د. عبداللطيف محمد الصريخ / زاوية مستقيمة / قاعدة «سكِّن تسلم»
من القواعد المشهورة في اللغة العربية قاعدة ( سكِّن تسلم )، وهي تعني ألا تُعْرِب الحرف الأخير للكلمات أثناء الحديث، كي لا ينكشف ضعف المتحدث في النحو والإعراب، وهربا من تلك المواقف ابتكروا تلك القاعدة من باب ( من خاف سلم ).
ويبدو لي أن قاعدة ( سكِّن تسلم ) لم تعد محصورة في مجال اللغة العربية وممارسيها فقط، فقد تخطت ذلك المضمار، واستحسنها كثيرون وجدوا فيها ضالتهم المنشودة، وبغيتهم التي يبحثون ردحاً من الزمن، لتجد لها بابا جديدا انفتح على مصراعيه لدى القيادات العليا في الجهات الحكومية وشبه الحكومية التابعة لها، كيف تم ذلك؟ وماذا أعني به؟
عندما تقوم الدولة بمعاقبة المحسن والمجد والذي يعمل من أجل المصلحة العامة، ولا تسمح له بالغلط وتعاتبه أشد العتب عندما يبدع ويأتي بالجديد في مجاله، ولا تكافئه على ذلك، بينما تمسح على رأس ذلك المسؤول الذي يردد دائما ( تم طال عمرك ) و( حاضر باللي تامر فيه )، ونجده في المقابل لا يحرك ساكنا في نطاق مسؤوليته ولا يفكر بتطوير مجال عمله، كما أنه يحارب عن عمد كل موظف يطل برأسه عن فكرة جديدة، فإن الدولة بتلك الممارسات تكرس قاعدة إدارية مدمرة، هي أشبه ما تكون بوضع العصا في دولاب التطوير والإبداع والتجديد، وهي قاعدة ( سكِّن تسلم ).
لقد بات راسخا لدى كثيرين من فئة القيادات العليا في المؤسسات الحكومية، والأمر ينطبق على الفئات الإشرافية بكل مستوياتها، أن الدولة لا تعاقب المقصّر الذي لا يعمل أو يطور، بل تعاقب المجتهد المبدع، وتكشف ظهره لوسائل الإعلام دون سند أو ظهير، وتقدم المسؤول الذي يجيد ضرب ( الطار ) مقلوبا على المسؤول الذي يجيد العزف على وَتَرِ الإبداع.
قاعدة ( سكِّن تسلم ) لا تحتاج من ذلك المسؤول ( التنبل ) أي مجهود يذكر، إنه ببساطة إبقاء الوضع على ما هو عليه، مع تشجيع الأفكار الإبداعية في المؤسسات التي يعملون بها لزوم البهرجة الإعلامية، والعناوين البراقة في الصحافة، والملصقات التي تنتشر في أورقة تلك المؤسسة ( لزوم الفشخرة )، وفي الوقت نفسه طرح مناقصات أو ترسيات لشراء أثاث مكتبي مناسب يستوعب ملفات تلك الأفكار، والاكتفاء بفلاشات كاميرات التصوير وتكريم صاحب الفكرة الجيدة الإبداعية بدرعٍ لا تتعدى قيمته العشرة دنانير من أحد محلات حولي، هكذا يعامل المبدعون، أو هكذا يخذلون، بينما يربتون على أكتاف محاربيهم، ممن استوعبوا قاعدة ( سكِّن تسلم )، فكفى الله ( التنابلة ) الإبداع.
د.عبداللطيف الصريخ
Twitter : @Dralsuraikh
ويبدو لي أن قاعدة ( سكِّن تسلم ) لم تعد محصورة في مجال اللغة العربية وممارسيها فقط، فقد تخطت ذلك المضمار، واستحسنها كثيرون وجدوا فيها ضالتهم المنشودة، وبغيتهم التي يبحثون ردحاً من الزمن، لتجد لها بابا جديدا انفتح على مصراعيه لدى القيادات العليا في الجهات الحكومية وشبه الحكومية التابعة لها، كيف تم ذلك؟ وماذا أعني به؟
عندما تقوم الدولة بمعاقبة المحسن والمجد والذي يعمل من أجل المصلحة العامة، ولا تسمح له بالغلط وتعاتبه أشد العتب عندما يبدع ويأتي بالجديد في مجاله، ولا تكافئه على ذلك، بينما تمسح على رأس ذلك المسؤول الذي يردد دائما ( تم طال عمرك ) و( حاضر باللي تامر فيه )، ونجده في المقابل لا يحرك ساكنا في نطاق مسؤوليته ولا يفكر بتطوير مجال عمله، كما أنه يحارب عن عمد كل موظف يطل برأسه عن فكرة جديدة، فإن الدولة بتلك الممارسات تكرس قاعدة إدارية مدمرة، هي أشبه ما تكون بوضع العصا في دولاب التطوير والإبداع والتجديد، وهي قاعدة ( سكِّن تسلم ).
لقد بات راسخا لدى كثيرين من فئة القيادات العليا في المؤسسات الحكومية، والأمر ينطبق على الفئات الإشرافية بكل مستوياتها، أن الدولة لا تعاقب المقصّر الذي لا يعمل أو يطور، بل تعاقب المجتهد المبدع، وتكشف ظهره لوسائل الإعلام دون سند أو ظهير، وتقدم المسؤول الذي يجيد ضرب ( الطار ) مقلوبا على المسؤول الذي يجيد العزف على وَتَرِ الإبداع.
قاعدة ( سكِّن تسلم ) لا تحتاج من ذلك المسؤول ( التنبل ) أي مجهود يذكر، إنه ببساطة إبقاء الوضع على ما هو عليه، مع تشجيع الأفكار الإبداعية في المؤسسات التي يعملون بها لزوم البهرجة الإعلامية، والعناوين البراقة في الصحافة، والملصقات التي تنتشر في أورقة تلك المؤسسة ( لزوم الفشخرة )، وفي الوقت نفسه طرح مناقصات أو ترسيات لشراء أثاث مكتبي مناسب يستوعب ملفات تلك الأفكار، والاكتفاء بفلاشات كاميرات التصوير وتكريم صاحب الفكرة الجيدة الإبداعية بدرعٍ لا تتعدى قيمته العشرة دنانير من أحد محلات حولي، هكذا يعامل المبدعون، أو هكذا يخذلون، بينما يربتون على أكتاف محاربيهم، ممن استوعبوا قاعدة ( سكِّن تسلم )، فكفى الله ( التنابلة ) الإبداع.
د.عبداللطيف الصريخ
Twitter : @Dralsuraikh
