لا تنتخبوا هذا المرشح


هو ليس شخصا بعينه. إنها صفات محددة قد تكون متجمعة داخل شخص أو موزعة على أشخاص كثر كل واحد منهم يمتلك جزءا منها.
وهي ليست وصايا أو توجيهات بل أفكار أرى وجوب التشارك فيها مع الجميع، خصوصا ان المواطن الكويتي بلغ من الوعي والمقدرة على التمييز ما يمكنه من فرز الغث عن السمين، ولا يحتاج بطبيعة الحال إلى من يرشده أو يساعده خصوصا أن الساحة السياسية كانت صفحة مفتوحة يقرأها كل من يعرف أبسط مقومات الأبجدية.
لا تنتخبوا المرشح الذي يبني شعبيته على العصب الغرائزي، سواء كان هذا العصب طائفيا أو مذهبيا أو قبليا أو مناطقيا. لا تصدقوه إذا قال إن منطلقاته وطنية وهو في حقيقة الأمر يقحم أسوأ ما في تاريخنا الإسلامي في كل شاردة وواردة. فالموقف من التطورات في هذه الدولة أو تلك يتحول سجالا مذهبيا يشحن النفوس، وكلام تافه لمدعٍ تافهٍ يرتدي لبوس الدين يتحول بفضل هذا المرشح أو ذاك إلى مصيبة تقتضي نبش القبور والعقائد والطعن في الخيارات. اما مقاربة مواضيع العصر وعبور النفق الذي ما زالت الكويت تقبع فيه والدخول في الحداثة فكلها «رهائن» في أفكار بعض المرشحين المتخلفة التي يريدون تعميمها. هنا تصبح قضية السماح للفتيات بممارسة الرياضة أهم من قضية تطوير البريد والاتصالات والمواصلات، ويصبح دخول رجل دين إلى البلاد أهم من تطوير القطاع الصحي، ويصبح الحديث عن تطوير المناهج التربوية نوعا من الكفر والالحاد.
ولا تنتخبوا المرشح المنافق، الذي يدعي احترام القانون ثم يهجم على مستشفى ليضرب طبيبا، أو يزور المخافر متوسطا لمجرم، أو يهدد الوزير بالاستجواب فقط لانه لم يوقع على معاملته، أو ينتقد الفرعيات ثم يشارك بها. صحيح أن الناخب يريد ممن صوّت له ان يخدمه لكن احترام القانون وتطوير النظام الاداري وتنقية المؤسسات من الفساد والواسطات هي الابقى والأفيد له ولابنائه، حيث الكفاءة هي المعيار وحيث النظام يسري على الجميع.
ولا تنتخبوا المرشح الذي يلعب على عشرة حبال في الوقت نفسه ويقول في الغرف المغلقة ما لا يقوله في العلن. هنا يجوز وهنا لا يجوز مع أن القضية واحدة لكن المعايير مزدوجة... فقط لانه وضع هدفا خاصا يسعى إلى تحقيقه ولو غلّفه بطابع القضايا العامة.
ولا تنتخبوا المرشح الذي ارتضى لنفسه أن يكون رصاصة في مسدس شيخ أو سيفا في غمده، فيصول ويجول ضاربا هذا وذاك ومثيرا عشرات الأزمات. الشيخ حر في أن تكون له تطلعات سلطوية لكنه ليس حرا في تسخير الاجهزة والمؤسسات من أجل هذه التطلعات اللهم إلا إذا وجد من ارتضى ان يكون «فداويا» بالعلن أو السر فيخوض معركته بالوكالة. هذا المرشح يسيء إلى الناخبين وخياراتهم والى المؤسسة التشريعية التي هي قلب النظام النابض.
ولا تنتخبوا المرشح الحكومي، الذي يحمل مبخرا ويطوف به عند كل قرار، ولا تنتخبوا المرشح الذي يرفع شعار التصادم مع الحكومة عند كل قرار، فالتعاون بين السلطتين هو المبدأ واذا نجحت الحكومة في قرار ما فهذا ليس منّة منها ولا منحة بل هو في صلب واجباتها الطبيعية، واذا اخفقت فالمطلوب الرقابة والمحاسبة من ضمن الاصول الدستورية والقانونية.
ولا تنتخبوا المرشح الذي يفعل كل شيء في المجلس باستثناء التشريع والرقابة. ولا تنتخبوا المرشح الذي يحصر التشريع والرقابة بالقرارات غير المدروسة التي تنهك الميزانية العامة للدولة وتضع الاجيال القادمة أمام مؤشر الخطر... فقط لانه وعد الناخبين بذلك خلال حملاته.
ولا تنتخبوا المرشح الذي تحوم حوله شبهة فساد، او المرشح الذي هبطت عليه فجأة ثروة بالمنطاد، أو المرشح الذي يحيط نفسه بمجموعة أسماء تدير الصفقات مع الحكومة لحسابه، أو المرشح الذي يرهن تصويته لمصلحة الحكومة بشاليه أو قسيمة سكنية أو معاملات العلاج في الخارج أو تكديس الموظفين في هذه الإدارة أو تلك.
ولا تنتخبوا المرشح الذي يرفض مساءلة وزير لانه من قبيلته، أو المرشح الذي يرفض مساءلة وزير لانه من منطقته، فالدماء كلها حمراء ومن يدخلها في تصنيفات اللون يساهم في شق المجتمع والوحدة الوطنية.
ولا تنتخبوا المرشح الذي لا يؤمن بلغة العصر في كل شيء، بدءا من افساح المجال للطاقات الشابة الواعية المتعلمة وانتهاء بالتركيز على التنمية وتطوير كل المرافق، فالبحبوحة المالية قد تكون عابرة والتاريخ لن يسامحنا ان لم نستثمرها في المجالات الصحيحة.
هي أفكار، وليست وصايا أو توجيهات... اللهم حسبنا أننا اجتهدنا فسامحنا إن اخطأنا أو اسأنا.
جاسم بودي
وهي ليست وصايا أو توجيهات بل أفكار أرى وجوب التشارك فيها مع الجميع، خصوصا ان المواطن الكويتي بلغ من الوعي والمقدرة على التمييز ما يمكنه من فرز الغث عن السمين، ولا يحتاج بطبيعة الحال إلى من يرشده أو يساعده خصوصا أن الساحة السياسية كانت صفحة مفتوحة يقرأها كل من يعرف أبسط مقومات الأبجدية.
لا تنتخبوا المرشح الذي يبني شعبيته على العصب الغرائزي، سواء كان هذا العصب طائفيا أو مذهبيا أو قبليا أو مناطقيا. لا تصدقوه إذا قال إن منطلقاته وطنية وهو في حقيقة الأمر يقحم أسوأ ما في تاريخنا الإسلامي في كل شاردة وواردة. فالموقف من التطورات في هذه الدولة أو تلك يتحول سجالا مذهبيا يشحن النفوس، وكلام تافه لمدعٍ تافهٍ يرتدي لبوس الدين يتحول بفضل هذا المرشح أو ذاك إلى مصيبة تقتضي نبش القبور والعقائد والطعن في الخيارات. اما مقاربة مواضيع العصر وعبور النفق الذي ما زالت الكويت تقبع فيه والدخول في الحداثة فكلها «رهائن» في أفكار بعض المرشحين المتخلفة التي يريدون تعميمها. هنا تصبح قضية السماح للفتيات بممارسة الرياضة أهم من قضية تطوير البريد والاتصالات والمواصلات، ويصبح دخول رجل دين إلى البلاد أهم من تطوير القطاع الصحي، ويصبح الحديث عن تطوير المناهج التربوية نوعا من الكفر والالحاد.
ولا تنتخبوا المرشح المنافق، الذي يدعي احترام القانون ثم يهجم على مستشفى ليضرب طبيبا، أو يزور المخافر متوسطا لمجرم، أو يهدد الوزير بالاستجواب فقط لانه لم يوقع على معاملته، أو ينتقد الفرعيات ثم يشارك بها. صحيح أن الناخب يريد ممن صوّت له ان يخدمه لكن احترام القانون وتطوير النظام الاداري وتنقية المؤسسات من الفساد والواسطات هي الابقى والأفيد له ولابنائه، حيث الكفاءة هي المعيار وحيث النظام يسري على الجميع.
ولا تنتخبوا المرشح الذي يلعب على عشرة حبال في الوقت نفسه ويقول في الغرف المغلقة ما لا يقوله في العلن. هنا يجوز وهنا لا يجوز مع أن القضية واحدة لكن المعايير مزدوجة... فقط لانه وضع هدفا خاصا يسعى إلى تحقيقه ولو غلّفه بطابع القضايا العامة.
ولا تنتخبوا المرشح الذي ارتضى لنفسه أن يكون رصاصة في مسدس شيخ أو سيفا في غمده، فيصول ويجول ضاربا هذا وذاك ومثيرا عشرات الأزمات. الشيخ حر في أن تكون له تطلعات سلطوية لكنه ليس حرا في تسخير الاجهزة والمؤسسات من أجل هذه التطلعات اللهم إلا إذا وجد من ارتضى ان يكون «فداويا» بالعلن أو السر فيخوض معركته بالوكالة. هذا المرشح يسيء إلى الناخبين وخياراتهم والى المؤسسة التشريعية التي هي قلب النظام النابض.
ولا تنتخبوا المرشح الحكومي، الذي يحمل مبخرا ويطوف به عند كل قرار، ولا تنتخبوا المرشح الذي يرفع شعار التصادم مع الحكومة عند كل قرار، فالتعاون بين السلطتين هو المبدأ واذا نجحت الحكومة في قرار ما فهذا ليس منّة منها ولا منحة بل هو في صلب واجباتها الطبيعية، واذا اخفقت فالمطلوب الرقابة والمحاسبة من ضمن الاصول الدستورية والقانونية.
ولا تنتخبوا المرشح الذي يفعل كل شيء في المجلس باستثناء التشريع والرقابة. ولا تنتخبوا المرشح الذي يحصر التشريع والرقابة بالقرارات غير المدروسة التي تنهك الميزانية العامة للدولة وتضع الاجيال القادمة أمام مؤشر الخطر... فقط لانه وعد الناخبين بذلك خلال حملاته.
ولا تنتخبوا المرشح الذي تحوم حوله شبهة فساد، او المرشح الذي هبطت عليه فجأة ثروة بالمنطاد، أو المرشح الذي يحيط نفسه بمجموعة أسماء تدير الصفقات مع الحكومة لحسابه، أو المرشح الذي يرهن تصويته لمصلحة الحكومة بشاليه أو قسيمة سكنية أو معاملات العلاج في الخارج أو تكديس الموظفين في هذه الإدارة أو تلك.
ولا تنتخبوا المرشح الذي يرفض مساءلة وزير لانه من قبيلته، أو المرشح الذي يرفض مساءلة وزير لانه من منطقته، فالدماء كلها حمراء ومن يدخلها في تصنيفات اللون يساهم في شق المجتمع والوحدة الوطنية.
ولا تنتخبوا المرشح الذي لا يؤمن بلغة العصر في كل شيء، بدءا من افساح المجال للطاقات الشابة الواعية المتعلمة وانتهاء بالتركيز على التنمية وتطوير كل المرافق، فالبحبوحة المالية قد تكون عابرة والتاريخ لن يسامحنا ان لم نستثمرها في المجالات الصحيحة.
هي أفكار، وليست وصايا أو توجيهات... اللهم حسبنا أننا اجتهدنا فسامحنا إن اخطأنا أو اسأنا.
جاسم بودي