عندما سألوا جحا أين أذنك أمسك بيده اليمنى أذنه اليسرى بعد أن لف يده فوق رأسه وكنا طوال سنين نعتقد أنها حركة غبية ولكن جحا لم يكن غبيا وإنما أراد بتلك الطريقة أن ينتقم ممن يسأله ويجعل صاحب السؤال يشم رائحة إبطه النتنة.
يوم أمس نشرت جريدة «الراي» خبرا ينطبق عليه ما ينطبق على أذن جحا الذي يعرف مكانها جيدا ومفاد الخبر عن اجتماع حدودي بين فرق فنية من وزارة الداخلية في الكويت وفي السعودية لوضع العلامات الحدودية بين البلدين وبحضور ممثلين عن وزارة الخارجية وشركة نفط الكويت وبعض ممثلي الشركات.
الى الآن الوضع طبيعي جدا وقد يتساءل بعضكم أين أذن السيد جحا في الموضوع؟ ولن ألومكم فما دخل جحا باجتماع اللجان الفنية بين البلدين الشقيقين اللذين تجمعهما حدود مشتركة؟ ولكن حين تعلمون مكان الاجتماع فانكم ستبحثون عن عقولكم وليس آذانكم أو أذني السيد جحا.
مكان اجتماع تلك الفرق الفنية ليس في الرياض ولا في الكويت إنما في كوالالمبور ولو سألت أي مسؤول عن سبب مكان الاجتماع لفعل كما فعل جحا ولجعلنا نشم رائحة إبطه النتنة التي تشبه رائحة التنفيع بالمخصصات المالية للسفر لبعض القيادات الأمنية في البلدين.
في الكويت تعودنا على سياسة التنفيع في كل شيء وتعودنا أن يستغبينا بعض المسؤولين ولكن هل وصلت عدوانا الى وزارة الداخلية السعودية؟ هذا الشيء الذي لا أملك الإجابة عنه حتى لو وضعت كلتا يدي فوق رأسي ومسكت كلتا أذني.
كل ما نتخوف منه أن تطالب فرقنا الفنية المحلية بالمعاملة بالمثل ويطلبون نقل اجتماعاتهم المحلية الى الخارج وفي حال أصروا على نقلها فانني أنصح بنقلها الى مدينة قندهار لعل وعسى نرتاح منهم.
أدام الله من حرص على المال العام ولا دام من يريد توزيعه على شكل مهام رسمية لكسب الولاءات...
سعد المعطش
saad.almotish@hotmail.com
تويتر/saadalmotish