يحرم الناس من التمتع بجمال التحف الأثرية.
وعندما زرت البازار المصري وهو سوق تقليدي جميل، فوجئت بأن هناك بحراً من الناس في جوف السوق «المسقف»، وكانت (رعصة وخنقة)، ومرة أخرى رؤوس تحجب الرؤية، ولهذا ُلذت بالفرار أبحث عن بوابة الخروج بعد أن اختنقت بزحمة «السياحيين».
والطريف في مدينة اسطنبول هو أنها أصبحت قبلة السياحة الخليجية، وذلك بسبب المسلسلات التركية، وتجد أي دليل سياحي يحرص أن يوفر فرصة لأي عائلة خليجية زيارة المنازل التي صورت فيها المسلسلات التركية الشهيرة مثل «فاطمة جول» و«مهند ونور»، وزيارة «الحرملك السلطاني» الذي صُورت فية مسلسل «حريم السلطان».
أما البائعون في محال التحف التذكارية ما ان يروا عائلة خليجية يصرخون من قمة رأسهم: لدينا ملابس السلطان سليمان، وفستان «هويام»، ومجوهرات خديجة، ونعال سمبل آغا.
* كاتبة وفنانة تشكيلية
g_gallery1@hotmail.com