منذ فترة طويلة لم أسافر بالسيارة على الطريق المؤدي الى مدينة عرعر السعودية ولم أستمتع بإطلاق نظري بمشاهدة شجيرات الشيح والقيصوم والنباتات البرية التي تبعث على البهجة وتحسسك بالصفاء الروحي حين تصلي أحد الفروض بين تلك الفياض والرياض الجميلة.
لقد تذكرت ذلك الطريق وأنا أشاهد اللافتات التي يضعها المرشحون على مقراتهم الانتخابية وإعلاناتهم في الصحف وشاشات التلفزيونات والتي تشبه ما يكتب على مؤخرات شاحنات النقل البري.
لقد كانت بعض الجمل ممتعة نوعا ما فتجد من كتب على مؤخرة شاحنته (ميلي يا حلوة ميلي يم الفستان النيلي) بسبب لون شاحنته الأزرق وقد كنا نعرف أحيانا بعض أسماء السائقين من خلال عبارة (هذا اللون يحلالك وأبو خالد خيالك) وقد كنا نتخوف من أن تميل أم الفستان أو يميل بها خيالها علينا في حال تجاوزناه على تلك الطريق.
شعارات مرشحينا في الانتخابات ليست بعيدة عما يكتب على مؤخرات الشاحنات فتجد بعض الشعارات المضحكة بسبب مواقف سابقة نعرفها جيدا عنهم فمنهم من يصف نفسه بالأمانة وهو كالقط الذي تأتمنه على قطعة من الشحم وهناك من يختار شعار المنقذ ونسأل الله أن ينقذنا منه.
ولكن السمة الغالبة على المرشحين أنهم يريدون بناء الكويت فتجد كلمة البناء في أغلب شعاراتهم وكأنهم انقلبوا الى مقاولين ولكن المصيبة أن بعض مرشحينا المقاولين يريدوننا أن نساعده في استكمال بناء مشاريعه وكلنا يعرف أن المستفيد الأكبر هو المقاول وليس العامل.
أدام الله من كان همه بناء الكويت ولا دام من كان يريد أن يبني لنفسه أو يكمل بنيان ما توقف من مشاريعه الخاصة.
سعد المعطش
تويتر/saadalmotish