معاذ مسيليم المسيليم / الأحزاب والقبيلة أولاً ... ثم الكويت!
من أين أبدأ وقد صارت حال بعضنا وانشغاله هو ما يرفعه له عند الحزب أو القبيلة، بل إن البعض قام يلجأ إلى البلد المجاور ليقول نحن نحب ما تحبون ونكره ما تكرهون والولاء لكم! وهناك طفرة حاصلة في الانتماء للقبيلة حتى نشاهد الكثير بدأ بإنشاء صفحات على الإنترنت وتأليف كتب، والبعض بدأ يدفع أموالا حتى يزور وثائق تاريخية ليضم نفسه إلى إحدى القبائل يزعم أنه منها وهم عزوته وحميته بعد الله، وصار الوطن على الهامش، والآخر بدأ إثبات معطياته وولائه للحزب ويقول: من هنا أبدأ وإليه أنتهي، ونرى البعض يتعدى على القانون ويحسب علينا ككويتي، وله من المحسوبيات والواسطات ما الله بها عليم، وذلك يثير استغراب المواطن البسيط مثلي هل الحكومة تخاف منهم وتعمل لهم حساب، أم الحكومة ليست لها هيبة؟ وهم يفعلون الطامات في زعزعة أمن دولتي الحبيبة التي لا أساوم عليها بشيء، هذه تساؤلات أسألها لنفسي ولم أجد لها جوابا. وبالتالي أجد نفسي ضعيفا عندما أكون مطالبا بدفع فاتورة الهاتف النقال لإحدى الشركات، اتلفت يمينا ويسارا خيفة أن أكون أحد المساجين الذين ليس لهم من انتماء سوى أنه كويتي بسيط لا ينتمي إلى أحد الأحزاب والطوائف والقبائل والمناطق الخارجية.
في معمعة القبيلة والأحزاب يضيع المواطن الكويتي الأصيل الذي كان في السابق يعول على كلمة الله ثم الوطن ثم الأمير! أنا والله من الكويتيين الذين يعانون في هذا الوطن الذي لا نعرف غيره ولا لنا ولاء، بعد ولائنا لله وللرسول وللدين، إلا ولاءنا لهذا البلد الطيب حتى لو تناسينا بعض الأحيان، علما أن بعضنا ينتمي إلى أعراق القبائل العربية ولكن لا ينتمي إليها إلا اسما وأتمنى أن يكون اسمي الأول والأخير هو كويتي وأن ينتهي اسمي في جميع الوثائق بلقب الكويتي وهذا وسام لي، وأذكر أن حب الوطن من الدين والإيمان ويذكرني ذلك بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وقف يخاطب مكة المكرمة يودعها حين عزم على الهجرة وهو يقول: «ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك» رواه أحمد والترمذي. وكل موطن يولد فيه الإنسان ويتربى هو مثل مكة عند الرسول صلى الله عليه وسلم، عزوتي وحميتي وقبيلتي وعائلتي، أهلي أهل الكويت جميعا من ليس لهم حزب مثلي ولا يقدم شيئا على دينه ثم الوطن، يقول الله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» صدق الله العظيم، وأسأل الله العلي العظيم أن يحفظ كويتنا من كل مكروه وأن يبعدنا عن الأحزاب الهدامة والأفكار المشينة والعصبية للقبيلة وهذه هي الجاهلية التي حذر منها الرسول (صلى الله عليه وسلم).
معاذ مسيليم المسيليم