د. عبداللطيف محمد الصريخ / زاوية مستقيمة / أسبوع الشطب والبطش

تصغير
تكبير
مر الأسبوع الماضي سريعا دون أن نشعر به، وقد حمل في ثناياه وتصدرت أخباره عملية (شطب) ترشيح الدكتور فيصل المسلم، و(بطش) القوات الخاصة المدججة بالسلام والعتاد مع المعتصمين في تيماء والصليبية!!

العامل المشترك بين (الشطب) و(البطش) هو وزارة الداخلية، التي تبدو لي أنها كشرت عن أنيابها، فلم يعد ثمة قانون، ولم يعد هناك دستور محترم.

لم تنتظر وزارة الداخلية طويلا، ولم يمضِ على حكم محكمة الاستئناف يوما على الأقل، حتى هللت لجنة الشطب لذلك الحكم، واتخذته تَكِيَّة لإصدار قرار شطب المرشح الِمسْلم في وقت قياسي لم يسبق له مثيل، وسيكون أسرع قرار اتخذته حكومة كويتية على الإطلاق، مما يدفعني إلى الشك في أن هناك دواعي سياسية وراء ذلك القرار، بعيدا عن مبرراته الواهية كبيت العنكبوت.

وزارة الداخلية نفسها واجهت معتصمي تيماء من البدون ومن شاركهم من الكويتيين بالبطش، منطلقة من قرار اتخذته منفردة بما يخالف نص المادة 44 من دستور دولة الكويت، واستعملت في ذلك المدرعات والمياه الحارة والغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، إضافة إلى المطاعات والهراوات التي تستعرض من خلالها وزارة الداخلية قوتها على البدون.

ما ذكرته من ( بطش ) للجيوش التي حشدتها وزارة الداخلية وقواتها الخاصة في تيماء لم أبنه على ما تم نقله في وسائل الإعلام المختلفة، بل على ما شاهدته بنفسي يوم الجمعة الماضي، حيث أطلقت القوات الخاصة القنابل الدخانية ذات اللون الأخضر، واستعملت المياه الحارة لتفريق المتظاهرين، وسمعت أصوات انفجارات لم أتبين ماهيتها، ورأيت جحافل القوات الخاصة تتحرش بالمعتصمين السلميين.

أما المرأة التي تم ضربها فقد واجهتها في ساحة تيماء في منظر يندى له جبين كل حرٍّ، وقد أصيب وجهها بكدمات من جراء ضرب القوات الخاصة لها، حسبما رأيته في الفيديو الذي انتشر بعد ذلك، رأيتها وهي تصرخ وتستنجد بالأحرار أن يثأروا لكرامتها التي لم تحترم.



د.عبداللطيف الصريخ

 Twitter : @Dralsuraikh
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي